الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الطوال: التربية مسئولية وشراكة بين أولياء الأمور

الاب عماد الطوال
الاب عماد الطوال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الاب عماد الطوال: "العائلة هي أساس التربية والتنشئة، فالآباء هم أول المربين لأبنائهم، والأقوى تأثيرًا على إيمانهم وهم الأساس لحياة روحية ودينية، الحقيقة أن ما نراه في إيمان أطفالنا هو انعكاس لإيمان الآباء، فالقضية إذًا ليست إيمانهم بل إيمانكم، لذلك إذا أردنا أن نُربِّي جيلًا ليكون شاهدًا للمسيح، علينا أن نبدأ في البيت، هذا هو المكان الذي يبدأ فيه التعليم الحقيقي، حيث يُعد إشراك الآباء والأمهات في التعليم المستمر وتنمية بذور الإيمان أمرًا ضروريًا.
وأضاف الطوال خلال المقال المنشور له اليوم الجمعة، على الصفحة الرسمية للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، بان البابا فرنسيس يقول: "لقد آن الأوان كي يعود الآباء والأمّهات من منفاهم - لأنهم نفوا أنفسهم من تربية الأبناء – فليعودوا من منفاهم ويقوموا بدورهم التربويّ على أكمل وجه".
وتابع "الطوال": للأسف يعتمد بعض الآباء على الرعية أو المدرسة لتكون بمثابة المصدر الأساسي في تشكيل إيمان أطفاله أو قد يقدم الحدّ الأدنى أو المشاركة الهامشية في التربية المسيحية، ولسوء الحظ ساهمت الكنيسة في هذا الوضع فقد طوّرت بعض الممارسات والعادات على مدى عقود، ولم تكن جميعها عادات جيدة، حيث قامت بتكييف الأهل ليتخلوا عن مسئولية المشاركة في التربية المسيحية لأبنائهم لتتولى الرعية هذه المسئولية بشكل كامل، هذا ليس انتقادًا للآباء، المشكلة هي أن هذه العقلية لم تعد تتناسب مع عالم اليوم كما كانت عليه سابقًا، ولهذا السبب، تبحث العديد من الرعايا عن نماذج بديلة للتربية المسيحية، وليس أقلها التربية المسيحية للعائلة.
وتساءل الطوال، كيف يمكن جذب الآباء ونقلهم إلى المشاركة الكاملة، ومساعدتهم لتولي دورهم في تشكيل وتنمية الإيمان لدى الأطفال وتعميق هذه الروحانية داخل المنزل؟
يُستخدم مصطلح "التربية المسيحية للعائلة" على نطاق واسع حيث يأتي من الحاجة إلى أن تكون العائلة جزءًا حيويًا من عملية تشكيل الإيمان التي تستمر مدى الحياة، فالتربية المسيحية للعائلة لا تعني تحويل كامل هذه المسئولية إلى العائلات والآباء بل هي مسئولية مشتركة تقوم على شراكة بين أولياء الأمور كمعلمين أوليين لأطفالهم، والرعية قلب الحياة الليتورجية للعائلات المسيحية.
واستطرد "الطوال" تسأولات قائلًا: فما مدى استعداد الآباء لقيادة الأطفال في طرق المسئولية وضبط النفس والإنجاز؟ وما مدى فعالية نقل الآباء للإيمان والروحانية الكنسية لأبنائهم؟ وإلى أي مدى تعمل الرعية كعامل دعم ومكمل للآباء؟
عملية تشكيل الإيمان لدى الأطفال تبدأ من قبل الوالدين في السنوات الأولى، يحدث هذا عندما يساعد أفراد الأسرة بعضهم البعض على النمو الروحي من خلال شهادة الحياة المسيحية كل يوم، حيث تقع على عاتق الآباء مهمة تعليم أطفالهم الصلاة واكتشاف دعوتهم كأبناء الله، لذلك نجد أن التربية الأسرية تسبق وترافق وتثري أشكال التربية المسيحية الأخرى.
وأضاف: "التربية المسيحية هي أكثر بكثير من مادة دراسية إنها أسلوب حياة، فمن خلال تجربتي في الرعية، عرفت الكثير من الآباء الذين يدركون مسؤوليتهم المستمرة كمربين مسيحيين وكان لديهم الثقة في الكنيسة للمساعدة في تغذية وتطوير إيمانهم، فإحضار جميع أفراد العائلة إلى الكنيسة كل يوم أحد، بالإضافة إلى كونه مناسبة لسماع كلمة الإنجيل وتناول خبز السماء، ينقل رسالة للأطفال أن الحياة أكثر من مجرد دراسة أو لعب، مع أن كلا النشاطين مهمين، إلا أن المشاركة في قداس الأحد تمنحنا القوة كمسيحيين طوال الأسبوع في طريقنا إلى الحياة الأبدية. يقول البابا فرنسيس "إنّ لقاء الأحد يمدّنا بقوّة العيش بثقة وشجاعة، وبالسير في الرجاء نحو الأحد التالي بدون نسيان الحياة الأبدية بما أننا نعيش للأبد مع الرب". إحدى أكبر العقبات التي لاحظتها أيضًا هي أن كثير من الآباء لا يشعرون أنهم يعرفون ما يكفي أو يمكنهم التعامل مع التربية المسيحية لأطفالهم.