الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مدير الفنون الشعبية بقصور الثقافة: «تدني الأجور والملابس» أبرز الأزمات.. ونسعى لتسجيل أوبريت يجمع تراث المحافظات.. ونستمد رقصاتنا من البيئة المحلية لكل فرقة

مدير الفنون الشعبية
مدير الفنون الشعبية خلال حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشارك فرق الفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة في غالبية الفعاليات والمهرجانات التى تشارك بها الهيئة وتسعى الفرق إلى تطوير كفاءة الفرق للخروج بالشكل اللائق للتعبير عن تراث بيئتها، وفى هذا الحوار يتحدث محمد حجاج، مدير الفنون الشعبية بقصور الثقافة، عن الأزمات التى تواجه الفنون الشعبية وكيفية رفع كفاءة الفرق والمشروع الذى يعمل على تقديمه خلال الفترة المقبلة.. وإلى نص الحوار.



كم عدد فرق الفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة؟
إدارة الفنون الشعبية بقصور الثقافة منتشرة بمحافظات مصر بمختلف فروع الهيئة تنقسم إلى ٣ شعب، منها فرق الغناء والآلات الشعبية وعددها ١٩ فرقة وفرق الفنون الشعبية وعددها ٢٧ فرقة، وفرق الفنون التلقائية، وتعتبر فرق الفنون الشعبية هى أكثر الفرق العاملة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، لأنها تكاد تشترك في كل الفعاليات والمهرجانات التى تشارك بها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ما العقبات التى تواجه فرق الفنون الشعبية؟ 
من أكثر المشكلات أو العقبات التى تواجه الفرقة هى الملابس، لأن الفرق تقدم عروضا كثيرة مما يجعل الملابس مستهلكة، فلا بد أن يكون عضو الفرقة الشعبية زيه وملابسه مهندمة ومعبرا عن البيئة التى يعمل بها، وكذلك تدنى أجور العاملين، وهذا يرجع إلى اللائحة المالية بالهيئة، لأن العامل يتقاضى على العرض ٤٠ جنيها فقط، وله أن يقدم عرضين كل شهر في مكان القصر التابع له، في حين أنه تم تغيير اللائحة المالية لقيمة العرض بمعنى أن عضو الفرقة يتقاضى ٦٠ جنيها على العرض داخل الإقليم التابع له، إذا عرضت الفرقة خارج الإقليم التابع لها فيتقاضى العامل ٨٠ جنيها على العرض، بالإضافة إلى الانتقالات والإقامة، والقضية ليست في أجر العامل على العرض لكن القضية الحقيقة الرئيسية هى الأجر الشهرى للعامل الذى لا يتجاوز الـ ٢٠٠ جنيه.

كيف تواجه هذه المشكلات؟ 
لنتغلب على هذه المشكلة نحاول توفير جزء كبير من الملابس بشكل مستمر، وهذا ما يجعلنا نعيد النظر في الفرق العاملة لدينا وإنتاج عدد وفير من الملابس، لأن الملابس تعد جزءا هاما جدا في عمل الراقص وعضو الفنون الشعبية، ونحاول الآن تغيير اللائحة المالية للعضو في فرقة الفنون الشعبية وذلك لتدنى أجورهم، فنسعى جاهدين لحل هذه المشكلة برفع الميزانية وتعديل اللائحة لتحسين ورفع أجور العضو في فرقة الفنون، فنسعى جاهدين، لأن تدنى هذه الأجور ربما يجعل العضو يذهب للفرق الخاصة. 
ما الوسائل التى تتخذها إدارة الفنون الشعبية للتعريف بالتراث الشعبي؟
الهيئة تقدم كتيبا شهريا ببرنامج يوزع على الرواد من القصر، فالعلاقات العامة في الفروع الثقافية والأقاليم تعمل بجدية في الوقت الحالي، فتتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة التضامن الاجتماعي للتعريف بنشاطات الهيئة العامة لقصور الثقافة، بدليل أنه الآن عندالذهاب إلى أى عرض مسرحى أو فنى سواء كان فنونا شعبية أو غيره يلاحظ تواجد أعداد كبيرة من الجماهير في الأقاليم، وذلك ناتج عن أن العلاقات العامة بقصور الثقافة تتواصل بشكل فعال مع الجماهير للتعريف بالأنشطة التى تقدمها، وهناك أيضا مندوبون من قصور الثقافة تذهب إلى وزارة التربية التعليم للتعريف بأنشطة القصر والتعاون معها لمن لديهم الموهبة في الاشتراك بالأنشطة. 

