جنوب سيناء لوحة طبيعية جميلة أبدعها الخالق، تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ، ومقوماتها السياحية فريدة من نوعها، أحد هذه المقومات «الكانيون الملون» أو «الوادى الملون»، أو «الأخدود الملون»، الذى يقع على بعد ٣ كيلو مترات من مدينة نويبع بجنوب سيناء، وهو عبارة عن متاهة من الصخور الرملية الملونة بالأحمر والأرجوانى والذهبي، ويصل ارتفاع تلك الصخور من ٤٠ مترا إلى ٨٠ مترا فوق مستوى سطح البحر، تشبه تلك الصخور نهرا جافا يبلغ طوله نحو ٨٠٠ متر تقريبا، وقد تكون بفعل السيول والأمطار وانجرافها لتصب في خليج العقبة بالقرب من مدينة نويبع، وبه مناظر خلابة كتلك الموجودة في الجراند كانيون أو الأخدود العظيم الموجود شمال غرب ولاية أريزونا الأمريكية، الذى يعتبر تاريخا طبيعيا للإنسان ومن المزارات العالمية، وهو ما أكده الأثرى تامر العراقي، مفتش أول آثار بجنوب سيناء، الحاصل على ماجستير في آثار ونقوش العرب الأنباط بسيناء، وباحث دكتوراة.
وأشار «العراقي» إلى أنه يوجد بالقرب من «الكانيون الملون» في منطقة قبيلة الترابين بنويبع قلعة أثرية تعود لأسرة محمد على تعرف بقلعة نويبع أو قلعة الترابين نسبة لقبيلة الترابين، موضحا أنها ليست قلعة بالمفهوم الحربي، ولكنها مركزا للبوليس أنشأتها السردارية المصرية؛ لتكون نقطة بوليس في المنطقة، مضيفا كما يوجد بالقرب من الكانيون نواميس «عين حضره» وهى عبارة عن مبان شبه دائرية الشكل صنعها الإنسان الأول بسيناء كسكن له واستخدمت مقابر أيضا واستراحات وأعاد العرب الأنباط استخدامها أثناء مرورهم بسيناء، واستخدمت أيضا كقلايات للرهبان في العصر البيزنطي، كما لجاء إليها البدو للاحتماء بها من نحو ١٠٠ عام أثناء السيول التى حدثت بالمنطقة، والدليل على ذلك وجود عظام بشرية تعود لـ١٠٠ عام تقريبا.
وتشير دراسة للمرشد السياحى بجنوب سيناء، عبدالعاطى صلاح عبدالتواب، إلى أن الكانيون يبعد ٢٥ كيلو عن طابا طوله ٢٥٠ مترا وارتفاعه من ٣ إلى ٦ أمتار، عرضه في بعض الأجزاء لا يسمح إلا بمرور شخص واحد، وبهذا الكانيون شعاب مرجانية متحجرة، مما يدل على وقوع سيناء تحت سطح البحر في العصور الجيولوجية القديمة، ويتميز بلونه البنى والأحمر والأصفر والأزرق والأسود، وخارج الكانيون منحوتات طبيعية من الصخور وبه نفق عبارة عن صدع في الجبل طوله ١٥ مترا، وفى هذا الموقع نقطة مرتفعة تعرف بالبانوراما يرى السائح من خلالها جبال ٤ دول، هى السعودية والأردن وفلسطين ومصر، بالإضافة إلى جزء من خليج العقبة.
وقالت السائحة الإيطالية «فلوريا»، إن سعادتها بزيارتها الكانيون الملون كبيرة، لانبهارها بطبيعة وجمال المكان، المليء بالتكوينات الصخرية الملونة الرائعة، والتى تكونت بتشكيلاتها بفعل الرياح والطقس وعوامل التعرية الجوية التى أعطت الصخور أشكالا بديعة تبدو وكأنها كائنات حية متحجرة.
كما أكدت erica «إريكا» الإيطالية أن جنوب سيناء تمتلك من المقومات السياحية ما يجعلها تنافس كبرى المدن السياحية في العالم، معربة عن سعادتها بزيارة الكانيون الملون، وأضاف nino «نينو» الإيطالى أن الكانيون الملون جنة موجودة على الأرض ودعا كل من يزور جنوب سيناء أن يزور الكانيون الملون.
