لا أقدر على امتلاك نفسي من الحزن منذ أن سمعت خبر وفاته، تنتابني حالة من الذهول، فهو الصاحب والصديق كان دائما داعما ومحفزا لي، وقف بجواري في مواقف عديدة ومنها ترقيتي في مؤسستنا البوابة نيوز يتعصب لحقوق زملائه، يقف بجوارهم حتى وإن لم يكن قادرا على فعل شيء.
دائما كان يكبّر أصدقاءه في العمل ويقول الأستاذ فلان، ويحترم الجميع، نحكى سويا عن مشاكلنا، وفي آخر الحديث يقول لي لا تقلق، اتركها على الله، وأنا معاك نضحك في نهاية حديثنا وأذهب إلى مكتبي، كنت دائما أحب المزاح معه؛ لأنه يتقبل ذلك بصدر رحب.
وقبل وفاته بأيام أرسل إلى رسالة كان مفادها "أنت زعلان منى في حاجة" أقسمت له أنني لست غاضبا منه أبداً، ولم أكن أدرك أنه يودعني في هذه الرسالة.
عشنا مع بعض أياما كثيرة، كنّا نختلف في أوقات كثيرة، ولكن سرعان ما نتحدث سويا كأن شيئا لم يكن، ونضحك وكأن القدر حليفنا حتى في الأزمة الأخيرة الخاصة بفيروس كورونا، كان خائفا عليّ من ذهابي إلى العمل وطلب مني أن أجلس في القرية، وكان الرد: لا تأتى أنت فأنا موجود، وحذرنا من النزول وقت حظر التجوال، هكذا هو عمرو عبد الراضي الإنسان.
وبالرغم من إنسانيته كان صحفيا ماهرا وكاتبا جيدا، عملت معه منذ ٢٠١٣، كنّا معا في قسم الأخبار، كان نائب رئيس القسم، كنت أجلس معه في الشيفت المسائي وهو يوجه الزملاء ويعطيهم تكليفات، ثم أصبح سكرتيرا لتحرير الشيفت المسائي وبعدها مديرا للتحرير.
رحمك الله رحمة واسعة يا صديقي وأسكنك فسيح جناته.