الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

غرائب وطرائف الصحف.. أغضبت مسئولين وأثارت ضحك القراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«التايمز» رصدت جائزة 1000 جنيه إسترلينى لكل من يعثر على خطأ في الجريدة
صحيفة أمريكية نشرت خبر وفاة فيكتور هوجو قبل حدوثه بـ 10 سنوات
كتاب يوغسلافى يتحدث عن الطريقة الوحيدة للقضاء على الأخطاء: صفحاته بيضاء دون كلمات 
صحيفة عربية «وضعت تجهيل بدل تجميل» في خبر وضع حجر الأساس لمشروع يخص العاصمة 
مجلة عربية وضعت تعليقًا على صورة للرئيس الأمريكى مجتمعًا بوزيرة الطاقة (ريجان يقبل وزيرة الطاقة)



كان «بلزاك» يزعم القدرة على التكهن بمستقبل الناس من دراسة خطوطهم.. وذات يوم قدمت إليه المرأة ورقة عليها بضعة أسطر، قائلة: إنها لصبى في العاشرة من عمره. 
حدق «بلزاك» في السطور طويلا ثم رفع رأسه، وقال: صاحب الخط سيبقى حمارا طول عمره. قالت المرأة: لكن هذا خطك أنت لما كنت في سن العاشرة!!
تبين لنا هذه الحكاية الطريفة عن الروائى الفرنسى أنوريه دى بلزاك أن الإنسان مهما كان موهوبا وعبقريا فإن النقص دائما شيمته وأن الخطأ يظل دائما وأبدا أمرا واردا لأولئك الذين يعملون أما الذين لا يعملون فمن أين وكيف يخطئون؟!
فالخطأ لصيق بالإنسان، يلازمه مثل ظله، إذ أن هناك علاقة طردية بين العمل والخطأ، فكلما تضاءل عطاء الإنسان وتباطأ سعيه، كان نصيبه من الخطأ أقل، ذلك أن الذين لا يخطئون هم الموتى فحسب. ومن ثم فإن انتشار الأخطاء في مختلف ميادين الحياة وفى كافة المجالات أمرا لا يمكن تجنبه بأى حال من الأحوال فقد نشرت دراسة ميدانية في الولايات المتحدة الأمريكية، تبين منها أن ما يزيد على 8% من الوصفات الطبية التى يصفها الأطباء للمرضى، هى وصفات خاطئة نتيجة السهو والسرعة. 
وهناك نكتة عن أخطاء الصيادلة تقول: إن طبيبا كلف الممرض العامل لديه بنقل رسالة خطية إلى الصيدلى المجاور تتعلق بأمور خاصة بينهما، فكان من الصيدلى إلا أن صرف للممرض نوعية من الأدوية.. عاد الممرض بالدواء إلى طبيبه الذى أذهلته المفاجأة، فذهب إلى الصيدلى يعاتبه كيف يصرف علاجا بموجب رسالة شخصية. قال الصيدلى: لم أفهم أى كلمة من سطورك، وهناك رف خاص عندى لعقاقير لا تضر، أصرفها عندما أعجز عن قراءة الوصفة!
إن عصرنا معروف بأنه عصر السرعة فكيف تكون الصورة في عصرنا هذا وفى ميدان الصحافة بعد أن فرضت التلفزة عليها سباقا لا تكافؤ فيه؟ ومع ذلك لا يجب أن تكون مشجبا نعلق عليه تقصيرنا وإهمالنا لأن بعض الصحف اليومية الرصينة أقل أخطاء من مجلات شهرية، بل ومن كتب، يفترض أن الزمن ليس عنصرا ضاغطا لإصدارها في وقت محدد. وأمامنا تجربة عملية شهيرة -كما يقول منذر الأسعد في كتابه طرائف الأخطاء الصحفية والمطبعية- تؤكد أنه بإمكان البشر أن يتقنوا عملهم ويقلصوا من انتشار الخطأ، وهى تجربة «التايمز» اللندنية قبل بضع سنوات.

