يبدو أن معسكر مايسمي بحكومة الوفاق في طرابلس التي لا تملك من أمرها شيئ، وتحركها أوامر العثمانلي المحتل أردوغان في أنقرة بواسطة ميليشياتة وعصاباته المسلحة، قد فهمت أن مطالبة القاهرة يتوقف العمليات العسكرية وعدم تخطي خطوط التماس التي أسفرت عنها الاشتباكات الأخيرة، يعني انتهاز فرصة التهدئة ومحاولة تحسين أوضاع قواتها والاستيلاء على مناطق جديدة، تقع تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي، ولم تفهم الفرق بيت التهدئة، والتجميد، وفرق أخر بين التزام طرف يوقف إطلاق النار، وأشعال جبهات ومواقع في سرية تامة بعناصر تصفها بأنها غير خاضعة لسيطرتها !
حكومةً الميليشيات المعروفة باسم السراج أو الوفاق - لا فرق- حولت لخزانة السلطان العثماني مئات الملايين من الدولارات مقابل تدخلها السافر في البلاد ووعدتها بالسيطرة على موارد البلاد النفطية سواء في الصحراء أو في المتوسط، وطالبت المحتل السابق للأراضي الليبية بالتدخل العسكري بعدأن طالب قادة ثلاث دول أوروبية هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بوضوع بنزع سلاح الميليشيات ووقف التدخل الأجنبي في البلاد والإنخراط في عملية السلام على أساس القرارات الدولة والمبادرة المصرية التي وصفها الوزراء الاوربيون بأنها إيجابية، وآلية عملية للحل السياسي. وواصلت تعنتها وهددت يإقتحام سرت والجفرة، وهي تعلم انها لو فعلت ذلك فإنها تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء التي وضعتها مصر بتعبير الرئيس السيسي.
ومن الواضح أن عصابة طرابلس لم تفهم رسائل القاهرة الاخيرة وعلينا تذكيرها:
- إن إعلان السلطات المصرية منذ يومين عن تتنفيذ حكم الإعدام شنقا في الإرهابي عبد الرحيم المسماري أحد عناصر تنظيم القاعدة في ليبيا يعني بوضوح ان مصير أي إرهابي سيكون مثل المسمارى.
- أن القاهرة ستعطي فرصة أخيرة لالتزام الوفاق بخط التماس مع الاستجابة لنداء المفاوضات وان هذا الامر لن يطول.
- أن مصر لن تسمح بتجميد الأوضاع في ليبيا لتصب في النهاية لصالح الاحتلال التركي.
- أن وحدة الاراضي الليبية مع إستمرار هذه الأوضاع يمكن ان يعرض هذه الوحدة للخطر مع ضياع ثروات الشعب الليبي ونهبها لصالح أطراف إقليمية
- أن مصر لن تقبل من مع استمرار هذه الأوضاع بتدفق المرتزقة والارهابيين ويتحول الجوار الليبي لقاعدة جديدة تكرر عملياتها الإرهابية على الحدود وتمتد نحو الداخل الليبي.
- أن حرص مصر على الحل السياسي وعلي دماء الشعب الليبي وممتلكات الشعب، لا يعني ان الموقف المصري يمكن أن يصبر على ذلك.
- أن مصر بشرعية دولية وعربية وبدعم شعبي ليبي يمكن ان تتحرك لوقف الخطر القادم على ليبيا وشعبها وعلي أمن وسلامة الشعب المصري.
الرسائل المصرية واضحة، للقاهرة حساباتها الوطنية والقومية والدولية، وهي تقول مع كل ذلك 'للصبر حدود'
"البوابة"