الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

هل تتغير المناهج الدراسية بعد نجاح النظام الإلكتروني أثناء جائحة كورونا؟.. خبراء تربويين: ضرورة تعديلها نتيجة ارتباط الأجيال الجديدة بالوسائل التكنولوجية.. ويوضحون إمكانية الجمع بين النظامين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بسبب جائحة فيروس "كورونا"، تغيير نظام التعليم المصري خلال فترة ظهور وانتشار الفيروس في مصر، حيث أجرت وزارة التربية والتعليم امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي لنهاية الفصل الدراسي الثاني لعام 2019/ 2020 إلكترونيًا بنظام "أوبن بوك" على التابلت من المنازل بجانب المشروعات البحثية للمرحلة الدراسية الابتدائية والإعدادية على منصة "إدمودو"، والتي نجحت بها الوزارة وفقًا لما أعلنته مؤخرًا.



وأكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اعتزامه تغيير المناهج الدراسية لجميع الصفوف في أقرب فرصة، واستعدادات الوزارة للتطبيق الكامل لنظام الامتحانات الإلكترونية والورقية، مشيرًا إلى أن المناهج تبنى من الأسفل إلى الأعلى، كما حدث بالصف الأول الابتدائي، حيث إن تغيير المنهج في خطة التطوير لها توقيت معين، وفي وقت أقرب هناك توقعات أن تكون مناهج الصف الأول الثانوي، معدلة في ضوء نظام التعليم الجديد "تعليم 2.0".
وأوضح شوقي، أنه يحاول تسريع تطبيق نظام التعليم المطبق في الصف الأول الابتدائي، حتى يصل في وقت قريب، مؤكدًا أن التعليم عن بعد سيكون عنصرًا مهمًا للغاية في مستقبل التعليم المصري.

وبدوره، يرى عصام شيحة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن هناك حاجة لتغيير المناهج الدراسية، موضحًا أنه ناشد الوزير بأن يتم الوضع في الاعتبار المتغيرات التي تمت على الساحة الدولية والإقليمية وأن نكون مستعدين لتغيير المناهج بما يتناسب مع المتغيرات التي حدثت على الساحة العالمية، معتقدًا أنها فرصة مواتية لوزارة التربية والتعليم بأن تعدل المناهج أو تغير بعضها، فإن تجربة التعليم عن بعد حققت نجاح ملحوظ مما يمكن الثناء على هذه التجربة، فمن فوائد فيروس "كورونا" المستجد أنه أجبرنا على التعامل مع التقنية الحديثة والتعليم عن بعد.
ويستكمل شيحة، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه أفضل ما وصلت إليه الأبحاث الدولية هو الجمع بين النظامين في التعليم ما بين نظام الاتصال المباشر في التعليم النظري وفي الوقت ذاته استخدام التقنية الحديثة مما سيوفر الوقت في بعض المدارس والجامعات، فهناك بعض المحاضرات قد يكون الطلاب مجبرين على حضورها وأخرى قد تتم بالنظام الإلكتروني مما سيخفف من الأعباء على المنظمات التعليمية والقائمين عليها، وسيوفر تكلفة مالية عالية، وسيعطي الفرصة للطلاب من خلال تلقي دروسهم من خلال الإنترنت لتوفير الوقت بدلًا من النزول إلى المدارس والجامعات وتعلمهم طرق البحث الجديدة والمشروعات من خلال الإنترنت.
وأكد، على ضرورة الجمع بين النظامين في الوقت الراهن، فهو من أفضل السبل والطرق حاليًا مع ضرورة تغيير المناهج بما يتلائم مع هذا الأمر، لافتًا إلى أن التجربة أوضحت أن الأجيال الجديدة أكثر احترافية في التعامل مع التقنية الحديثة ويتعامل مع الإنترنت والتعليم عن بعد، وبالتالي لا بد من استثمار هذا الأمر وتوجيههم في الاتجاه الصحيح وتحقيق المكاسب، لأن التعليم عن بعد يعطي فرصة للطلاب لاستخدام التقنية الحديثة والإطلاع على مفاهيم ومناهج متغيرة، وإعطائهم فرصة للفهم أكثر منه للحفظ، وعلى الوزارة أن تحدد لهم المصادر ونوعية الكتب وأن يكون هناك متابعة من الجهة التعليمية، حيث إن الدول الأوروبية طبقوا نظام التعليم عن بعد قبل حائجة "كورونا" ولكنهم وجدوا ضرورة حدوث الالتقاء المباشر، وخاصة في المرحلة التربوية الأولى، وأن يحدث الاحتكاك الاجتماعي والتعامل ما بين الطلاب وبعضهم البعض، لأنها تقوم بعمل نوع من الاستقرار النفسي لدى الطلاب.