يقول مؤلف الكتاب: كانت «التايمز» تعج بالأخطاء المطبعية، مما أساء إلى مكانتها الصحفية، فبحث المسئولون فيها تلك القضية بكل جدية، ثم توصلوا إلى خطة موفقة، نقلت الجريدة إلى مرحلة التحدي، فرصدت مكافأة مقدارها ألف جنيه إسترلينى، لكل من يعثر على خطأ مطبعى في الصحيفة، مع أن التايمز معروفة بكثرة عدد صفحاتها.. وبعد انقضاء سنتين وسبعة أشهر على قرار الجائزة، لم يحصل عليها أى قارئ!
رصد الكتاب تفشى الأخطاء الصحفية والمطبعية في الصحافة العربية، وحاول التوصل إلى الأسباب الحقيقية لتفشى هذه الأخطاء قائلا: 
هناك اتهامات متبادلة بين الأطراف التى تعمل لظهور الصحيفة أمام الجمهور.. فالمحررون يلقون المسئولية على كاهل المصححين، والمصححون ينفون الاتهام ويعيدون الكرة إلى مرمى المسئولين عن التحرير الذين يعدلون ويبدلون –لا سيما في العناوين- في آخر المراحل التى تسبق طباعة الصحيفة دون الرجوع إلى المصححين، ناهيك عن الأخطاء الشنيعة في المعلومات، وهى أخطاء من الكتاب والمحررين ولا علاقة للمصحح بها! 
ويتابع المؤلف قائلا: الحقيقة كما لمستها وعايشتها هى أن مستوى التصحيح اللغوى متدن بوجه عام، وكثيرا ما تدخل مصحح هزيل فيما أكتب، فأحل كلمة خاطئة لغويا محل كلمة صحيحة، وبعض تدخلات هؤلاء تغير المعنى.. وبعد مناقشة المصحح يتضح لى أنه يجهل أوليات اللغة وأشهر قواعدها النحوية والصرفية والإملائية.
غير أن للمسألة وجوها أخرى، أولها مسئولية الصحيفة عن اختيار المصحح الضعيف، إما لأسباب مادية صرفة- من يقبل بأقل مرتب!- وإما لأنها تكتفى بحصوله على شهادة جامعية في علوم اللغة العربية، متجاهلة أن التعليم الجامعى في هذا الميدان يشكو من علل شتى، أدت إلى انحدار مستوى كثير من الخرجين وتركيزهم على الحفظ النظرى للقواعد لكنه لا يعرف الإعراب العملى، فكيف إذا كان المطلوب إعرابا عمليا سريعا كتصحيح نصوص صحفية عاجلة؟
في كتاب «أخبار الحمقى والمغفلين» يروى ابن الجوزى ما يدل على أن العلاقة بين السرعة والخطأ ليست حتمية، إذ يقول إن خليفة أمويًا كتب إلى عامله على المدينة: (أن «أحصِ» مَن عِندك مِن المُخنثين).. لكن الكاتب أخطأ في الكتابة فوضع نقطة فوق الحاء، فوصل الكتاب إلى الوالى هكذا: (أن «أخصِ» من عِندك من المُخنثين) فخصاهم وقال: إنه جزاء عادل!!
إن الخطأ الذى وقع فيه كاتب الخليفة كثيرا ما تقع فيه الصحف والمجلات إذ يحكى الكتاب: أرادت مجلة «بيفر» التى تصدر بمدينة «نابانى» في أونتاريو أن تجد حيلة طريفة لتسوغ ما تقع فيه من أخطاء مطبعية كثيرة، فكتبت تقول:
«قد يلاحظ القارئ وجود بعض الأخطاء المطبعية في مجلتنا، فيجب أن يعلم أنها أخطاء متعمدة، لأن هذه المجلة تحاول إرضاء جميع الميول والأمزجة، وهناك قراء مغرمون باكتشاف الأخطاء المطبعية في الصحف، وتحقيقا لرغبة هؤلاء تحديدا نشرنا هذه الأخطاء»!

