الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"كورونا" يرغم المخابرات الأمريكية على تغيير أسلوب عملها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد تاريخ الولايات المتحدة حدثين كان لهما أثر كبير على مجريات الأمور في البلاد، وهما الهجوم الياباني المباغت على قاعدتها البحرية في بيرل هاربور بجزر هاواي في السابع من ديسمبر 1941، والثاني هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.. وأدى الحدثان إلى تغيير شامل في كثير من أجهزة الدولة، ولم تسلم منه أجهزة الاستخبارات الأمريكية، إلّا أنّ جائحة فيروس كورونا ستؤدي إلى تغيير أجهزة المخابرات بدرجة أكبر بكثير مقارنة بالحدثين السابقين.
ويقول جريج باركيا، خبير المخابرات المضادة الأمريكي، في تقرير نشرته أمس الخميس مجلة «ذا ناشيونال انتريست» الأمريكية، إن الولايات المتحدة، ومعظم الدول الغربية، تدرس عوامل مختلفة عندما تقوم بتحديد عدو ما، وإنه قضى معظم وقته كمستشار للخدمات المتعلقة بالمخابرات والأمن من خلال شركته المتخصصة في هذا المجال، في مساعدة عملائه في تحديد أعدائهم. إذ إنه بدون تحديد الأعداء وإمكانياتهم بشكل واضح، من المستحيل تنفيذ الإجراءات المضادة الفعالة، ومن هنا تبدأ إجراءات تخفيف شدة أي احتمالات. ويرى جريج أنّ هذا يذكره بمقولة: «عندما تعطس أمريكا، يصاب العالم كله بنزلة برد».
وتتوافر في جائحة كورونا جميع فئات معايير العدو، إذ إنّ التأثير الاقتصادي كبير للغاية، وأدى إلى محو النمو الاقتصادي الذي تحقق خلال الفترة الأخيرة، ورفع معدلات البطالة إلى درجة قياسية. ويتوقع السيناتور الجمهوري، شوك جراسلي، أن يفوق إجمالي الخسائر الاقتصادية ما سببته هجمات 11 سبتمبر، فضلاً عن أنّ التأثير على الصحة العامة صادم ويفوق حصيلة قتلى هجمات سبتمبر.
ويلفت جريج، الذي قضى خمسة أعوام في الجيش الأمريكي كرجل مخابرات، زار خلالها العراق وأفغانستان، إلى أنّه يمكن توقع توسع كبير للغاية في المركز القومي للمخابرات الطبية، التابع لوكالة المخابرات العسكرية التي تنفذ عمليات تجسس لجمع معلومات استخباراتية عن مجموعة كبيرة من القضايا الصحية التي يمكن أن تؤثر على المصالح الأمريكية، وسيظهر نوع جديد من أولويات التوظيف للعمل في أجهزة المخابرات؛ حيث ستكون هناك حاجة لتوظيف أطباء وعلماء لهم خلفيات تتعلق بعلم الأوبئة والانتشار المستمر للأمراض.
ويؤكد جريج، أن أجهزة المخابرات الأمريكية كائن حي، وأنها تعتمد على المعلومات التي ترد إليها من شبكة واسعة النطاق من المصادر، والخبراء، والبيانات التي يتم جمعها ومعالجتها باستخدام تكنولوجيا أكثر تقدماً من أي تكنولوجيا شهدها العالم، وعندما تحدث حالات فشل، فهي فشل حصري تقريباً، في تحليل المعلومات وليس في جمعها.