الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التبرع ببلازما الدم لمصابي كورونا.. "سببوبة" جديدة لـ"المستغلين".. "الصحة" تشجع المتعافين على التبرع من خلال "فيسبوك".. و"أطباء" يحذرون من خطورة الانسياق وراء العلاج دون الإشراف الحكومي الطبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقب إعلان وزارة الصحة والسكان عن نجاح تجربة حقن مصابي فيروس "كورونا" المستجد ببلازما الدم للمتعافين من الفيروس، لعلاج الحالات الحرجة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض الأخبار عن بيع بعض المتعافين من الفيروس بلازما الدم للمصابين بمبالغ خيالية بدلًا من التبرع بها بالمجان.


تقدم النائب خالد أبو طالب عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء ووزيرة الصحة، بشأن تشديد عقوبة الاتجار ببلازما المتعافين من فيروس كورونا، والتصدي للمزورين في إصابتهم بالفيروس للحصول على مبلغ التبرع بالبلازما، مطالبًا بوضع ضوابط وآليات للتبرع.
مؤخرًا، أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة في بيان رسمي، عن تعاون الوزارة ممثلة في خدمات نقل الدم القومية مع موقع "فيسبوك"، من خلال حملة لتشجيع المواطنين على التبرع بالدم.
تأتي هذه الحملة، كخطوة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، حيث أوضحت الدكتورة هالة زايد أن تلك الحملة ستساهم في تشجيع المتعافيين من فيروس كورونا المستجد بالتبرع ببلازما الدم للمساهمة في علاج الحالات الحرجة من مصابي فيروس كورونا، مضيفة أنه سيكون متاح لأي شخص يتجاوز عمره 18 عامًا إمكانية التسجيل على (فيسبوك) كمتبرع، وسيصله رسائل من مراكز التبرع بالدم القريبة منه لاستقباله كمتبرع، كما يمكن أيضًا دعوة الأصدقاء على موقع (فيسبوك) للتبرع.
أوضح البيان، أنه يمكن للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-65 عامًا في مصر التسجيل كمتبرعين بالدم على (فيسبوك) من خلال خاصية "تبرع بالدم" الموجودة على الملف الشخصي أو من خلال الضغط على الرابط التالي: اضغط هنا، وسيتم إرسال رسائل للمسجلين كمتبرعين عن إمكانية الحصول على طلبات وفرص التبرع من خلال خاصية "تبرّع بالدم على فيسبوك" على هواتفهم المحمولة، وذلك من خلال 28 فرعًا لمراكز خدمات نقل الدم القومية بمصر، ومن ضمنهم 5 أفرع تم تخصيصها للتبرع ببلازما المتعافيين من فيروس كورونا، والمتواجدة على المواقع الرسمية لوزارة الصحة والسكان.
وأكد البيان، أهمية التبرع بالدم في تلك الأوقات الحرجة، مؤكدًا اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية في الوقت نفسه لضمان سلامة المتبرعين.


ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد الحميد شلبي، رئيس جمعية الفيروسات المصرية، أستاذ الفيروسات والمناعة بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، إن حملة وزارة الصحة والسكان لتشجيع المتبرعين على التبرع ببلازما الدم على "فيسبوك" جيدة، حيث إن الوزارة لديها المركز الرئيسي "بنك الدم" هو الوحيد المنوط باستقبال عينات الدم من المتبرعين، ويتم الكشف عن هذه العينات من الدم وتحليلها، لأنها من الممكن أن تكون ضد الفيروسات "A-B-C" ومرض الإيدز وغيرها.
وأضاف شلبي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه لا يمكن أن يتبرع شخص متعافي من فيروس "كورونا" المستجد لآخر مصاب بالفيروس دون تحليل الدم والفصيلة المناسبة، مطالبًا بأن يتم محاكمة كل شخص يحاول الإتجار في هذا الأمر والتبرع ببلازما الدم، لافتًا إلى أنه هناك بروتوكول للتبرع بالدم وفقًا للقانون، حيث من الممكن أن يكون المتبرع يمتلك عدد قليل من الأجسام المناعية، وبالتالي لا يمكن له التبرع بالدم، فإن الأمر لا يكمن في وجود شخص يتبرع لآخر، ولكن تدخل في عدة عمليات أهمها فحص الدم وعما إذا كان المتبرع مريض أم لا.
وطالب بضرورة الإبلاغ عن كل شخص يستغل الأزمة وبيع بلازما الدم للمصابين بالفيروس، فضلًا عن التبرع بالدم دون تحليله وفحصه وفحص المتبرع جريمة يعاقب عليها القانون، فمن الممكن أن يموت الشخص المصاب بعد تلاقيه بلازما الدم دون فحص جيد، منعًا لانتقال فيروسات أخرى له أيضًا، فهناك شروط عالمية للتبرع بالدم أيضًا.


ورأى الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن تجربة العلاج ببلازما الدم ما زالت في المرحلة التجريبية، فلم يدخل ضمن العلاج المثبت على مستوى العالم سواء منظمة الصحة العالمية أو المراكز العالمية أو الدولية المنوط بها، موضحًا أن الاندفاع في هذه التجربة يحمل خطورة كبيرة جدًا، فلا بد من عمل التجارب الإكلينكية في الأماكن الحكومية ووفقًا لنتائج الدراسة الخاصة بهذه التجارب يتم تطبيقها.
وتابع عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن التبرع بالبلازما من المتعافين من فيروس "كورونا" المستجد لا بد أن يتم من خلال منظومة التجارب الإكلينكية دون التوسع فيها بشكل كبير حتى يتم معرفة نتيجة التجارب من الأساس، مشيرًا إلى أنه من منطق حقوق الإنسان والحق في الدواء فيما يخص علاج فيروس "كوفيد 19" بالبلازما، حيث إن هذا الفيروس ليس له علاج نوعي، و80% يتم شفائهم بشكل طبيعي، قائلًا: "لا مجال للبزنيس في علاج الفيروس، وأي مريض مصاب داخل مستشفى العزل يتم كتابة موافقة كتابية برضاه للموافقة على التبرع بالبلازما في حالة تعافيه من المرض".
واستكمل، أنه ليس أي متعافي يتم الحصول منه على الدم، فهناك أشخاص مصابين بأمراض مزمنة أو السرطانات أو الفيروسات الكبدية أو درجات معينة من الأنيميا أو أشخاص يتناولون علاجات لأي مرض مثبت طبيًا والأمراض المناعية التي تقلل من جهاز المناعة لأي سبب من الأسباب، فضلًا عن أن يكون عمر المتبرع مناسب ما بين 18 عامًا وحتى 62 عامًا، وأن يتم في الأماكن الحكومية فقط، حيث إن المكان الوحيد المعني بجمع البلازما هي الهيئة القومية للدم لتجميعها في البنك المركزي، ويتم التوزيع لمستشفيات العزل وأماكن الرعاية الطارئة أو المركزة، وفقًا لبروتوكول العلاج المعين.