هناك مرض عقلى معروف عند دكاترة الامراض العقلية إذا طلب من المريض ان يرسم دائرة فإنه يكتفى برسم نصف دائرة ويصر على انها دائرة كاملة، وبدون الدخول فى تفاصيل هذا المرض فأنا اعتقد ان النخبة السياسية مصابة بهذا المرض، فكل من يتحدث عن العدالة الاجتماعية يذكر حق كل مواطن فى المسكن والمأكل والملبس المناسب بل والتعليم والصحة وينسى الفرع الاخر او نصف الدائرة الآخر وهو تنظيم الاسرة فأنا لى اخت واخ اى نحن ثلاثة وقد انجبنا ثلاثتنا ثلاثة فقط اما ام محمد التى تنظف السلالم فأنجبت ثلاثة عشر ثلاثة فى السجن والعشرة على وشك وإذا قال قائل اننى متشائم واننى والعياذ بالله بأبشر بالسوء فانا اقول ان المقدمات تدل على الخواتيم وبعرة البعير تدل على خطى المسير, ولأن العشرة الباقين لا حظ لديهم من التعليم او الثقافة او التربية فماذا تظن المصير؟
أيضا أصاب بعض موظفى الحكومة مرض نصف الدائرة فنحن ندفع الضرائب ولا نتلقى الخدمات بأى شكل من الاشكال وقد خرج علينا وزير المالية فى عصر المعزول الاسبق بأن لا علاقة للضرائب بالخدمات!!!, ياسلام.. اى ان الضرائب عبارة عن اتاوة تدفعها ولا تسأل اين تذهب ولا فيما تصرف ولا لماذا المطبات فى الشوارع والمجارى تسيح فى الطرقات ولن اطيل عليك ياعزيزى القارئ فالامثلة كثيرة.
ونحن ندفع ولا نسأل لان حكم المعزول كان دكتاتوريا بامتياز (ادفع وبعدين اتظلم)، فلماذا ندفع فى المياه يقول قائل لان الحكومة تنظف ماء النيل وتفلتره وترفعه إلى مستوى كل شقة من الشقق ونحن الان نرفع المياه الى شققنا بالموتورات ونفلترها حتى تكون صالحة للاستهلاك الادمى بفلترات غالية الثمن واستبدالها شهريا مكلف فلماذا ندفع فى المياه وماء النيل منحة مجانية من الخالق سبحانه وتعالى.
ولاننى اسكن فى كومبوند حكومى بناه حى الجيزة واطلقوا عليه مدينة الكرنك واطلق عليه الناس اسم عمارات ابو الفتوح نسبة الى المقاول الذى بناها ولا اعلم لماذا نقول على الهرم الاكبر هرم خوفو ألا نعرف اسم المقاول؟، وعندما أجلس مع اصدقائى فى الشرفة لا نمل من رؤية المجارى ولا من عبق رائحتها فهى موجودة ليل نهار صيفا وشتاء فقل لى بالله عليك ما فائدة دفع الضرائب؟، والامثلة كثيرة.
فعندما لحنت اغنية "زحمة يادنيا زحمة" واشتهرت الاغنية وارغمت اولى الامر على إعلان الانضباط فى الشارع المصرى بعد 15 يومًا من انتشار الاغنية فى الشوارع قال لى قائل لا داعى لذكر اسمه حفاظا عليه ان الزحمة مطلب امنى!!، ولما بان على وجهى مزيج من الاستنكار والدهشة قال اوعى تفتكر ان العسكرى الى فى عمرك (كنت فى الخامسة والخمسين من عمرى) ومسدسه المربوط بكردون غليظ لانه عهدة هو الذى يحمى هذا البنك فقلت وما الذى يحميه؟، قال إذا تجاسر سارق على سرقة البنك ووضع النقود فى السيارة إذا لم يقبض عليه فى اول اشارة ففى الاشارة التى تليها، وايضا كانت التليفونات الارضية لا تعمل بانتظام ولذلك اعلنت المافيا العالمية ان القاهرة بل مصر كلها بلد يستحيل العمل فيه لا سرقة ولا اغتيالات فهى آمنة بسبب الزحمة وانعدام التليفونات.
اما بعد ثورتى 25 و30 فنتمنى ان تكتمل الدائرة وان تزيد الخدمات لتصل الى ما ندفعه من ضرائب ويعلن منذ الان ان الدولة والشرطة والجيش والشعب يد واحدة فى تنظيم الاسرة خاصة اننا سنواجه فى القريب العاجل شح المياه لزيادة النسل وايضا بسبب سد النهضة.