الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

متحف الأمير محمد علي بالقاهرة.. تحفة معمارية ضخمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من داخل قصر الأمير محمد على توفيق بمنطقة المنيل بالقاهرة، ينبهر المارة والزائرون من المصريين والأجانب بالمبنى التراثى الضخم الذى شيد على مساحة تزيد على 61 ألف متر مربع، بهدف حفظ الهوية العربية الإسلامية في فن العمارة، والزخارف، فيما استغرق إنشاؤه 40 عامًا، وأهداه الأمير إلى الحكومة المصرية بعد وفاته، فكان واحدًا من قصور الأسرة العلوية، والذى لم يتم تأميمه عقب ثورة 1952، وفى ذكرى وفاته يوم 18 مارس كنا هناك.


سرايا الاستقبال وقاعة العرش.. أهم مكونات القصر
زخارف الجدران والأسقف من الذهب وعلى طراز «الركوكو» العثمانى

تبدأ زيارة القصر من مبنى سرايا الاستقبال، وكان الغرض منها استقبال الضيوف الرسميين، وتحتوى على تحف نادرة منها سجاد وأثاث ومناضد عربية مزخرفة، الذى يتكون من طابقين، الأرضى لاستقبال الضيوف ويضم حجرة التشريفة لاستقبال الشخصيات الرسمية وكبار رجال الدولة والسفراء وحجرة استقبال كبار المصلين مع الأمير في مسجده بالقصر، والثانى العلوى يضم قاعتين كبريين، صممت إحداهما على الطراز المغربي، حيث كسيت جدرانها بالمرايا والبلاطات القيشاني، أما القاعة الأخرى فصممت على الطراز الشامى، حيث كسيت الجدران ومعها السقف بأخشاب عليها زخارف هندسية ونباتية ملونة دقيقة التنفيذ بجانب كتابات قرآنية وأبيات من الشعر.

يلى ذلك مبنى سرايا العرش الذى يضم قاعة المناسبات المزينة بلوحات بالحجم الطبيعى للأسرة العلوية وتتكون من طابقين الأرضى ويطلق عليها قاعة العرش، وهو عبارة عن قاعة كبيرة بها طاقم خشبى مذهب من الكنب والكراسى المطلى بالقطيفة، وبها صور كبيرة لبعض حكام مصر من أسرة محمد على، بجانب صور لمناظر طبيعية من القاهرة والجيزة، وكان الأمير يستقبل ضيوفه في هذه القاعة في المناسبات مثل الأعياد.

أما الدور العلوى فمكون من قاعتين للجلسات الشتوية، وحجرة نادرة مخصصة لمقتنيات إلهامى باشا، وهو جد الأمير محمد على لأمه، ويطلق عليها حجرة الأوبيسون، لأن جميع جدرانها مغطاة بنسيج الأوبيسون الفرنسي.

أما سرايا الإقامة، هى السرايا الرئيسية وأول المبانى التى تم تشييدها، وكانت مقرا لإقامة الأمير، وتتكون من طابقين يصل بينهما سلم خشبى وتحتوى على الطابق الأول ويضم بهو النافورة، حجرة الحريم، والأمير، حجرة المرايات، حجرة الصالون الأزرق، حجرة صالون الصدف، حجرة الطعام، حجرة المدفئة، ومكتب ومكتبة الأمير، وتختلف قاعات السراى فيما بينها بالنسبة للزخارف والمقتنيات من تحف ومعروضات ما بين أثاث وسجاد وصور ولوحات زيتية ومجوهرات، وتعتبر السراى متحفا لأنواع البلاطات القيشانى التركي، وملحق بها برج يطل على أهم معالم القاهرة والجيزة.

