الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

770 عاما على هزيمة الصليبيين في المنصورة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم 6 أبريل من عام 1250 انهزم الصليبيين في المنصورة بمصر خلال الحملة الصليبية السابعة، وأسر ملك فرنسا لويس التاسع، وذلك في أحداث معركة المنصورة، التي دارت رحاها في مصر بين القوات الصليبية، بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، الذي عرف بالقديس لويس فيما بعد، والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ، وفارس الدين أقطاي الجمدار وركن الدين بيبرس البندقداري. 
وأسفرت المعركة عن هزيمة الصليبيين هزيمة كبرى منعتهم من إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر، وكانت بمثابة نقطة البداية التي أخذت بعدها الهزائم تتوالى عليهم حتى تم تحرير كامل الشام من الحكم الصليبي.
وتعود تفاصيل هزيمة الحملة بعد توجه الحملة نحو القاهرة بعد احتلالهم على مدينة دمياط، ففي 20 نوفمبر 1249م، بعد نحو ستة أشهر من احتلال دمياط، خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم في النيل، وبعد بضعة معارك مع المسلمين وصلوا في 21 ديسمبر إلى ضفة بحر أشموم (يعرف اليوم بالبحر الصغير)، فأصبحت مياه بحر أشموم تفصل بينهم وبين المسلمين، فأقاموا معسكرهم وأحاطوه بالأسوار والخنادق ونصبوا المجانيق، ووقفت شوانيهم بإزائهم في بحر النيل، ووقفت شواني المسلمين بإزاء المنصورة.
حاول الصليبيون بناء جسر ليعبروا عليه إلى ضفة المسلمين، ولكن المسلمين أمطروهم بالقذائف النارية وأفسدوا خطتهم بكل الوسائل، وفي تلك الأثناء توفي السلطان الصالح أيوب في 23 نوفمبر 1249م فأصبحت مصر بلا سلطان، فأخفت أرملته شجر الدر خبر وفاته وأرسلت مقدم المماليك البحرية فارس الدين أقطاي الجمدار إلى حصن كيفا لاستدعاء ابنه توران شاه لقيادة البلاد.
علم الصليبيون أن السلطان الصالح أيوب قد توفى فتشجعوا، وفي 8 فبراير 1250م دل أحدهم الصليبيين على مخائض في بحر أشموم، فتمكنت فرقة يقودها أخو الملك "روبرت دى أرتوا " من العبور بخيولهم وأسلحتهم إلى ضفة المسلمين ليفاجأ المسلمون بهجوم صليبي كاسح على معسكرهم في "جديلة" على نحو ثلاثة كيلومترات من مدينة المنصورة.
في هذا الهجوم المباغت قتل فخر الدين يوسف أتابك الجيش المصري وتشتت أجناد المسلمين وتقهقروا مذعورين إلى المنصورة، وبعد أن احتل الصليبيون معسكر جديلة تقدموا خلف "روبرت دو أرتوا" نحو المنصورة على أمل القضاء على الجيش المصري برمته.
أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وتمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر الحاكم الفعلي للبلاد على خطة الأمير بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية ومحاصرتها في كمين محكم داخل مدينة المنصورة، وأمر بيبرس بتأهب الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام، وأقتحمت القوات الصليبية المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، واندفعوا نحو قصر السلطان للاستيلاء عليه، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضًا عن خوذ الأجناد وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وراح بعضهم يلقون بأنفسهم في النيل للنجاة فابتلعتهم المياه.
قتل عدد كبير من القوات الصليبية المهاجمة من فرسان المعبد وفرسان الإسباترية لم ينج سوى ثلاثة مقاتلين، وفنيت الفرقة الإنجليزية تقريبًا عن آخرها، واضطر أخو الملك لويس "روبرت دي أرتوا" إلى الاختباء في أحد الدور ثم قتل هو و"وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزية.
أثناء المعركة حاول الفرنج على الضفة المقابلة لبحر أشموم بناء يمكنهم من العبور لمساعدة فرسانهم، ولكن لما وردتهم أنباء سحق الفرسان، عن طريق "بيتر أوف بريتني" الذي فر إليهم بوجه مشجوج من ضربة سيف، وشاهدوا بقايا فرسانهم مدبرين والمسلمين في أعقابهم، أخذوا يلقون بأنفسهم في مياه النيل بغية العودة إلى معسكراتهم وكاد لويس ذاته أن يسقط في الماء.
استمر هجوم المسلمين على الصليبيين طوال اليوم، وظن فارس الدين أقطاي أن لويس قد قتل في المعركة فأمر بشن هجوم كبير على معسكر الصليبيين في فجر اليوم التالي ألحق بهم خسائر فادحة. وأرسل الحمام ببشائر النصر إلى القاهرة ففرح الناس فرحة عارمة وأقيمت الزينات، واعتقل لويس التاسع بدار ابن لقمان في المنصورة.