بقدرة قادر.. تحولت أزمة انتشار فيروس كورونا إلى كشف حساب لتقييم الأداء في كل ما حولنا من سلوكيات وخدمات وهذا في حد ذاته أمر في غاية الأهمية لتقويم ما يحتاج من إصلاح وفي ذات الوقت إبراز الجوانب الإيجابية في مجتمعنا المصري الأصيل.
والقصة باختصار أنه منذ يوم السبت ١١ أبريل شهدت قرية صفط تراب، بمدينة المحلة بمحافظة الغربية، الإعلان عن أول حالة إيجابية بفيروس كورونا، وكانت هي أمًّا لقرية صفط تراب، والتي نُشِر عنها أخبار لا نعلم من أين وصلت لمن تحدث عنها، والحقيقة أنها كانت مريضة وملازمة الفراش ولا نعلم من أين أتى لها الفيروس، وتواجدت في موقع الحدث منذ بدأ حتى هذه اللحظة.
وتوالت الأخبار الكاذبة عن القرية، والتي لم نشغل بالا لها، وبعد اكتشاف المرض تم أخذ المخالطين لها وللترابط الأسري الموجود بين أبناء القرية ظهرت حالات كثيرة مخالطة، وكان منها الإيجابي والسلبي، ثم توفاها الله ليل الاثنين ١٣ أبريل، وتم دفنها في تعاون تام بين الأهالي والطب الوقائي والالتزام بالتعليمات.
وقد جرى فرض الحظر على القرية يوم الثلاثاء ١٤ أبريل، وبدأت إدارة الأزمة الحقيقية بالصراع على الخير من جميع أهالي القرية، وشهدنا ملحمة تاريخية وفعلية جعلتني أفتخر أكثر وأكثر بقريتي صفط تراب.
وفي صباح يوم الأربعاء ١٥ كان لنا بعض المطالب خلال فترة الحظر، وقد كنت مع العمدة سعد خضر في لقاء مع مسئولي الأمن وعرضنا عليهم المطالب وبالفعل جرت التلبية على الفور، وفجأة جاء هاتف أن هناك البعض من الأهالي يريدون التنديد والخروج لعدم وصول مساعدات من أحد إلى القرية، وهدأهم الجميع نظرا للظروف الحالية التي تقوم بها الدولة.
وفى يوم الخميس ١٦ أبريل وصلت مساعدات غذائية من الدولة ولكن لم يتم طلبها من أحد، ولكن ما كنا نطلبه خلال هذه الفترة هي مساعدات طبية وعدد من المطالب التي تُيَسِّرُ على المواطنين إجراءات استلام المرتبات.
من الناحية الخدمية
منذ يوم الخميس ١٦ أبريل حتى يوم الثلاثاء ٢١ كان الجميع في إجازة رسمية في الدولة رغم الظروف الاستثنائية التى نعيشها الآن وهناك أهالي يعانون من عدم صرف معاشاتهم ومرتباتهم وتم التواصل مع المسئولين وحل معظم المشكلات
اما من الناحية الصحية
كنّا في بداية الازمة منذ يوم السبت ١١ أبريل وحتى الخميس ١٦ تصل جميع التحاليل اولا بأول من الحالات المخالطة وبعد ذلك تم تأخير بعض الحالات وعند تصعيد الامر تم حل هذا الامر
اما من ناحية المواد الغذائية
معظم سكان القري يكون لديها اكتفاء ذاتي ولم يطلب أهالي قريتي مساعدات غذائية فيوجد بينهم من يقدم الخير وهى معروفة بين محافظة الغربية بقرية العلم والعلماء
اما من حيث الازمة الحالية وجدنا شباب قادرون على تغيير العالم وليس قريتهم فقط يقدمون الخدمات لأهالينا ومساعدتهم في حل الازمة نقدم لهم كل التحية والاحترام والتقدير
أما الفريق الطبي بقيادة أطباء شرفاء فقد لاقى من جميع أهالي القرية كل تقدير واحترام لمجهود الجميع من أطباء وفنيين وممرضين وعمال وهناك بعض الأطباء في القرية سيتم وضعهم في قائمة سوداء لعدم خدمة أهاليهم.
ومن ناحية المحليات
الوحدة المحلية تعمل بروتين كامل رغم وجود الظرف الاستثنائي التى نعيشه الآن.
كما أن هناك بعض المطبلاتية في القرية ساهموا بشكل كبير في تأخر دعم القرية طبيا وصرف مستحقاتهم من الدولة وأهالي القرية قاموا بوضع كل النقاط في اعتبارهم لمحاسبة من وقف ضد مصلحتهم من هؤلاء.
صفط تراب هى القرية التى تقدر على القيام بشئونها وحل أمورها بفضل أهلها وشبابها الواعد ولن يكون من بينهم من لم يقدر أهله.
حفظ الله مصر وكل أبنائها الطيبين من كل مكروه وسوء وكشف هذا البلاء والوباء.