قال الدكتور حسين الديك، خبير الشئون الإسرائيلية، معلقًا على تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بشأن رفح بأن الإدارة الأمريكية تنظر بعين القلق إلى رفح، لأنها هي المنفذ الوحيد لإنفاذ المساعدات وهي المكان الذي من المفترض لأكثر من مليون ونصف المليون لا يحصلون إلا من خلال هذا المعبر على الماء والغذاء والدواء، مؤكدًا أنه يمكن وصف هذه التصريحات كسابقتها من التصريحات الأمريكية وفق محددين أساسيين، الأول هو التناقضية والثاني هو الضبابية، مشيرًا إلى أنه من جانب تقول الولايات المتحدة إنها تحذر من هذه العملية ومن جانب آخر تقدم المليارات لدولة الاحتلال.
وأضاف "الديك"، اليوم السبت، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الكونجرس الأمريكي منذ أيام أقر حوالي 26 مليار دولار، منها 17 مليار مساعدات عسكرية، موضحًا أن الإدارة الأمريكية لو كانت جادة في مساعيها لاستخدمت ورقة المساعدات العسكرية الأمريكية كورقة ضغط على حكومة نتنياهو لمنعه وثنيه عن القيام بأي عملية برية في قطاع غزة.
وأكد أن واشنطن تستثمر تلك التصريحات في إرسال رسائل عديدة، أولًا رسائل إلى الداخل الأمريكي بأنها تحاول أن تقوم كل ما بوسعها في الجانب الدبلوماسي لتجنب وقوع المزيد من الضحايا من المدنيين النازحين في محافظة رفح، وثانيًا تحاول أن تظهر للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والعالم أنها معنية بإدخال المساعدات الإنسانية والدوائية والغذائية والماء إلى قطاع غزة وخاصة إلى رفح، وأنه ليس هناك دعم مطلق ودعم أعمى لدولة الاحتلال الإسرائيلي ولحكومة نتنياهو فيما تقوم به من إجراءات أحادية الجانب وعمليات عدوان وقصف وتدمير في قطاع غزة.
وأوضح أن هذه التناقضية والضبابية ما زالت سيدة الموقف ليست من الآن ولكن منذ السابع إلى أكتوبر 2023 وهي تسيطر على المشهد الأمريكي، مشيرًا إلى أن هناك عدم وضوح في الموقف الأمريكي وضبابية أحيانًا وتناقضًا أحيانًا أخرى، وتراجعًا أحيانًا أخرى، وتحاول أن تبعث رسائل متناقضة، وهو ما يفسر هذا الاستمرار المستمر من قِبل حكومة نتنياهو واستمرارها في عملياتها العسكرية واستهدافها المدنيين في قطاع غزة.