والقاعة الذهبية وكانت تستخدم للاحتفالات الرسمية رغم أنها خالية من التحف، إلا أنها تعد تحفة فنية نادرة لما تحوى جدرانها على نقش وزخارف وسقفها من زخارف نباتية وهندسية مذهبة من طراز خاص. ونقل الأمير محمد على هذه القاعة من منزل جده إلهامى باشا، والذى شيدها أساسا لتليق بشرف استقبال السلطان عبدالمجيد الأول، الذى حضر لتكريم إلهامى باشا بعد انتصاره على الإمبراطورية الروسية في حرم القرم. وأطلق عليها القاعة الذهبية بسبب تنفيذ زخارف جميع جدرانها وسقفها بالذهب على طراز الركوكو العثمانى والأعمدة على شكل نخيل ذو لمسة مصرية.



مدير عام المتحف..أحيا الحضارة الإسلامية وكان ولى العهد 3 مرات
ولاء الدين بدوى: «توفيق» كان متعدد الثقافات وأجاد أكثر من 6 لغات


يقول الدكتور ولاء الدين بدوي، مدير عام المتحف، إن الأمير محمد على توفيق ولد في ٩ نوفمبر ١٨٧٥م بالقاهرة، وكان محبا وشغوفا بدراسة العلوم فالتحق بالمدرسة العليا بعابدين ليحصل على العلوم الابتدائية، وفى سنة ١٨٨٤ سافر إلى أوروبا لدراسة العلوم العالية فالتحق بمدرسة «هكسوس» العالية بسويسرا، ثم دخل مدرسة «ترزيانوم»، بالنمسا بناء على أوامر والده لتلقى العلوم العسكرية، وعاد إلى مصر عند وفاة والده عام ١٨٩٢، حيث كان متميزا بالحكمة والعقل الرصين وميوله لحب الأدب والفنون الإسلامية، وتوفى محمد على توفيق، في ١٨ مارس ١٩٥٥ بمدينة لوزان بسويسرا، ونقل جثمانه بعد ذلك إلى مقابر «قبة أفندينا»، وهى المقابر الخاصة بأسرة محمد توفيق بمنشية طريق صلاح سالم بمدينة نصر.
وأشار إلى أن الأمير محمد على، كان محبًا للحضارة الإسلامية وقاد عملية إحياء التراث والحضارة الإسلامية، فحاول أن ينقل ويحيى نماذج الحضارة الإسلامية وتنوع في الزخرفة والفنون الإسلامية وعمارتها بين جنبات قصره وبداخله.
وأضاف نلاحظ تأثر العمارة المصرية بالفن الأوروبى خلال نهاية القرن الـ١٩، عقب الاحتلال الإنجليزي لمصر، فقرر بناء هذا القصر بهدف الحفاظ على التراث العربى الإسلامى المعماري، وقام بشراء أرض المتحف التى يقال إنها تعود إلى جده الخديوى إسماعيل، التى باعها بدوره عقب تعرضه لأزمات مالية في نهاية حكمه، بعدما وصلت الأرض إلى حيازة إسماعيل كهدية من جده محمد على الكبير إلى والده إبراهيم.
وأكد مدير المتحف، أن الأمير كان متعدد الثقافات، وكان يجيد أكثر من ٦ لغات، منها العربية والفرنسية والتركية والألمانية والفارسية والفرنسية، وكان تعليمه الأساسى كان في القصر، ثم أكمل تعليمه في سويسرا والنمسا هو وأخوه عباس حلمى الثاني، وعندما توفى والدهما الخديوى محمد توفيق رجعا إلى مصر وتولى الخديوى عباس حلمى الثانى حكم مصر، وأصبح الأمير محمد على توفيق ولى العهد لأول مرة، وتنوقلت ولاية العهد ثلاث مرات واستمرت في عهد أخيه عباس حلمى الثانى لمدة ٧ سنوات، ثم بعد ذلك المرة الثانية في عهد ابن عمه الأمير، ثم الملك فاروق وظلت لقرابة ١٥ عاما، والمرة الثالثة بعد ثورة ١٩٥٢ عندما تنازل الملك فاروق عن العرش للملك أحمد فؤاد، و«كان الأمير» وفى هذا الوقت بعد ثورة ١٩٥٢ مكث في سويسرا حتى عام ١٩٥٥ ووافته المنية في ١٨ مارس في مدينة لوزان بسويسرا ونقل جثمانه بقبة أفندينا.
