تدور هذه الحلقة من سلسلة «بورتريه»، حول فنان تشكيلى نشأ وترعرع في بيئة ريفية أثرت في حسه وإبداعه الفنى، فأحب هذه الأجواء ودائمًا ما يعود إليها بالرغم من ذهابه إلى العديد من البلاد حول العالم والمدن المصرية المُختلفة، هو الفنان التشكيلى شاكر بهى الدين المعداوى، والشهير بـ«شاكر المعداوى».
وُلد «شاكر المعداوى» في 18 يوليو من عام 1944، بقرية «معدية مهدى» بكفر الشيخ، حيث تعلق بها كثيرًا معنويًا بطبيعة جوها، وماديًا بوجودها لقبًا في اسمه، وبعد إتمامه مراحل دراسته الأساسية حتى المرحلة الثانوية، انتقل لمدينة الإسكندرية ليلتحق بكلية الفنون الجميلة، التى تعلم فيها على أيدى رواد الحركة التشكيلية المصرية، مثل الفنانين كامل مصطفى وحامد حويس، حتى حصل على البكالوريوس منها بقسم التصوير في 1967، وهو في الثالثة والعشرين من عُمره.
سافر «المعداوى» إلى العاصمة الإيطالية «روما»، والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بها على نفقته الخاصة، ليحصل على الدبلوم العالى منها، وهى درجة مُعادلة لدرجة الدكتوراة المصرية في مجال التصوير، وذلك وهو في الرابعة والثلاثين من عمره بعام 1978، حيث درس على يد الفنان العالمى «فرانكو».
تميز نوع الفن الذى يُقدمه «المعداوى»، بأنه دائمًا ما يلجأ إلى تركيب الأشكال والشخوص، وذلك بما يحقق الحوار بين عناصر العمل الفنى بأسلوب يميل إلى التكعيب، ويغلب عليه الطابع البنائى، فألوانه كانت متعددة ومُتراكبة، ومُسطحة في أحيان أخرى، وكانت تغلب على أعماله أجواء قريته، وما كان يسمع فيها من أساطير وحواديت خلال فترة طفولته هذا بالإضافة إلى اهتمامه الخاص بـ«النسجيات المرسمة».
على الجانب العملى، انتُدب «شاكر المعداوى» للعمل أستاذًا لمادة التصوير في كلية التربية النوعية، وهو في الحادى والخمسين من عُمره، كما تم انتدابه بعدها بعامين أيضًا لتدريس المهارات اليدوية والفنية وتذوق الفنون التشكيلية لشعبة الطفولة.
في عام 1998، بعد تدريسه بشعبه الطفولة بعام واحد فقط، عمل مدرسًا للتصوير والرسم بكلية التربية النوعية بكفر الشيخ، ثم أستاذًا متفرغًا قسم التصوير، والرسم، وتاريخ تذوق الفنون في كليتى التربية النوعية، والتربية العامة بجامعة طنطا فرع كفر الشيخ.
من الناحية الأدبية، صدرت لـ«المعداوى» كتب للأطفال في التأليف والرسم، حيث كانت له اهتمامات خاصة في هذا المجال، وقد نُشرت له مجموعة من الكتب في دار المعارف، والأهرام، والهيئة المصرية العامة للكتاب، وبعض دور النشر في الدول العربية.
حصل «المعداوي» خلال رحلته الفنية التى قادته نحو زيارة العديد من البلاد العربية والأوروبية والأمريكية، على العديد من الجوائز المحلية والدولية، ويأتى من بين جوائزه المحلية الميدالية الذهبية في معرض الفنانين الشبان بالإسكندرية في عام 1969، وجائزة الرسم، والتصوير في المعرض العام الثالث عشر للفنون التشكيلية في 1983، ومن جوائزه الدولية تأتى كل من الجائزة الثانية في معرض الفنانين الشبان الأجانب الدارسين بإيطاليا- روما في فترة دراسته بها في عام 1976، وجائزة «التصوير» في المعرض الدولى للفنون التشكيلية بمدينة بالجرا في إيطاليا بعام 1978.
استمرت حياة «شاكر المعداوى» في خط زاخر ومُتقدم دائمًا نحو مزيد من الإبداع والتفوق، ولكنه كان دائم العودة إلى جذوره بكفر الشيخ، حتى رحل عن عالمنا في 7 سبتمبر من عام 2011، وذلك عن عُمر يُناهز 67 عامًا.