صحيفة أمريكية أخرى أرادت أن تتذاكى على القراء عندما نشرت عام 1875، خبرا عن0 وفاة الكاتب الفرنسى الشهير فيكتور هوجو، ومع أن الصحيفة علمت بعد ذلك أن «هوجو» لا يزال حيا يرزق، فإنها لم تعتذر. وبعد عشر سنوات (أى عام 1885) مات فيكتور هوجو فعلا، فكتبت الصحيفة نفسها بالبنط الكبير: لقد كنا أول من سبق إلى إعلان وفاة الكاتب الفرنسى فيكتور هوجو!
وهناك أيضا كاتب يوغسلافى يدعى «راديفوج موميرسكى»، زعم أن الطريقة الوحيدة للقضاء على الأخطاء هى ما أقدم عليه إذا ألف كتابا بعنوان «ماذا يبقى بعد الحرب العالمية الثالثة؟»، وغلف نسخه ببلاستيك مقفل.. وكانت المفاجأة للقراء أن صفحات الكتاب كلها بيضاء ليس فيها كلمة واحدة، رمزا إلى أنه لن يبقى شىء بعد حرب كونية بأسلحة الدمار الشامل!!

ضمن منذر الأسعد كتابه الشيق كثير من الأخطاء التى وقعت فيها صحف أجنبية لكن ماذا عن الصحف العربية؟ هل تخلو من الأخطاء التى تكون في بعض الأحيان بالغة الطرافة؟ الإجابة من واقع ما نطالعه في الصحف وما جاء في كتاب «الأسعد»، هى: لا. إذ أن أخطاء كبرىات الصحف العربية التى رصدها بعض الكتاب في مقالاتهم كثيرة للغاية، ففى العدد 4962 من جريدة «الشرق الأوسط» الصادر يوم الاثنين 29/6/1992 كتب خالد القشطينى في زاويته اليومية «صباح الخير»، أن وزيرة مصرية وقعت ضحية خطأ مطبعي في عنوان موضوع نشرته صحيفة عربية عن جولة الوزيرة في محافظة كفر الشيخ؛ حيث جاء العنوان هكذا: «الوزيرة تتبول في كفر الشيخ» بدلا من «الوزيرة تتجول في كفر الشيخ»! 
وفى العدد 406 من مجلة «العربى» الكويتية، الصادر في شهر سبتمبر عام 1992، روى الكاتب الراحل محمد مستجاب الحادثة الطريفة التالية:

وقف وزير الثقافة المصرى محمد عبد الحميد رضوان عام 1983، مفتتحا مؤتمر طه حسين بجامعة المنيا، وخطب مادحا إقليم المنيا قديما وحديثا بما فيه من قوة النمساء، وهرعنا إلى المراجع لنعرف شيئا عن قوة النمساء، لكن بعض العارفين أشاروا إلى أن المقصود قوة النماء –لكن كاتب الخطبة سحب الكلمة قليلا لتملأ السنتيمتر الباقى لتصبح النماء: النمساء.


