الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى استشهاد القديس بقطر بن رومانوس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بعيد الشهيد القديس الجليل بقطر بن رومانوس وزير دقلديانوس يطلق عليه تاج الشهداء سيرته واستشهاده ففي اليوم السابع والعشرون من شهر برموده من سنة 22 للشهداء ( 306م )، استشهد القديس الجليل بقطر بن رومانوس وزير دقلديانوس، وقد ربته أمه مرثا على المبادئ المسيحية، وارتقى في رتب المملكة حتى أصبح الثالث فيها وهو بعد شابًا.
وكان كثير الصلاة والصوم، يحتقر أباطيل العالم وكل مجده، ارتبط بقطر بصداقة قوية مع الأمير إقلاديوس ابن خالته. ولما جحد دقلديانوس الإيمان، رفض الأميران بقطر وإقلاديوس السجود للأوثان. وقد أخفي رجال البلاط هذا الخبر عن الملك لحبهم لهذين الأميرين. كان الأميران يفتقدان المسجونين، ويهتمان باحتياجات المعوزين، ويدفنان أجساد الشهداء القديسين. ولما قُطعت رأس القديسة ثيئودورة أم الشهيدين قزمان ودميان، بقى جسدها مطروحًا لم يجسر أحد أن يدفنه. فصرخ قزمان قائلًا: " يا أهل المدينة ألا يوجد أحد قلبه رحيم يتقدم فيستر جسد هذه الأرملة العجوز ويدفنها؟ ". عندئذ تقدم القديس بقطر وأخذ الجسد وكفنه ثم دفنه غير مبال بأمر دقلديانوس. فسمع والده بذلك. ولما استدعاه لسؤاله، قام بتبكيت والده على عبادة الأوثان، وتركه الإيمان بالله الحي. فغضب أبوه عليه وسعى به لدى الملك الذي استدعاه وصار يلاطفه. وكان بقطر في محبة يوبخ الملك على جحده الإيمان، طالبًا منه أن يرجع إلى مخلصه ويكف عن مقاومته للإيمان.

فغضب الملك وأمر بإرساله إلى الإسكندرية لتعذيبه وقتله بعيدًا عن أنطاكية. وفي طريقه التقى بأمه التي كانت تبكى عليه. فقال لها: يا أمي لا تبكى علىَّ ولكن ابكي على زوجك رومانوس لعل الرب يهديه. وفي الإسكندرية عذَّبه الوالي أرمانيوس عذابات قاسية منها أنه وضعه على سرير من حديد وأوقد تحته النار ولكن الرب خلصه من النار. ولما اغتاظ الوالي ألقاه في السجن. وهناك كانت ابنة احد الأمراء تتطلع من قصرها الذي يطل على السجن لتنظر المسيحيين المسجونين، فسقطت إلى أسفل جثة هامدة. فطلب القديس بقطر أن يحضروا له الجثمان ليصلي عليه. وبصلاة القديس قامت الفتاة ففرح والداها وآمنوا جميعًا بالسيد المسيح. وقد تزوجت الفتاة وأنجبت طفلًا دعته ( بقطر ). وبعدها قام الوالي بعصر بقطر، ولكن الرب أرسل الملائكة ميخائيل ليقويه. ولما عاد الوالي إلى بيته كئيبًا، وبخته زوجته بعنف لتعذيبه للقديس بقطر. فصار يهددها حاسبًا أن ما حدث لبقطر إنما هو من قبيل السحر. ولما ضاق الأمر به أرسله إلى والي أنصنا، لأنه خاف أن يقتله فينتقم منه والده رومانوس. وفي الطريق إلى أنصنا رست السفينة في طحا حيث التقى بقطر بصديق له جندي يدعى بيفام. كان بيفام مسيحيًا مختفيًا، فشجعه القديس بقطر أن يُعلن إيمانه بالسيد المسيح.ولما وصل القديس بقطر إلى أريانوس والي أنصنا أراد قتله، ولكن مستشاريه طلبوا منه أن يضعه في قصر مهجور، ولا يقتله لئلا ينتقم منه والده رومانوس. ولكن أريانوس قطع لسانه وجعل في جنبيه مسامير محماة. وبعدها أرسله إلى القصر المهجور ليموت هناك. وإذ كان يعرف صنعة النجارة، فكان يعمل كراسي ويبيعها ويقتات منها بالنصف ويتصدق بالباقي. وفي هذا القصر أرسلت والدته هاريون الجندي الأمين الذي جاء معه من أنطاكية، لكي يطمئنها على ابنها.ولما بلغ هاريون القصر تقابل مع القديس بقطر وطلب منه القديس أن يطمئن والدته على أحواله. وبعد فترة من الزمن جاء إلى أنصنا والي جديد، فأعلَموه بخبر القديس. فاستحضره وحاول أن يلاطفه ولكنه رفض. فضربوه على فمه وعلقوا في يديه حجرًا ثقيلًا، وأمر الوالي أن يُطرح في أتون النار، ويُغلى زفت وزيت ويُسكب عليه، ثم يوضع في الجير والخل. وبعد كل هذا قلعوا عينيه وعلقوه منكسًا. وكان في كل مرة الرب يقويه ويصبره. وقد آمن كثيرون أثناء عذاب القديس بقطر، منهم بعض الجند، ونالوا أكاليل الشهادة. وكان قد أعد الوالي ساحرًا ليصنع سمًا للقديس. آمن الساحر وقبل الاستشهاد بفرح. أخيرًا أمر الوالي بقطع رأس القديس بقطر فرأت فتاة صغيرة الإكليل ينزل على رأس الشهيد، فأعلنت إيمانها، ومزقوا جسدها بين نخلتين وقطعوا رأسها ونالت إكليل الشهادة.ولما علِمت والدة الشهيد بما حدث لابنها بقطر، جاءت وأخذت جسده إلى أنطاكية، بعد أن ودعه أهل الصعيد بمهابة وتكريم. وكان الكل يتباركون منه.