وعلق مدير المتحف: «دائما ما يخلط البعض بين محمد على الكبير، وحفيده الأمير محمد على توفيق، فالأول هو مؤسس مصر الحديثة، الذى حكم بين عام ١٨٠٥ إلى ١٨٤٩ ميلادية، والثانى هو حفيده، إذ إنه ابن الخديوى محمد توفيق ابن الخديوى إسماعيل ابن إبراهيم باشا الولى ابن محمد على الكبير وله أختان الأميرة نعمة الله والأميرة خديجة وتمتلكان أيضا قصرين وأمه أمينة هانم إلهامى الملقبة «بأم المحسنين»، وأنشئت مدارس سميت المدارس الإلهامية الزخرفية الصناعية، وهذه المدارس أنشئت لإحياء الصناعات الزخرفية التراثية، ويرجع نسبها بنت إلهامى باشا ابنه الولى عباس حلمى الأول، أول وال رسمى بعد محمد على الكبير لأن الفرمان السلطان العثمانى كان لأكبر أبناء الأسرة العلوية.
وواصل: وللأمير محمد على حكاية مثيرة مع عرش مصر، إذ ضاع حلمه في تولى الحكم ثلاث مرات، في حين كان وصيًا على العرش لمدة عام لحين بلوغ الملك فاروق ثمانية عشر عاما، متابعًا: الأمير محمد على لم يسع للحكم بقدر ما كانت ظروف نشأته تدفعه إلى ذلك، فجده خديوي، ووالده وأخوه أيضا، وقد ظل واليا لعرش أخيه الخديوى عباس حلمى الثانى لمدة سبع سنوات، حتى أنجب عباس ابنه الأول، وبعد عزل عباس من قبل المستعمر الإنجليزي، تم تجاهل حق الأمير محمد على في خلافته، وعين عمه حسين كامل».
ويضيف ولاء: «سبب تولى كامل الحكم، كان رفض محمد على وأخيه وجود الاحتلال الإنجليزي على أرض مصر، وتزامن ذلك مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وقتها تحولت مصر إلى ثكنة عسكرية للإنجليز، الذين كانوا يرفضون الأصوات المعارضة حينذاك، في حين كان محمد على مثقفا يجيد الإدارة، والسياسة، والتحدث بطلاقة لأكثر من ٦ لغات.
ويوضح قائلا: «بعد وفاة حسين كامل، حان دور تولى محمد على للمرة الثالثة، لكن تمت تولية فؤاد، وظل الخديوى الجديد، يشعر لسنوات بتهديد الأمير محمد على عرشه، لحين زواجه من الأميرة نازلي، وإنجابه الأمير فاروق، آخر ملوك الأسرة العلوية في مصر، وكل تلك الصراعات على حكم مصر لم تشغل الأمير محمد على، عن بناء واحد من أهم القصور التاريخية، وتشهد على ذلك المبانى الستة التى يتكون منها المتحف، وتستغرق زيارتها بشكل عابر أكثر من ثلاث ساعات، يلاحظ خلالها الزائر التأمين الجيد للقصر، وحرص مسئولى القاعات على شرح المعروضات بطريقة احترافية، وزيادة أعداد الزائرين المصريين والأجانب.



متحف الصيد

أدخل متحف الصيد إلى القصر في عام ١٩٦٣ عبر اختيار ممر طويل بجانب السور الشمالى وتحويله إلى متحف للصيد، وتعرض به ١١٨٠ قطعة من الحيوانات والطيور والفراشات المحنطة من مقتنيات الصيد الخاصة بالملك فاروق والأمير محمد على والأمير يوسف كمال، بالإضافة إلى هياكل عظمية لجمل وحصان كانت توضع عليهما كسوة الكعبة أثناء رحلة المحمل وسفر الكسوة من مصر إلى أرض الحجاز، وجماجم وقرون وجلود وأدوات صيد وتحف ولوحات.




