السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التنمر الخطر القادم؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جلستُ أعُدُ الثواني قبل الساعات كي ينتهي اليوم الدراسي لأهرب إلى بيتي فرارًا من طالبين الأول في المقعد الذي أمامي والثاني في المقعد الذي خلفي حيثُ لم يتوقفا في إحراجي بالكلمات والتهجم عليّ بالألفاظ في غفله من مُدرسه الفصل، كانت ضحكاتهم بمثابهِ سكاكين تُغرس في جسدي بلا رحمه، لا أزال أتذكر وجه أحدهم والذي كان كالشيطان بالنسبهِ لي، كُل هذا ولم أدري بعد أكثر من ثلاثين عامًا لماذا فعلوا ذلكَ بي؟! وما الجُرم الذي أقترفته ليتركوا هذه الذكريات الكئيبة في ذهني، وهذه الندبات في عقلي إلى الأن؟!، كان يحكي صديقي الذي لا ينقصه من الذكاء أو النجاح أو حتى الوسامه شيء بكلِ تأثُرِ وأسي حتى أنني ظننته سيبكي، كان يحكي بعد أن تجاذبنا سويًا أطراف الحديث عن أفهِ العصر وهي "التنمر".
لم يعلم صديقي الذي وصل إلى أعلى المراتب العلميه وهي الحصول على درجه الدكتوراة حينها أن هذا يُعدُ تنمُرًا وأَسَر السلامه ولا يقصُ لأحدِ ولا يُخبرُ حتى والديه إلا بعد كل هذه السنواتُ لي حيث كان حينها في المرحلة الأبتدائيه، ولقد حزنتُ من أجلهِ أشد الحُزن حيثُ لم يستطع أن ينسي هذا الألم النفسي والذي صاحبه طيله عُمره إلى الأن.
إن المتنمرين الوقحين لا يُراعون إنسانيه أو ماسيُسببونه من ألمِ نفسي لمن يتنمرون عليه بل إن العجب العُجاب انه من الجائزُ جدًا أن يكون المتنمرُ هذا أقل مكانهِ علميه وإجتماعيه وخُلقيه من ضحيته، ولكن هذا الوقح لا يُبالي حتى وإن كان لا يعرف مَن يتنمرُ عليه معرفه شخصيه بل قد يكون لم يقابلونهم يومًا من الأيام كالمشاهير من أهل الفن والرياضة وأبناءهم.
والأمثلهُ في هذا الصدد كثيره كما حدث مع المطرب والملحن رامي جمال بعد ان أعلن بنفسه أنها مُصاب بمرض البهاق، حيثُ أنهالت عليه التعليقات الساخرة والمُحرجه بسبب مرضه ومطالبته بالإعتزال وترك الفن لان شكله لن يُصبح مناسبًا بعد ذلك.
محمد رمضان هو الأخر لم يسلم هو وأبنه وزوجته منهم ومَن تندرهم السخيف على ابنه ولون بشرته الداكنه واختلافه عن لون بشرتهم البيضاء، ولا ننسي أيضا هؤلاء العنصريون التي فضحتهم عنصريتهم عندما تندروا وتنمروا بلاعب الزمالك شيكابلا وأبنه أيضًا دون خجلِ ولا إعتبارٍ أخلاقي أو ديني.
والتنمر ذلك السلوك العدواني والإساءة أو الإيذاء بالكلمه أو اللفظ أو حتى التنمر في بعض الحالات من فردِ لأخر أو مجموعه لفرد أو مجموعه لمجموعه، ويكونُ ذلك في اي وقتِ وأي مكان كالمدارس والجامعات والكنائس والجوامع وغيرهم.
إن ما نسمعُ عنه كل يوم وليله من تنمُرِ وإيذاء للناس لا بد وان يُحاسب عليه المُخطأون بالقانون ليكونوا عبرهِ لغيرهم، لا يُستثني من ذلك شخص، حيثُ انه سمح لنفسه وبدون أي وجه حق ان يُهاجم أو يأذي شخص اخر.
وأخيرًا لو يُدرك هذا المتنمر انه بيد الله وانه قد يتسبب بجهلِ مُنقطع النظير في تدمير حياهِ اإنسانِ مُسالم لربما لم يفعل ذلك، وفي كل الأحوال لو فُعِلَ القانون على مثل هؤلاء أو بعضهم لألتزم حدودهِ مَن تُسول له نفسه إقحامِ انفه وسلوكه المُشين في حياه الأخرين بأي صورهِ من الصور.