السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وجهة نظر!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كُنتُ بالأمسِ في مكالمة هاتفية مع صديق وصديقة، وكنا نتحدث في أمورِ كثيره ابتداء بكورونا ومرورًا بما يحدثُ في أمريكا هذه الأيام بعد مقتل المواطن الأمريكي ذي البشرة السوداء، على يد ضابط شرطه، وسد النهضة واقتراب موعد البدء في ملء السد وتخوفنا من ذلك واختلافنا في بعض النقاط، وانتهاء بفكره المواطنة وحُب المصريين لوطنهم وهل هذا يكفي؟ وكيفية رد الجميل للوطن؟ وأشياء كثيرة اتفقنا واختلفنا في بعضها لكننا لم نختلف على حُبِ مِصر وأننا على استعداد أن نفديها بالغالي والنفيس.

لقد كانت لي وجهة نظر طرحتها على أصدقائي الذين انتبهوا لها وأيدوها تمام التأييد وأنصتوا إلى شرحي لهم والذي أود أن تنتبهوا أنتم أيضًا إلى كلماتي في هذه الأسطر القليلة القادمة، لقد كان ما يشبه غيره على وطن لم يبخل على الكبير أو الصغير بخيره وعطائه، فلماذا لا نكون أبناء بارين به؟! نُحافظ على مرافقه العامة وخيراته الطبيعية التي حباه الله بها، فنهر النيل مثلًا لم يسلم منا منذُ سنواتِ كثيرة فلم نرحمه بل تعاملنا معه أسوأ معاملة وهو الذي لم يبخل علينا يومًا منذُ أن خلقه الله بمائه وخيره، فألقينا فيه الجيف الميتة ومخلفات الصرف الصحي والمصانع، وتركنا ورد النيل يمتص ماءه دون تطهيرِ أو أن نُحرك ساكنًا حتى ضاقت مساحته في أماكن كثيرة على طول امتداده.

لماذا نتعامل بعد أن أهدانا الرئيس السيسي محور روض الفرج العملاق والرائع والذي يُعد أعرض كُوبري على مجري مائي ودخل بذلك موسوعة جينيس للأرقام القياسية أسوأ استخدام مُنذُ نشأته؟! لماذا كوبري بنها الأثري رائع التصميم والذي يرجع إنشاءه إلى أكثر من قرن من الزمن في عهد الملك فؤاد الأول وتحديدًا عام 1933 أصبح مرتعًا للخراب والفوضى حتى أنني رأيتُ بأمِ عيني ماسورة صرفِ صحي ضخمه ألصقوها بشكله الفريد لتشوه جمال وعراقه الماضي بل وأكثر من ذلك أن بها ثقبًا ينفثُ بالمياه الملوثة فتسقط في النهر!

أيُ عبثِ هذا وأي تجرأٍ وقح على ثرواتِ وتاريخ وعظمهِ مِصر من بعض عديمي الوطنية والضمير؟!

الأمثلة كثيره والسلبيات في سلوكِ بعض المصريين قاتلة، أجل قاتلة، فهي قاتلة لتاريخ بلدِ شهد له العالم بالحضارة والتقدم والرُقي على مدى التاريخ مُنذ ألاف السنين، بلد عَلمت العالم الفن، الطب، العمارة، وفنون الأدبِ والشِعر، فلماذا لا نستطيع أن نحافظُ عليها الأن برغم المحاولات المضنية من الإدارة المصرية في إصلاح ما خُربَ في سنواتِ بائسة مضت.

أنا في ذلك أحملُ اتجاهين الأول: أن نتعامل مع كل ما في مِصر برفقِ واحترام وتبجيلِ وتقديرِ ومحافظه، كالمتاحفِ والشوارع والمواصلاتِ العامة والحدائق والشواطئ، كل شيء يا سادة تقعُ عليه عينك لا بُد وأن تحافظ عليه وتقدره بل تُقدسه ولم لا فهل بعد الوطن شيء؟!

والاتجاه الثاني: هو العَمل وقدسيه العمل والابتكار ومساعده الحكومة واكتساب المهارات كل مواطن في موقعه، المهندس في عمله والطبيب في عيادته والفلاح في أرضه، المهم هو الإنتاج المميز، الذي يقدر على المنافسة العالمية بقوة.

إن لهذا الوطن أياديٍ بيضاء علينا جميعًا وخيراتِ وذكريات لا تُنسي، وما زال يُعطي ويمنح بلا مُقابل، فلتردوا له بعض جميله فلقد كان ومازال سببًا للكرامة والعزة والخير، فاللهم أجعله لنا رخاءً وسلامًا، أجعله يا ربنا عزيزًا مُباركًا وأحمي شعبه وألف دائمًا بين قلوبهم، وأحمي أرضه وبحره وسمائه ووفق ولاه أمره إلى ما تحب وترضي.