كيف تعمل إدارة الفنون الشعبية على رفع كفاءة الفرق؟
يتم رفع كفاءة عدد كبير من الفرق وذلك بتعريفهم بتراثهم، فعلى سبيل المثال فرقة بنى سويف كانت من الفرق المنسية لا تقدم عروضا تمثل البيئة التى تتواجد فيها، وبعد اطلاعهم على تراثهم وتدريبهم عليه أصبحت من الفرق المميزة في الفنون الشعبية، فبنسبة كبيرة يكون المدرب للفرقة من قلب المكان حتى يكون على دراية كبيرة بتراث بيئته وبنسبة بسيطة يكون المدرب من منطقة أخرى، فمثلا فرقة الأقصر مدربها ليس من منطقة الأقصر إلا أن هذه الفرقة من الفرق المتميزة جدا وهذا يكون ناتجا من أن قائد الفرقة أحب تراث هذا المكان ودرسه جيدا. 
لماذا تُتهم الفنون الشعبية بأنها تأخذ رقاصاتها واستعراضها من الفن التقليدي وفرقة رضا؟ 
مصر لديها تراث عظيم ومتنوع بين الصعيدي والفلاحي والعرباوي والسيناوي والقناة، هناك من يتهم الفنون الشعبية في أنها دائما تأخد رقصاتها من الفن التقليدي، إلا أن هذا المفهوم خاطئ جدا فعلى سبيل المثال فرقة المنيا للفنون الشعبية تقدم عروضا فنيا من تراثهم البيئي وهذا ليس له أي علاقة بفرقة رضا نهائيا، وقد منعنا هذا الأمر بحيث كل فرقة للفنون الشعبية تقدم تراثها الذي يعبر عن البيئة الخاصة بها وتصل بعروضها لكل مستحقيها، وفي هذه الفترة قصور الثقافة بدأت تتوغل في النجوع والقرى التي كانت محرومة من هذه العروض وفي جنوب سيناء والوديان. 
وفي الوقت الحالى تم اعتماد فرقة العريش للفنون التلقائية وأخرجنا من بينهم فنانين، فالفن التلقائي لا بد أن يكون من أهل المنطقة نفسها وهم في الجبال والنجوع.

كم عدد الفرق التي أُعتمدت في الفنون الشعبية مؤخرا؟
حاليا تم اعتماد فرقة شرم الشيخ للفنون الشعبية وفرقة العريش وجار اعتماد فرقة الفيوم.
ما الفرق بين الجيل الحالي والأجيال السابقة بالنسبة للعاملين في الفنون الشعبية؟ 
تغيير الأجيال صاحبه تفكك، وحاليا نجد الموهبة نفسها ليس في الفنون الشعبية فحسب قلّت، فالأجيال القديمة كانت مسألة الهواية في دمه، لكن الآن تختلف، فالشاب يسأل عن المقابل المادى قبل أن يخوض أى تدريبات.
ماذا عن مشاركة الفنون الشعبية بالمهرجانات الدولية خارج البلاد؟
فرق الفنون الشعبية المصرية تشارك في المهرجانات الدولية عن طريق العلاقات الثقافية التى ترسل لنا طلبا بالفرق التى تشارك في المهرجان وعددها، فالعلاقات الثقافية من تحدد عدد أعضاء الفرقة وإدارة الفنون الشعبية تُرشح الفرقة المناسبة، لأن لديهم بروتوكولا معينا بأن تكون جميع أعداد الفرق المشاركة في المهرجان المنظم متساوية لتكافؤ الفرص بين جميع الفرق المشاركة في المهرجان، وترسل العلاقات الثقافية مواصفات المهرجان والمتطلبات اللازمة للمشاركة وعليه نحدد نوعية الفرقة التى تناسب المهرجان لتمثل مصر في المهرجان، فمثلا مهرجان قبرص أو أي مهرجان يقام على البحر المتوسط، فالفرقة المناسبة له تكون فرقة الإسكندرية التى تقترب من هذا اللون وهكذا، ويعتبر ٣ أرباع فرق الفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة شاركت في مهرجانات دولية.
هل يوجد تعاون بين إدارة الفنون الشعبية وأطلس التراث؟ 
يوجد تعاون مع أطلس التراث لكن ليس بالدرجة الكافية، فأطلس التراث المفترض أنهم يقومون بأبحاث ميدانية وتراثية بعد أن يقوم الباحث بدراسته من المفترض أن يصب هذا البحث لدى في الفنون الشعبية ويبدأ في تقديم هذا البحث وكيفية ترجمته حركيا وغير ذلك ليُخرج منتجا جديدا من التراث ونستحدث ذلك وجار تفعيله بشكل أقوى.
لماذا لا يكون هناك بروتوكول تعاون مع التليفزيون المصرى لينقل التراث الشعبي؟
نتمنى أن يكون هناك تفعيل بروتوكول تعاون بين التليفزيون المصرى وقصور الثقافة لتصوير الفعاليات الفنية وتقديمها على التليفزيون المصري، مثل المركز القومى للمسرح الذى يوثق أعماله، ولو التليفزيون المصرى أراد هذا الفيلم الوثائقى يأخذها منه، لكن رغم ذلك نجد أن قنوات الصعيد تقدم هذا الأمر على شاشتها من كل فعاليات الفنون الشعبية وغيرها وأتمنى أن نشاهد هذه الفعاليات على القنوات الأخرى.

