قررت حكومة ولاية هيسن في ألمانيا إنهاء كافة أشكال التعاون مع جمعية المساجد التركية (ديتيب) التابعة لأردوغان. وكانت ديتيب هي المسئولة عن حصص التربية الإسلامية في المدارس بولاية هيسن، وهذا ما دعا الكثيرين من الألمان إلى تقديم أوراق اعتراض إلى وزارة التعليم في هيسن للاعتراض على وجود منظمة تابعة لأردوغان في مدارسهم.
وقال وزير التعليم ألكسندر لورز في هيسن، إن الوزارة أنهت عمل منظمة ديتيب بسبب الشكوك التي تدور حولها وبسبب الاتهامات بأنها تمثل أيدولوجية أردوغان في ألمانيا، مضيفا: "لم يكن من الممكن توضيح الشكوك من ديتيب، على أنها مستقلة تماما عن الحكومة التركية".
وأضاف وزير التعليم، أن العامل الحاسم في القرار هو التقييمات والنصائح المختلفة للخبراء، الذين تتعاون معهم الوزارة، والذين بفضلهم تم الاقرار بأن "ديتيب كمنظمة ليست لديها إستقلالية وتتعارض مع مبادئنا وتعريفنا للإستقلال".
وأكد الوزير أن منظمة ديتيب الدينية تشكل جزءا أساسيا في تركيبة المنظمات الدينية في المانيا، فهي تتبع بشكل مباشر الهيئة الدينية التركية (ديانت)، والتي بدورها تقدم تقاريرها مباشرة إلى الرئيس التركي أردوغان.
وهذا يعني أن ديتيب ليس لديها الاستقلال المؤسسي الذي يحتاجه حتى يتمكن من أداء مهمته كمنظمة دينية بشكل مستقل.
ديتيب: يد أردوغان الدينية في ألمانيا
كشفت مصادر صحفية وسياسية عديدة في ألمانيا، عن أن ديتيب هي اليد الدينية الرئيسية لأردوغان. ونظرًا لأن ديتيب غير قادرة على تحرير نفسها من نفوذ تركيا، فقد توصل الكثير من الولايات الالمانية إلى قرار إنهاء التعاون معها، ففي وقت سابق تخلت وزارة العدل في ولاية سكسونيا عن تعاونها مع ديتيب في السجون الموجودة في الولاية. كما طلبت حكومة هامبورغ من الخبراء عمل تقييم عام لديتيب، مع العلم أن حكومة هامبورغ قريبة من اتخاذ حظر ديتيب في مدارسها.
وقالت عضوة الحزب الليبرالي الالماني انا فرويلن، إن ديتيب تقع مباشرة وبشكل متزايد تحت التأثير المباشر للنظام الاستبدادي في تركيا.
وأضافت فرويلن، أن ما يؤكد كلامنا أن المجلس الجديد لمنظمة "ديتيب" يضم حاليا ثلاثة مسؤولين من الهيئة الدينية التركية "ديانت". وبحسب آخر التقارير الصحفية، فإنهم حتى ديانيت تتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين المصرية، المسئولة عن العديد من الهجمات الإرهابية في مصر وغيرها.
وأشارت العضوة في الحزب الليبرالي أنه في هذه الأثناء، يعمل الموظفون الأتراك في جميع أنحاء ألمانيا كأئمة في مساجد ديتيب، بدون أي حرج، "وهذا يزيد من خطر الإضرار بالديمقراطية عن طريق التجسس والأعمال المعادية للدولة الالمانية".
وفي الطرف الاخر قالت وزيرة العدل في ولاية سكسونيا السفلى، إن سبب إنهاء التعاون مع ديتيب هو أنها لم تستطيع في فصل نفسها عن تدخلات الدولة التركية وتوجيهاتها، والتطور إلى مجتمع ديني مستقل يقع في ألمانيا“، لذلك لم يعد بإمكان الأئمة الذين تم إرسالهم من تركيا والذين دفعت لهم السلطة الدينية المحلية العمل في السجون في ولاية سكسونيا السفلى مواصلة عملهم بالأراضي الألمانية تحت توجيهات تركية غير سوية.
