شهدت قرية أبو ربيع بمحافظة الإسماعيلية 14 يوما من العزل الطبي بعد ظهور حالتين مصابيتن بفيروس كورونا المستجد لزوجين من أهالي القرية.
وسيطرت على أهالى القرية مشاعر مختلطة بين الخوف والقلق والترقب لمن سيحل ضيفا في مستشفى الحجر الصحي فالجميع داخل القرية ينظر إلى أبنائه ويحاول جاهدا أن يتذكر بمن اختلط داخل القرية أو خارجها.
بدأت القصة يوم 3 أبريل الماضي عندما أعلن عن ظهور أول مصاب بكورونا داخل قرية أبو ربيع أو على مستوى محافظة الإسماعيلية، الأعراض ظهرت أولا على سيده تبلغ من العمر 36 عاما ربه منزل والتي تأثرت كثيرا بضعف المناعه وتدهورت صحيا ثم بعد ذلك بفحص الزوج الذي يعمل باحد المطاعم الشهيره تبين اصابته بالفيروس ايضا.
على الفور أصدر اللواء شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية قرارا بعزل القريه وشمل القرار عزل 51 منزلا داخل القريه بها 84 اسره بإجمالي 392 فرد تقريبا وتم التنبيه على الاهالي بعدم الخروج من المنزل نهائيا مع تطبيق العزل المنزلي واتباع الإجراءات الوقائيه لمنع انتشار الفيروس وفرضت الشرطة كردون أمني حول القريه ومنعت دخول أو خروج اي مواطن بينما قامت فرق التعقيم والتطهير بحملات مكثفه لتعقيم القريه والمنازل الموجودة بها.
وبعد 14 يوم استقبل اهالي ابو ربيع خبر انتهاء فتره العزل بفرحه عارمة لعودة الحياة إلى طبيعتها داخل القريه لكن مع الحذر خوفا من خوض تجربه العزل الاجباري مرة اخرى فقد قرر الاهالي تطبيق إجراءات العزل الذاتي داخل المنازل والتنبيه على العائلات بمنع استقبال ضيوف من خارج القريه وعدم اقامة أسواق حتى انتهاء ازمة انتشار الفيروس.
وانتقلت "البوابة نيوز" إلى قرية أبو ربيع المنايف التابعه لمركز ومدينة أبو صوير في الإسماعيلية.
"الحمد لله ربنا فضله كبير وعالم بحالنا".. بهذه الكلمات بدأت الحاجة نفيسه محمد، التي تخطى عمرها الـ 60 عاما تقريبا، وقالت: نتابع في التليفزيون اخبار فيروس الكورونا ولم نتخيل يوما انه سيزور قريتنا الصغيره وأوضحت ان الحاله المصابه داخل القريه تربطها صله قرابه من اسرة الزوج وفور ماتأكد إلى علمنا بالإصابة انتاب الجميع الخوف والقلق خاصة ان الجميع يتعامل داخل القرية كأسرة واحدة ولانخفي عليكم سرا كان هناك اختلاط مباشر بين الجميع لكن ستر ربنا عندما اجرت الصحة فحوصات طبيه شملت اهالي القرية لم تظهر حالات اخرى غير الشاب وزوجته فقط.
وعن عزل القريه 14 يوما قالت تعلمنا الكثير خلال هذه الفترة وظهرت معادن المصريين لم يتركنا احد لحظه وأشارت إلى تمركز سيارة الاسعاف بمدخل القريه لفحص اي اعراض تظهر على احد من الاهالي بالإضافة إلى وصول المواد الغذائية يوميا إلى جميع الاهالي والشرطة كان وجودها يطمئن الجميع فلم نصدق لحظة وقوف جميع القيادات بهذه الصورة المشرفه خلال الازمة.
ويضيف علاء العجرودي أن جميع أجهزة الدولة قدمت لاهالي القريه كافه المساعدات المطلوبة لتخطي فترة العزل بدايه من المحافظة والقيادات التنفيذية والداخلية وافراد قسم ابو صوير وهيئة قناه السويس بالإضافة إلى حملات الرش والتعقيم المستمرة وقال ان الالتزام بالتعليمات ساعدنا في انتهاء فترة العزل بسلامة دون ان نفقد عزيز وطالب المواطنين الذين لم يتعرضوا حتى الآن لتجربه العزل بضرورة اتخاذ وتنفيذ كافه الإجراءات الوقائيه لمنع انتشار الفيروس كلا منا لديه اسرة بخشى على سلامتها وظهور مصاب غير مخالط أفضل بكثير من الاختلاط المباشر بين المواطنين الذي يساهم في زياده اعداد المصابين.
واكد انه من الطبيعي ان يشعر احد ملل عدم الخروج من المنزل لكن الاعتزال الاختياري احسن من العزل الطبي الذي يطول أو يقصر اجباريا ولم نعلم نهايته الموت أو العودة للمنزل لافتا انه بعد انتهاء العزل للقريه يتناقش الاهالي حاليا حول اليه فرض العزل المنزلي بين الاهالي لضمان سلامتنا جميعا ومن يخرج للضرورة يجب ان يتبع إجراءات السلامة لحمايه اسرته وشاب القريه مستعدون لتقديم كافه سبل الدعم للاهالي وكبار السن الموجودين بالقريه لعدم خروجهم للمنازل.