متحف داخلى يضم خمس عشرة قاعة لمقتنيات نادرة
برج الساعة توأم نظيره في محطة سكك حديد مصر


هناك أيضا برج الساعة، وهى مشابهة لنفس الساعة المثبتة في واجهة محطة سكك حديد مصر الشهيرة، والمسجد الذى يعد تحفة معمارية وزخرفية، تجد على مدخله لوحة دونت عليها أسماء كل من شارك في تأسيس القصر، كما تمت تغطية المسجد بقيشانى صنع خصيصا بتركيا.
والمتحف الخاص، ويتكون من خمس عشرة قاعة داخلها فناء به حديقة صغيرة، ويعرض مجموعات نادرة من السجاد والمخطوطات العربية النادرة وصور زيتية لبعض أفراد أسرة محمد على بجانب لوحات لمناظر طبيعية، وتحف معدنية، وتحف زجاجية من الكريستال، ومجموعة من أدوات الكتابة والملابس والمفارش والأثاث والشمعدانات.
القاعة الأولى: تعرض المخطوطات النادرة والتفاسير القرآنية ولوحات خطية استخدمت فيها زخارف نباتية وطيور.
القاعة الثانية: تبرز أهم الأدوات الكتابية من بوص وعاج ومعدن ومقصات ومحابر.
القاعة الثالثة: تعرض مجموعة المفارش والمناديل الحرير، ومجموعة من الصناديق القديمة المطعمة بالصدف.
القاعة الرابعة: تختص بمجموعة من الأسلحة البيضاء والنارية وسيوف وخناجر عربية وعثمانية.
القاعة الخامسة: هى أوسع قاعات المتحف، وتعرض مجموعة من السجاد النادر من الطراز الخاص.
القاعة السادسة: بها تسع فتارين تحوى فناجين الشاى والأكواب والدوارق والزهريات.
القاعة السابعة: هى قاعة محدودة سقفها على شكل سجادة، وتعرض مجموعة أنسجة السيرما وسجادة صممت على شكل ليرة تركية.
القاعة الثامنة: تعرض نماذج خاصة وقيّمة من الأزياء التركية لكل الفئات ومجموعة من الأحزمة الحريمى مكسوة بالياقوت والمرجان والكهرمان.
القاعة التاسعة: داخلها فاترينة مثلثة الشكل بها مقتنيات خاصة بالأمير ومكسوة بالماس ومجموعة من هدايا ملوك الدول.
القاعة العاشرة: تحوى مجموعات من الأوانى والمقتنيات ذات التلبيسات الفضية والزهريات والشمعدانات.
القاعة الحادية عشرة: بها صوان تعرض به أوان من البورسلين مختلفة الأشكال والأحجام ونماذج لسجاد صغير الحجم.
القاعة الثانية عشرة: كان يقيم فيها الأمير صيفا وعلى أحد جدارنها مجموعة من رءوس الأسود الرخامية التى تتساقط المياه من أفواهها، وبالجدار المواجهة شرفة بعرض الحائط من الزجاج الملون.
القاعة الثالثة عشرة: تعرض التحف المعدنية، وعلى جدرانها مجموعة من السيرما.
القاعة الرابعة عشرة: تحوى أوانى وأطقم شاى وقهوة من البورسلين عليها زخارف نباتية ملونة.






حديقة أشجار نادرة ترجع إلى عصر الماليك

وفى حديقة القصر الخارجية، والتى تبلغ مساحتها ٣٤ ألف متر مربع، وتضم مجموعة من الأشجار والنباتات النادرة، حرص على اقتنائها الأمير خلال رحلاته حول العالم، وتضم عددا من الأشجار المعمرة، مثل أشجار التين الهندي، وأنواع من النخيل، مثل النخيل الملكى ذى الجذوع البيضاء، وأشجار البامبو وشجرة الفيكس التى تعود إلى عصر المماليك، إذا يتجاوز عمرها الـ٤٥٠ عاما.