عشت مثل أبناء جيلى أياما صعبة فلم يكن يوما طريقنا مفروشا بالورود ولازال حتى الآن نكافح من أجل البحث عن رغد العيش كل يوم يمر نجد أنفسنا أمام صراع الوجود وكيفية تحقيق الذات.
هكذا دارت بنا عجلة الحياة، التى أنهكتنا من شدة الصراع كل يوم يمر نواجه أنفسنا بالأسئلة الصعبة ماذا حققت في حياتك حتى الآن؟ ونجد أنفسنا ندور في فلك من الأسئلة التى لا حصر لها، لماذا نعيش في ذلك الزمن الصعب الذى نواجه فيه ضغوطات كبيرة لتوفير لقمة العيش لأبناءنا كل ذلك وغيرها من الأسئلة التى كانت الإجابة فيها واحدة لا سبيل أمامنا سوى الصبر والعمل حتى يأتى الله بأمر من عنده.
كل يوم يمر نسأل أنفسنا متى يأتى المستقبل المشرق واليوم السعيد الذى نبحث عنه كل ينتظر ذلك اليوم حسب حلمه الذى رسمه لنفسه، ولكننا فجأة مع ظهور الوباء اللعين الذى نعيشه الآن وبدون مقدمات وجدنا أنفسنا كأن ساعة الزمن توقفت،وأن كل الأسئلة التي كانت تشغلنا ما هى الا سراب يحسبه الظمأن ماء..فلم لا فعندما نراجع أنفسنا ونتذكر شريط حياتنا بكل عثراتها التى كنا نتمرد عليها قبل كورونا كيف تتحرك بحرية تخرج مع أسرتك في أى مكان تعود إلى بيتك بأمان،تذهب إلى عملك مطمئن، كل ذلك وغيره من أمور حياتنا الطبيعية التى أصبحنا نترحم عليها تؤكد اننا كنا نعيش في وهم كبير نبحث عن سعادة في أيدينا ولم نشعر بها الا بعد ان فقدناها.
لم أكن يومًا اعتقد أننى سأقول الله يرحم أيام الزمن الجميل فأى زمن جميل عايشته في ظل أمواج عاتية نصارعها من أجل البحث عن مركب النجاة في تلك الحياة،ولكن بعد ان حل بنا الوباء وتبدلت الأسئلة من البحث عن اليوم السعيد إلى سؤال من نوع جديد،ماذا لو خرجت من بيتى وأصابنى الوباء اللعين، وماذا لو ذهبت للعمل وتم نقل العدوى لى من أى شخص في الطريق،تبدلت كل الأسئلة ووجدت نفسى في صراع مع التفكير وأقول لنفسي ليت الزمن الجميل يعود.
هكذا كشفت لنا كورونا اننا كنا نعيش في نعمة كبيرة لم نشعر بها الا بعد ان فقدناها ألا وهى نعمة الصحة وعدم الخوف من المجهول،فأصبحنا ننتظر الموت في كل وفت فصدقت سيدى رسول الله من خلف أسوار الزمان حينما قلت « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.
لم اعتقد يوما أننى سأطلق على فترة من حياتي مصطلح "الزمن الجميل"، ولكن أشهر قليلة واجهنا فيها عدو خفى جعلنا نترحم على النعمة الكبيرة التى كنا نتبطر عليها بعد ان حاصرنا أنفسنا في أسئلة عن مستقبل لا نملكه وتركنا سعادة يوما كنا نعيش فيه.