ما المشروع الذى تعمل عليه حاليا إدارة الفنون الشعبية؟ 
هناك مشروع بالنسبة لى نسعى للعمل فيه حاليا بجدية، وهو أن يقوم كل إقليم ثقافى بعمل أوبريت يجمع تراث المحافظات التابعة للإقليم، يضم أفضل راقصين وأفضل عازفين وأفضل مصمم من كل محافظة، وبعد اكتمال الأوبريت نعمل عملية تبادلية لتقديم الأوبريت بين الأقاليم، فعلى سبيل المثال التراث السيناوى يتحدث عن السمسمية وحفر القناة، ويعرض في جنوب الصعيد والعكس صحيح، يقدم التراث الصعيدى في شرق الدلتا ومدن والقناة، وبهذا نقدم للجيل الجديد تعريفا بتراث بلده، فالأشخاص الذين يقطنون مدن القناة يتعرفون على التراث الصعيدي، ومن يقطنون جنوب الصعيد يتعرفون على التراث السيناوى وغيره، وخلال الأيام المقبلة أيضا نريد أن نصل لمرحلة أن كل سائح في بلدنا يكون معه «سى دي» يتضمن فيلما وثائقيا بالفرق الشعبية وأماكن عروضها وصورها، فعلى سبيل المثال نصور كل فرق الفنون الشعبية في فيلم وثائقى لمدة دقيقة أو دقيقتين بالمكان الذى يعبر عن تراث فرقة الفنون الشعبية، فمثلا فرقة الأقصر تصور عند معبد الكرنك، وفرقة الفيوم تعرض عند السبع سواقي، وفرقة المنيا تصور عند تل العمارنة، وبالتالى نقدم في هذا الفيلم الوثائقى تراثنا الفنى ونقدم لمحة عن الآثار المصرية لتنشيط السياحة من جانب آخر.
كيف تحافظ إدارة الفنون الشعبية على التراث من الاندثار؟ 
فرق الفنون الشعبية بشعبها الثلاثة من أهم الفرق الموجودة في مصر وهي سلاح قوي ضد التطرف والإرهاب لو وصلت لمستحقيها بالشكل اللازم، لافتا إلى ان مصر من أفضل دول العالم التي يوجد بها مادة تراثية غنية ومتنوعة، وحاليا نسعى لتسجيل كل الأغاني التي بها ربابة وتنورة حفاظا على التراث، وسيأتي وقت لن يكون موجود حتى يكون لدينا مخزون تراثي وموسيقى في عروضنا الخارجية وذلك ايضا يكون حلا للتغلب على مشكلة عدد أعضاء الفرقة المشاركة بأي مهرجان لأننا لا نكون متحكمين في عدد الأعضاء، يتم اللجوء لهذا التسجيل للحفاظ على الآلات التي تندثر مثل الكولا والربابة والأوكرديون كما نقدم دورات للنشء الجديد للتعريف بالتراث الشعبي.