الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس بولس حليم يكتب: افرشوا قلوبكم بالتوبة ليدخل ملك المجد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم الخلاص... يوم انتظرته البشرية.. يوم رأت فيه السيد المسيح يدخل فى موكب ملوكى ليعلن تأسيس مملكته الروحية... فيها يملك على قلب كل واحد فينا...فيملأ بسلام وغنى الله
أولاً: تأسيس المملكة
دخل السيد المسيح مدينة أورشليم، ليؤسس مملكة خاصة له ليست من هذا العالم لا ليملك على شعب أو مدينة إنما ليملك على قلب ووجدان شعوب وأمم فقد أرادها اليهود مملكة أرضية، لذلك اجتمعوا وراءه صارخين أوصنا يا ابن داود أوصنا فى الأعالى وكأنهم يقولون كما خلصتنا أيام موسى وهارون من عبودية فرعون هلم الآن خلصنا من حكم الرومان، أما هو فكان يدبر ملكوتًا روحيًا ويخلصهم من عبودية الشيطان ويؤسس مملكة روحية يسود فيها البر والحق، لذلك قال عنه سفر الرؤيا «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».
(رؤ 19: 16)
وقال عنه سفر دانيال «فَأُعْطِى سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ». (دا 7: 14)
وفى ميلاده سأل عنه المجوس قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» (مت 2: 2)
فى بشارة الملاك للعذراء قال لها عنه «وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». (لو 1: 33)
حتى فى موته قال عنه المزمور 95 متنبئًا: «الرب ملك على خشبة»۔
وكتبوا على الصليب من فوق «يسوع الناصرى... ملك اليهود»، وأثناء محاكمته سأله بيلاطس «أأنت ملك اليهود... فقال له «أنت قلت» وهكذا أكد المسيح له المجد ملكه وملكوته لكنه طمأنه «مَمْلَكَتِى لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ»۔
وقد تنبأ زكريا النبى عن هذا اليوم وكأنه رأه رؤى العين قائلًا «اِبْتَهِجِى جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِى يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِى إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ." (زك 9: 9)
ثانيًا: الموكب الملوكى العظيم
يسوع يدخل أورشليم راكبًا على أتان وجحش ابن أتان وحوله الصغار والكبار الرجال والنساء الكل يرفعون أغصان الأشجار وسعف النخيل وهم يصيحون قائلين «هوشعنا يا ابن داود... مبارك الآتى باسم الرب ورغم اتضاع الموكب إلا أن المدينة ارتجت للقائد فى العهد القديم: فى عيد المظال، يبنوا لنفوسهم بيوتًا ويضعون على الأسطح الزعف ثم يأخذونه ويدخلون الهيكل وهم يسبحون المزمور 118 «مبارك الآتى باسم الرب» فكان الزعف يرمز إلى حضور الله فى وسط شعبه. فهكذا سمى أحد الشعانين بأحد الزعف أو أحد القوس أو أحد حضور لله وسط شعبه (أحد الخلاص)
ثالثاً: المسيح يعلن ملكه
١- الدخول علانية: فى السابق كان السيد المسيح يدخل أورشليم خفيه فى الأعياد السابقة. أما فى ذلك اليوم دخل السيد المسيح علانية.
٢- الدخول راكبًا: مشى السيد المسيح على رجليه ٦ ساعات ليقابل السامرية... أما اليوم وبالرغم من أن المسافة تقريبًا ١٥ دقيقة فقد أصر أن يركب على أتان وجحش بن أتان لأنه ملك فالملك لا يمشى على قدميه بل يدخل راكبًا.
٣- الدخول متواضعًا: ركب السيد المسيح على أتان وجحش بن أتان، فمع أن الملك المنتصر يركب حصانا لكن السيد المسيح يركب أتان لأنه الملك المتواضع.
٤- تحية الملك: الناس يرفعون السيوف تحية للملوك ولكن اليوم يرفعون الأغصان للسيد المسيح الأغصان لأنه ملك السلام
٥- فرش الثياب: قيل إن الملابس فى ذلك الزمان كانت عبارة عن آزار داخلى وهو الذى يظهر به العبيد ويرتدى الشخص فوق الإزار ثيابًا وهذا للأحرار.
وقد خلع اليهود ثيابهم فى الطريق وظهروا بمظهر العبيد يستنجدون بالسيد المسيح فصرخوا قائلين: أوصنا فى الأعالى
٦- الحرية: أرادوا أن يخلصهم من الرومان ويعطيهم الحرية ولَم يفهموا حرية مجد أولاد الله.
٧- هتاف سماوى: صرخ الشعب قائلين: مبارك الآتى باسم الرب، لأن السيد المسيح مملكته سماوية وليست أرضية۔
واليوم الله يدعونا أن نفرش قلوبنا بالتوبة والنقاوة ليدخل ملك المجد ويعلن ملكه فين فنكون أبناء النور لملك السلام۔