الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

كريكور أوغسطينوس كوسا يكتب: الله الرحوم يبحث عن الإنسان الخاطئ

كريكور اوغسطينوس
كريكور اوغسطينوس كوسا كريكور اوغسطينوس كوسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

" هكذا لا يَشاءُ أَبوكمُ الَّذي في السَّمَواتِ أَن يَهلِكَ واحِدٌ من هَؤلاءِ الصَّغار " ( متى ١٨: ١٤ )
قال أشعيا النبي: " هُوَذا اسمُ الرَّبِّ آتٍ مِن بَعيد " ( أشعيا ٢٦: ٢٧ ) فمن يستطيع أن يشكّ في ذلك ؟
في البدء، وبعد أن ابتعد الإنسان عن الله بسبب وقوعه في الخطيئة، كان من الضروري أن يحصل أمرٌ عظيم، حيث يتكرّم الربّ فينزل من أعالي السموات إلى مثوى غيرَ جديرٍ به. وبالفعل تمَّ الأمرٌ العظيم: حلّت رحمته الكبيرة ورأفته العظيمة وخيره الوافر علينا.
نتسأل، لماذا تجسّد الرّب يسوع المسيح ؟ لكن سرعان ما نكتشف هذا الجواب من الكلمات التي نطق بها، والأعمال التي قام بها تُظهر لنا جليًا سبب مجيئه. فهو نزل من الجبال على عجل ليبحث عن الخروف الضال. عن الإنسان الضائع والخاطئ.
لقد جاء بسببنا، بسبًب معاصينا، جاء حتى تظهر رحمة الربّ بصورة أبهر، وعجائبه الغزيرة تجاه ابن الإنسان ( مزمور ١٠٧ [ ١٠٦ ]: ٨ ). تسامُحٌ جدير بالإعجاب من الله الذي يبحث عنّا وإكرامٌ كبير للإنسان موضوع البحث، الذي إذا أراد أن يُعظّم نفسه فهذا ممكن دون شك، ولكن، ليس لأن الإنسان بذاته يمكن أن يُصبح شيئًا كما هو يريد، بل لأن الذي خلقَهُ عظَّم ورفع من شأنِه. بالفعل فإن جميع الثروات وجميع الأمجاد في هذه الأرض وكلّ ما قد يشتهيه الإنسان قد أُعطي له، ليس بالأمر الكثير لا بل هو لا شيء مقارنةً مع هذا المجد " ما الإنسانُ حتَّى تَستَعظِمَه وتُميلَ إِلَيه قَلبَكَ ؟ " ( سفر أيوب ٧: ١٧)
بما أنّ ضُعف الإنسان يجعله عاجزًا عن السير بثبات في هذا العالم المنزلق، جاء المسيح ليكون نورًا لحياتنا وهديًا لطريقنا وطبيبًا ليعالج أمراضنا الروحية والجسديّة، ويكون لنا دواءً ضد الخطيئة.
فلنفرح إذًا، لأنّ هذا الإنسان الخاطئ، هذا الخروف الذي ضلّ الطريق في آدم قد افتُدِي في المسيح. وأكتاف المسيح أصبحت ذراعيّ الصليب المُقدّس وفِي هذا المكان وضعت خطايانا، وفي هذا المكان وجدنا سلامنا.
هذا الخروف فريد في طبيعته ونوعه لإنه تاها بإرادته، ومع ذلك فهو مدعو للحياة الجديدة ليعيش مع الآخرين، لأنّنا جميعًا نُشكّل جسدًا واحدًا. ورغم أنّنا أعضاء متعدّدة، لكننا جسدٌ واحد في المسيح يسوع. لذا كُتِب: " فأَنتُم جَسَدُ المَسيح الحيِّ، وكُلُّ واحِدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنه " ( قورنتس الاولى ١٢: ٢٧ ). " لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه " (لوقا ١٩: ١٠)، وهذا يعني جميع الناس لأنّه: " كما يَموتُ جَميعُ النَّاسِ في آدم فكذلك سَيُحيَونَ جَميعًا في المسيح " ( قورنتس الاولى ١٥: ٢٢ ).
نحن الخراف، فلنسأل الربّ أن يعطينا مراع خصيبة، لنحافظ على قيمتنا وقداستنا. نحن الأبناء، فلنركض إلى حضن الآب لنجد فيه راحتنا.