الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

الجمال: العشر الأواخر أيام عظيمة امتن الله بها على عباده

الدكتور على الله
الدكتور على الله شحاتة الجمال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور على الله شحاتة الجمال، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أنه إذا كان شهر رمضان تتجسد فيه معاني الرحمة والرأفة بالفقراء والمساكين، واليتامى والمحتاجين، والعملِ على إطعام الجائعين، وإفطار الصائمين، فإن أيام العشر الأواخر منه أيام عظيمة امتن الله تعالى بها على عباده بأن أعطاها نفحات ربانية، حيث تتضاعف فيها الحسنات، ويعظم فيها الأجر والثواب، ويغفر الله تعالى فيها الذنوب والسيئات، وقد حثَّنا ديننا الحنيف على البذل والعطاء في سبيل إسعاد الآخرين، وإدخال السرور على قلوبهم ومساعدتهم، يقول نبينا (صلّى الله عليه وسلم) حين سئل: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّه ِ؟ فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): ( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَئِنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ... وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثَبِّتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ).
وتابع خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي للأوقاف مساء أمس الأربعاء، قد جعل الله تبارك وتعالى في هذه العشر المباركة ليلة من أعظم الليالي وأفضلها وهي ليلة القدر، اختص الله (عز وجل) بها الأمة المحمدية عن سائر الأمم إكراما منه سبحانه وتعالى لأمة حبيبه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حتى تكثر حسناتها، وترتفع درجاتها، فعبادتها أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فعن مُجَاهِدٍ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَبِسَ السِّلَاحَ فِي سَبِيلِ اللهِ أَلْفَ شَهْرٍ، قَالَ: فَعَجِبَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ }، فعبادة هذه الليلة بإخلاص تفوق حمل السلاح ألف شهر في سبيل الله، ومن ثم فعلى المســلـم أن يحـرص على إحياء هذه الليلة العظيمة، ويستثمرها في طاعة الله (عز وجل)، مبينا أن الله (عز وجل) قد أخفى ليلة القدر، ولم يحددهـا بليلة محددة، ليجتهـد العبـاد في طلبها والتماسها، لعل العبد أن يصيبها، بخلاف ما لو عينت وعلمها الناس لاقتصروا عليها في العبادة دون غيرها، ولهذا كان من سُنة النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) الاجتهاد في العبادة والطاعة في تلك العشر، وبذل الوسع في تحري تلك الليلة الفاضلة - ليلة القدر - التي هي خيرٌ من ألف شهر.
وشدد الإمام بالأوقاف على ضرورة اغتنام هذه الأيام المباركة بالذكر والدعاء، وتلاوة القرآن، وكل ما يقربنا إلى الله (عز وجل)، حتى لا نكون من المحرومين من رحمات الله تعالى في هذه الليلة (ليلة القدر)، فإن الحرمان في هذه الليلة هو الحرمان الحقيقي، يقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (...لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ..).