الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الباسبور المصري العظيم!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مشهدِ واقعي أُراهن عليه إذا اقتبسه الكُتاب السينمائيين لأحد الأفلام العالمية لأجهشت صالات السينما بالبكاء والتصفيق الحاد معاً، بل وأستمر الجمهور في الحديثِ عن روعته وجماله ووطنيته ، إنهم الطلاب المصريين العالقين في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أعادتهم إلى أرض الوطن الحكومة المصرية الأسبوع الفائت ، فما كان منهم إلا أنهم والوطنية ليست غريبة عن المصريين وبحماس وفخر كانا يملآن أعينهم، وقفوا في مطار واشنطن يرفعون جواز السفر المصري بفرحه لا توصف .
إن هؤلاء الطلبة عبروا بتلقاءيهِ وعفويه أبلغ تعبير ، لقد اختصروا كل كلماتِ الشُكرِ والثناء ، وجميع معاني الفخر والدهشة والحُب في رفعهم لهويتهم المصرية والتي ستسمحُ لهم بعد دقائق معدودة السفرِ إلي أُمِ الدُنيا غير مكترثينَ بإغراءاتِ أرضِ الأحلام ، إنهم وبرغُمِ صِغرِ أعمارهم وبرغمِ أنهم قد يكونوا أو مَن هم مثلهم حلموا طويلاً أن يعيشوا الحُلم الأمريكي ، إلا إن ديارهم ووطنهم أولي بهم عند الشدة، فلن يشعروا بأمنِ ولا براحة وأمان إلا فوق أرضه وتحت سمائه وبين أهله.

إن الإدارة المصرية مُتمثلهً في جميعِ أجهزتها صنعت حالة جديدة للمواطن المصري تجاه وطنه ، هذه الحالة يملؤها الفخر والزهو ، فلم يعُد المواطن المصري داخل وطنه أو خارجه مُهاناً مُهمشاً ، بل أصبح وراءه وطن بأكمله يُدافعُ عنه أينما كان ، يقفُ خلفه ويدعمه ويتفقد أحواله ، لقد عاد للمغتربِ المصري علي وجه التحديد الثقة في أن له دولة قوية لن تتركه في غُربته بل ستقف خلفه وتشُد من أزره ووقت الحاجة ستذهبُ إليه إلي أبعد بُقعه على وجه الأرض (مسافة السكة)، فعلتها الحكومة سابقاً في الصين ومرة أخرى في أمريكا وتتوالى المواقف التي تُبرهِنُ كل يوم أنَ عهداً جديداً جاء للمواطنِ المصري في أي مكان ، عهداً يملؤه الأمل والعِزة والفخر بوطنِ كان محط أنظار الدُنيا ثم تراجع بعض الوقت وكأنه تراجع الذي يستعدُ للإنطلاقِ إلي مُستقبلِ مُشرق تَحُده الكرامة من جهة والأملِ من جههِ أخرى .
إن المواطن المصري بشكلِ عام في الداخلِ والخارج يعيشُ فتره من أسعد فترات حياته مُنذُ زمنِ بعيد ، وقد يتهكم الحاقدون المُنتفعون خاربي الأوطان لهذه الجُمله سالفه الذِكر بل وسينعتني بأقذرِ العبارات ولكن لا ضير في ذلك ، فنحنُ جميعاً للوطنِ فداء ، ولكني مازلتُ لم أشرحُ لماذا ؟! والإجابة تتذاحمُ في عقلي وأذكر منها باختصار عندما سعت الحكومة بإجلاء المصريين مؤخراً من الصين في أزمة كورونا حتى وصل بسلامة الله أخر مصري يرغب في العوده من هناك ، والشيء نفسه فعلته في أمريكا ، ولما كان الحجر الصحي كبيراً على العالقين والقادمين من الخارج تكفل صندوق تحيا مصر بالإقامة الكريمة لهم بتعليمات من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ، لقد تعاملت مصر مع الأزمة بحرفية شديدة أحسست بها كل مواطن أن له دولة كبيرة ذات مؤسسات قوية ، وآخر مشهد يدعو بالطمأنينة لكرامه المواطن المصري والاهتمام به عندما نزل من سيارته لينفعل علي أحد المسؤولين لأنهم لم يقدموا للعمال كمامات تحميهم، وعندما شاهد والمرات القليلة المواطن المصري أن دولته تبعث مساعدات طبية لإيطاليا وقبلها زيارة رسمية لوزيرة الصحة للصين لنشد من أزرها ، وثالثاً مساعدات إنسانية لسوريا الشقيق وأن تُعلن مصر ولكن وزير الخارجية السوري هو الذي أعلن وقبلها مساعدات إنسانية أيضاً للسودان الشقيق.
إن الأمثلة كثيرة وقد يكون ما دفع هؤلاء الطلاب في رفعهم الباسبور المصري كل ما سبق وأكثر ، فلقد استشعروا أن لهم دولهِ وأنهم مُقَدرون في دولتهم وأنهم ليسوا مُجرد أسماء في أوراقِ رسمية، فاستحق أن يرفعوه فوق رؤوسهم بكلِ فخرِ وزهو ، تحيا مصر .