ولم أصدقه، ذلك أننى متأكد أن ثمة مرحلة حضارية مرت علينا هى: النمساء، حتى لو لم يعلن ذلك وزير الثقافة.
تناول الأسعد في كتابه بعض الأخطاء التى جاءت في عناوين بعض الصحف العربية منها ما وقعت فيه صحيفة عربية شبه حكومية بتاريخ 3/5/1984: (وزير الـ... يضع حجر الأساس لمشروع تجهيل العاصمة. بدلا من (تجميل العاصمة).
وفى عددها الصادر في 24/5/1984 نشرت نفس الصحيفة عنوانا جاء فيه: (مجلس الوزراء يجتث حقوق عمال السكة الحديدية) بدلا من (مجلس الوزراء يبحث حقوق عمال السكة الحديدية).
كما نشرت صحيفة عربية تصدر في المهجر بتاريخ 17/8/1986 تحقيقا إعلانيا عن جمهورية زائير، يصور هذا البلد الأفريقي المنكوب بالدكتاتور «موبوتو»، على أنه جنة الله في الأرض.
وعلى الرغم من الحرص الصحفى الواضح، وأناقة الإخراج والصور الملونة، فإن الحقيقة أبت إلا أن تطل برأسها، فجاء عنوان أحد المقاطع كالتالى: (زائير تنهى ثروتها الحيوانية) بدلا من (زائير تنمى ثروتها الحيوانية).
وفى 27/7/1989 نشرت صحيفة عربية عنوانا جاء على النحو التالى: (الشرطة البريطانية تبحث عن بول) مع أن الخبر يقول: «لندن- ما زالت الشرطة البريطانية تبحث عن لوحة للفنان الفرنسى الكبير بول جوجان اختفت، وهى....»
ومن نفس الصحيفة أيضا: ( وزيرة الـ«....» يختفى بالوزيرة الزائرة) بدلا من (وزير الـ«.....» يحتفى بالوزيرة الزائرة).
مجلة عربية أيضا قامت بشرح صورة للرئيس الأمريكى الأسبق ريجان مجتمعا بوزيرة الطاقة بعد أن قبل استقالتها، إذ كتبت أسفل الصورة: (ريجان يقبل وزيرة الطاقة). والأصل كما جاء في الخبر المجاور للصورة: (الرئيس ريجان يقبل استقالة وزيرة الطاقة).
وفى 19/12/1988 نشرت صحيفة عربية خبرا عن الانتخابات الرئاسية في سيرلانكا فكان من عناوين الخبر الطويل نسبيا: (مسلحون يهاجمون مراكز الاختراع ويقتلون 22 شخصا).
وبعد ذلك بستة أيام فحسب، أى بتاريخ 25/12/ 1988 نشرت صحيفة عربية أخرى خبرا آخر عن سريلانكا نفسها مأخوذا عن وكالة «رويتر» للأنباء... وجاء عنوان الخبر كالتالى: رفع منح التجول في سريلانكا بمناسبة الأعياد. والأصل طبعا: رفع منع التجول.


وتحت عنوان (إضراب بسبب «حرف») يقول مؤلف الكتاب على لسان سعيد إسماعيل الذى شغل منصب نائب رئيس تحرير الأخبار: بعد هزيمة 1967 حدث أن قام طلاب الإسكندرية وبعض الأساتذة بإضراب شامل احتجاجا على بعض الأوضاع فبعثت الرئاسة بمن يتوسط لديهم لينهوا الإضراب.. وفعلا وبعد محاولات مضنية أنهوا إضرابهم، وأنزلنا الخبر في ماكيت الصفحة الأولى بالبنط العريض (طلاب الإسكندرية ينهون إضرابهم)؛ فإذا بالجريدة تصدر في الصباح، وخصوصا طبعة الإسكندرية التى تذهب مبكرا، وبها العنوان التالى (كلاب الإسكندرية ينهون إضرابهم) فبدلا من الطاء أتت الكاف وكانت أزمة سياسية كبيرة: كيف تتخذ الأخبار دون كل الصحف هذا الموقف من الطلاب؟ ولأن سوء النية متوفر لدى هؤلاء الطلاب وبعض الأساتذة من أن «الأخبار» تستعدى عليهم الرئاسة؛ فقد عادوا إلى الإضراب مرة أخرى.