وأشار إلى انه بعد فرض العزل على القريه قامت وزارة الصحة باجراء فحوصات طبيه لجميع اهالي القريه كما تم اخذ المسحات لعدد 150 حاله تقريبا وهم الأكثر قربا واختلاطا للحالات المصابه ولم تظهر النتائج إيجابية اي حاله الحمد لله.
وعن لحظات اخذ عينه المسح وحتى ظهور نتائج التحاليل أكد ان الجميع عاش لحظات صعبه من القلق والخوف من الإصابة بالفيروس لكن سرعان ماسادت الفرحه على الجميع بعد تأكد سلبيه جميع الحالات كما كانت الصحة تقوم بصفة دوريه قياس درجات الحرارة لكافه المواطنين والمرور على المنازل لسؤال الاسر عن ظهور اعراض من عدمه.
ويؤكد سعيد ربيع ان اهالي القريه جميعهم حرصوا على الالتزام وتطبيق إجراءات العزل داخل منازلهم بالإضافة إلى اتباع التعليمات التي اقرتها الأجهزة المعنيه والمتابعه مع الفرق الطبيه في ظهور اي اعراض على ابناء القريه وخضع الجميع للفحص الطبيه وسحب العينات للتحليل الامر الذي ساهم في انتهاء فترة العزل وعدم التجديد مرة اخرى.
وأضاف ان الأجهزة المعنيه سمحت للمزارعين داخل القريبه بمباشره أعمال الزراعة مع التشديد على عدم وجود تجمعات على مسافات قريبه بين الاهالي مشيرا إلى ان قرار العزل لم يفرض على اشوارع القريه خارج المنازل فقط بل قرر ابناء القريه على فرض العزل داخل منازلهم وعدم تجمع افراد الاسره داخل غرفه واحدة مع اتباع اساليب التعقيم والتطهير لكل شيء بالمنزل.
وتقول نعيمة مصطفى التي تسكن في المنزل المجاور مباشرة مع الحاله المصابه ان جارتها التي اصيبت بفيروس كورونا ظهرت عليها اعراض قبل 10 أيام من معرفه اصابتها بالفيروس وتناولت بعد العقاقير لكن كانت حالتها تستقر احيانا وقبل نقلها المستشفى بيوم زارتني في المنزل ولم الاحظ عليها اي اعراض لكن في اليوم التالي سمعنا صرخاتها تتألم وقام احد اقاربها بنقلها للمستشفى وبعد ذلك علمنا تأكد اصابتها وبفحص الزوج تبين اصابته ايضا لكن لم تظهر عليه اعراض كما تم فحص ابنائها الثلاثه وجاءت نتائج التحاليل سلبيه وأوضحت انه من شده الخوف والقلق الذي تعرضت له هي واسرتها بسبب مخالتطهم المباشره للحاله ظهرت عليهم اعراض كاذبه تبين من الفحص سلبيتها لكن الخوف استمر حتى تأكدنا من سلامة كل ابناء القريه وقالت انه خلال فترة العزل حرصت على تقديم مشروبات ساخنه لاسرتها للوقايه من الفيروس كما تقوم بإضافة الماء مع الليمون والخل والملح للمضمضة كما شاهدت على فيس بوك.
وتوضح شقيقه المصابه التي حرصت على التواجد في منزلها لرعايه ابنائها الثلاثه انه حتى الآن لم نعلم كيفيه إصابة زوجها ولم يعلم احد اذا كان الزوج نقل العدوى لزوجته أو العكس لم يتضح اي شيء لكن المؤكد ان ابنائهم لم يصيبوا وتأكدنا بالتحاليل كما تأكد عدم إصابة احد من اهالي القريه ايضا واضافت ان خبر إصابة شقيقتها بالفيروس وصل الينا تدريجيا حيث علمنا اولا بمرضها بالانفلونزا ثم بعد ذلك اشتباه في الفيروس حتى تأكدنا من الإصابة ثم اصابة الزوج ايضا لذلك قررت ملازمة ابناء شقيقتي ورعايتهم حتى يتم الله شفائه على شقيقتي وزوجها.
واعربت عن استيائها الشديد لانتشار بعض الشائعات الخاطئه على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها حمل شقيقتي على سبيل المثال وكذلك قيام زوجها بنقل الفيروس بين زبائن المطعم الذي يعمل به مما تسبب في تشميع المطعم رغم ان المطعم كان مغلقا قبل اصابته بـ 15 يوم تقريبا وهذا جعل إدارة المطعم تستغني عنه نهائيا بعد الخسائر التي لحقت بهم واكدت ان حاله شقيقتها وزوجها مستقره وتم نقلهم من مستشفى العزل في ابو خليفه إلى الحجر في المدينه الجامعيه بدمياط وتطمئن عليهم يوميا كما تقوم إدارة التقصي في وزارة الصحة بالتواصل معها تليفونيا للاطمئنان على حاله الأطفال.
وطالبت المسئولين بضرورة النظر إلى اسره شقيقتها وتوفير عملا دائما لزوج شقيقتها بعد خروجه من العزل الطبي ليستطيع ان يصرف على ابنائه لم ننتظر مساعدات مؤقته لكن اتمنى توفير عمل له.