ويضيف الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، أن التعليم الإلكتروني هو الحل الوحيد أثناء أزمة فيروس "كورونا" المستجد حاليًا، فهناك توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتوسع في التعليم عن بعد، بهدف منع التزاحم والاختلاط، موضحًا أن الدولة أبدت اهتمام واضح بالتعليم الإلكتروني قبل الأزمة، مما يتطلب بنية تحتية تكنولوجية قوية لتحقيق هذا الهدف، فإن الوزارة أنشأت المكتبة الرقمية وهي أكبر مكتبة إلكترونية في الشرق الأوسط تحتوي على مناهج رقمية تفاعلية.
وتابع شحاتة، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذه المناهج تتضمن مناهج من رياض الأطفال حتى نهاية المرحلة الثانوية، مكتوبة باللغة العربية والإنجليزية أيضًا، فإن الوزارة تمتلك منصة تعليمية وفصول افتراضية تتضم جميع مدارس الجمهورية، وتم التوسع في الطاقة الاستيعابية في شبكات الإنترنت وقواعد البيانات للطلاب، وكذلك هناك إمكانية للبث المباشر لجميع الدروس والمناهج الدراسية، ولا يقتصر التعليم الإلكتروني على التدريس ولكنه يمتد إلى الامتحانات والتقويم، وهناك منصة مراجعات إلكترونية للطلاب، كما أن وزير التعليم العالي أيضًا أكد على الاهتمام بالتعليم المختلط أو الهجين، وهو التعليم وجهًا لوجه والتعليم عن بعد، الذي يشمله التعليم الجامعي.
وأوضح، أن التعليم الجامعي يتضمن التعليم داخل الورش والمعامل البحثية الذي يتطلب التعليم وجهًا لوجه والتعليم النظري يكون تعليم إلكتروني، فإن وزير التعليم العالي أكد على ضرورة أن تكون قرارات التعليم الجامعي جميعها قرارات إلكترونية، وتم تطبيق هذه الفكرة في جميع الجامعات والكليات، وهناك فكرة تقسيم الطلاب لمجموعات وفرق صغيرة مع ارتداء الكمامات داخل المعامل والورش، والاستفادة من الأساتذة لما يمتلكونه من خبرة واسعة في هذا المجال، وتم إلغاء الكتب الجامعية وأصبح هناك مقرر إلكتروني يحصل عليه الطلاب ويتفاعلون معه ومع الأساتذة باستمرار، وكل جامعة بها منصة إلكترونية يتواصل من خلالها الطلاب والأساتذة، ويتم متابعتها من خلال القيادات الجامعية.
وأشار إلى أن الاتجاه السائد الآن هو النظام الإلكتروني، مما سيغير من أدوار المعلمين والطلاب أيضًا، وتكون المناهج لها أدوار متغيرة، فإن المعلمين تم تدريبهم على بنك المعرفة ونظام "أوبن بوك" واستخدام المنصات الإلكترونية مع الطلاب، فإن تطبيقات النقال بجميع أنواعها موجودة مع الطلاب والأساتذة مما سيحول التعليم إلى التفكير وإبداء الرأي قبل أن يكون تحصيل أو تخزين المعلومات، لأن التعليم الإلكتروني به أكثر من رأي وفكر، ولا يقتصر على رأي واحد أو فكر واحد.