وعلى لسان الأستاذ مصطفى أمين قال مؤلف الكتاب: لقد نشرت الأهرام في يوم من الأيام في صفحتها الأولى، رأيا لها تطالب فيه المسئولين بتجديد شباب القضاء، وكان من المفروض أن يكون العنوان كالتالى: (الأهرام تطالب بتجديد شباب القضاة)، فنزلت طبعات الأهرام وبها العنوان هكذا: (الأهرام يطالب بتجريد ثياب القضاة) فثار القضاة ثورة عارمة، وأبلغوا الجهات العليا باحتجاجاتهم، وتقدموا لنقابة الصحفيين بشكاوى تطالب برد شرف القضاة الذين طالبت الأهرام بتجريد ثيابهم.. كما أننى أذكر أن الأهرام أيضا قد نشرت مقالا تبجل فيه أحد المشايخ الأفاضل، وهو الشيخ الخضرى، وكان عنوان المقال (الأهرام تثنى على همة الشيخ الحضرى الكبيرة)، ولكن ورد خطأ مطبعى في العنوان فنشر عنوان المقال هكذا (الأهرام تثنى على عمة الشيخ الخضرى الكبيرة)، وكانت عمته كبيرة فعلا فكانت سببا في أزمة أثارت الشيخ الخضرى مع الأهرام.


أما الكاتب الساخر أحمد رجب فيقول: كانت السيدة حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية السابقة في جولة بكفر الشيخ، ونشر خبر عن هذه الجولة في إحدى الجرائد، وبدلا من أن يكون عنوانه (حكمت أبو زيد تتجول في كفر الشيخ)، نشر هكذا: (حكمت أبو زيد تتبول في كفر الشيخ)، ورفعت السيدة حكمت أبو زيد دعوى على الجريدة، لولا توسط أهل الخير الذين أفهموها أنه خطأ مطبعى غير مقصود، فتنازلت عن الدعوى.
وفى الأهرام أعلن في باب «التشريفات» عن استقبال الملك فؤاد لبعض ضيوفه، فكان يجب أن يكون العنوان هكذا: (استقبل جلالة الملك فؤاد ضيوفه في قصره العامر)، فأتى العنوان مطبوعا هكذا: (استقبل جلالة الملك فؤاد ضيوفه في قصره العاهر)، فقلبت الميم هاء في كلمة «العامر».
الأخطاء المطبعية أيضا لم تغضب المسئولين فحسب، بل كادت في أحيان كثيرة أن تحدث أزمات سياسية، فقد قامت إحدى الصحف بنشر عنوان عن وصول سلطان باشا الأطرش إلى إحدى الحفلات في مصر، وكان ذلك في 1907، وكان العنوان المفترض نشره هو (ووصل الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش راكبا جواده)، فكان العنوان المطبوع: (ووصل الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش راكبا جراده)، فقد حلت الراء محل الواو في كلمة «جواده»، وثارت أزمة بين البلدين سافر على أثرها لبلاده غاضبا. 


وتحت عنوان «ومن الأخطاء ما قتل» يقول الكتاب: في أثناء الحرب العالمية الثانية والإنجليز يستخدمون الأراضى المصرية في تسهيل مهام حربهم مع دول المحور، كتب الصحفى القديم المرحوم عبد الله حسين في مقال له (الحزب الغازى) بدلا من (الحزب النازى)، فكان أن استدعته سلطات الاحتلال واحتفلوا به احتفالا أسفر عن تكسير قلمه وأضلاعه.
صفحات الوفيات أيضا لم تسلم من الأخطاء، فقد حدث أن وصل إلى جريدة «الأهرام»، نعى لينشر في صفحة «الوفيات»، لكن الوقت كان متأخرا، وتم «تقفيل» الصفحات تمهيدا لإرسال العدد للمطبعة، فكتب رئيس تحرير الأهرام في ذلك الوقت أنطوان الجميل أسفل ورقة النعى لعمال المطابع (ينشر إن كان له مكان)، وفى الصباح وجد أهل المتوفى النعى منشورا هكذا (فلان الفلانى أسكنه الله فسيح جناته إن كان له مكان).
الكتاب رغم رصده لأخطاء الصحف المصرية والعربية، والتى أحدثت أزمات عاصفة حينها، إلا أنه يعتبر من الكتب الممتعة التى لا تخلو من الطرائف المثيرة للضحك كثيرا والاندهاش أكثر.