أثبتت الدبلوماسية المصرية نجاعتها ونجاحها في احتواء ملف جديد دون حله عن طريق الحلول الدبلوماسية، وهو ملف سد النهضة الإثيوبي الذي أثار اضطرابات سياسية خلال الفترة الماضية بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى.
وجاء إعلان الخرطوم والقاهرة أن أديس أبابا وافقت خلال قمّة أفريقية مصغّرة على تأجيل ملء سدّ النهضة، الذي تبنيه على نهر النيل، إلى حين إبرام اتّفاق ثلاثي، ليكون خطوة جديد لإمكانية حل هذا النزاع بشكل دبلوماسي بين الدول المنوطة.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان مساء الجمعة، عقب الاجتماع اجتماع لمصر وإثيوبيا والسودان إنه تم التوافق على عدم اتخاذ أي إجراءات أحادية بشأن ملء خزان سد النهضة الإثيوبي قبل التوصل لاتفاق.
وأضافت الرئاسة المصرية في بيان أنه تم التوافق في ختام القمة على تشكيل لجنة حكومية من الخبراء القانونيين والفنيين من الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، إلى جانب الدول الأفريقية الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي، وكذا ممثلي الجهات الدولية المراقبة للعملية التفاوضية.
ومن الجانب السوداني، قالت الحكومة السودانية في بيان إنه تم الاتّفاق على أن يتمّ تأجيل ملء الخزّان إلى ما بعد التوقيع على اتفاق.
وأشارت إلى أنه تمّ أيضًا الاتفاق على أن تبدأ مفاوضات على مستوى اللجان الفنية فورًا من أجل الوصول إلى اتفاق في غضون أسبوعين.
ويعتبر هذا القرار من الجانب الإثيوبي استمرارًا لجهود الدبلوماسية المصرية في إيجاد حلول لحل الملفات المتشابكة، فمنذ تولي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ساهمت الدبلوماسية المصرية في حل العديد من المشكلات، فقد استطاع السيسي تعزيز مكانتة مصر في الاتحاد الأفريقي واسترجعت تأثيرها الدبلوماسي المعروف في هذه المنظمة.
كما تمت إعادة بناء العلاقات المصرية الأفريقية بعد 11 شهرا من تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي في الاجتماع المنعقد في 17 يونيو 2014، وعودة العلاقات مع الدول الأوروبية إلى قوتها المعهودة.
كما ساهم السيسي وجهود الخارجية المصرية في كسر الجمود في العلاقات المصرية الأمريكية مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، حيث التقيا عدة مرات، وعادت مناورات النجم الساطع بين الجيشين المصري والأمريكي بعد توقف دام 8 سنوات.
