الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كورونا والحظر وفضائل التعليم الإلكتروني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما كان الحظر الذي فرض علينا في الشهور الأخيرة وحتى كتابة هذه السطور بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد القاتل المنتشر في جميع أنحاء العالم منذ ديسمبر الماضي هو السبب الذي جعل الدولة تتجه إلى تطبيق التعليم الإلكتروني كإجراء احترازي ضد الفيروس، سواء التطبيق كان بالأبحاث في الابتدائي والإعدادي والثانوي في سنوات النقل وكذلك الجامعات، أو من خلال الاختبارات أون لاين!
وهو نوع من التعليم يعرف باستخدام جميع الوسائط المتعددة بما فيها شبكة المعلومات الدولية وما تتمتع به من سرعة في تدفق المعلومات في المجالات المختلفة لتسهيل استيعاب الطالب وفهمه للمادة العلمية وفق قدراته وفي أي وقت شاء!
وهناك الجديد من المميزات التي يحملها لنا التعليم الإلكتروني في طياته منها أنه ينقل العملية التعليمية من المعلم الي المتعلم ويجعله محور العملية التعليمية نفسها!
الامر الذي يجعل المتعلم فعالا وايجابيا طوال الوقت وهذا شيء مستحسن وجميل الي حد كبير .
والأمر الآخر فإن التعليم الإلكتروني ينمي مهارات البحث والاستقصاء والتعلم الذاتي للطالب أو التلميذ وهو من أبرز سمات العملية التعليمية الفعالة برأيي!
وربما ينمي مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية لدي المتعلمين وهي ربما الأهداف التي كانت تسعى وراءها وزارة التربية والتعليم منذ سنوات ولكنها وقتها، وقبيل كورونا بقليل، قوبلت بهجوم شديد تحت مبررات عديدة!
كما ينمي التعليم الالكتروني مهارات التفكير من خلال جمع المعلومات وتصنيفها ونقدها، ومهارات انتقاء للمعرفة وتوظيفها .. ومن ناحية أخرى فإن هذا التعليم يساهم في حل أزمة نقص المعلمين وكذلك مشكلات الدروس الخصوصية التي أصبحت أبرز هموم الأهالي وأولياء الأمور بالليل والنهار! ومن ناحية أخرى فرصة للعديد من المدرسين وأساتذة الجامعات - خاصة طب وهندسة - لجمع المزيد من المال الذي يعوضهم على قلة الدخل الشهري لهم وتدني رواتبهم بعكس الدول المتقدمة مثل المانيا وفرنسا!!
ومن ناحية أخرى ينمي هذا التعليم الإلكتروني المهارات الأكاديمية لدى المعلمين أنفسهم من خلال الاطلاع على التجارب والبحوث في مختلف أنحاء العالم!!
وربما كانت آثار كورونا على التعليم الحالي ليس كلها شر، بل ساهمت بدون قصد على زيادة الطلب على بعض الوظائف الخاصة بالبرمجة وصيانة الحاسبات والتكنولوجيا الحيوية والطب الإلكتروني والمكتبات الإلكترونية.. ولكنها أدت إلى انخفاض الطلب على عمال المصانع والأعمال المتعلقة بالشراء! 
على كل حال فإن التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد والذي نطبقه حاليا في ظل جائحة القرن" كورونا"، ربما يغير من فعالية وتأثير التعليم عامة  وتغييره من الاعتماد على الحفظ والتلقين والمحاكاة للآخرين إلى التفاعلية وربطه بسوق العمل وخطوط الإنتاج!
نحن لا نحتاج إلى تعبئة كتب وعقول دون عوائد حقيقية لهذا التعليم على الواقع العملي والحياتي للمجتمع الذي لا يزال ينتظر الكثير والكثير من التعليم ونوعيته في بلادنا!!