رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

اليوم.. الكنيسة القبطية تبدأ "صوم يونان"

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الاثنين، صوم "يونان"، بحسب الكنائس الشرقية، حيث يستمر ثلاثة أيام يصوم فيه المسيحيون الأيام الثلاثة تشبهًا بيونان النبي. 
ويعتبر صوم يونان لدى الأرثوذكس من أصوام الدرجة الأولى، والتى لا يجوز فيها أكل السمك، وهو صوم يسبق صوم القيامة بـ15 يومًا، وتقام القداسات الإلهية بالكنائس على مدى أيام الصوم الثلاثة.
أدخلت صوم «يونان» الكنيسة في عهد البابا إبرام بن زرعة رقم 62، الذى بدأت فترة رعويته للكنيسة منذ سنة 976 وحتى 979 م وقد اتفق وضعه بين عيد الغطاس وقبل الصوم الكبير كتهيئة للنفس بالتوبة تمهيدًا للصوم الكبير.
وبرجع السبب المباشر لإدخال الصوم إلى الكنيسة، هو رغبة البابا إبرام أن تتفق كنيستنا القبطية مع الكنيسة السريانية لائتلاف المحبة، كما يوجد بيننا ائتلاف في الإيمان الأرثوذكسية، وتوقيت ذلك غالبا بعد معجزة نقل الجبل المقطم عام 978 م تقريبًا.
ووفقًا للطقس الكنسي، فإن صوم يونان يقع دائمًا قبل بداية الصوم الكبير بأسبوعين، وتصومه الكنيسة تشبّها بالنبى يونان، وانتظارًا لمراحم الله، إذ يهيئ أذهان المؤمنين لرحلة الصوم الكبير، ومدته ثلاثة أيام، وهو يسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشر يومًا، وغدا الأربعاء هو ثالث وآخر يوم من صوم يونان النبي، وطقسيًّا يعادل الصوم الكبير أيضًا.
قال الأب فيليبس عيسى، راعى كنيسة السريان في مصر، وكاهن كنيسة العذراء للسريان الأرثوذكس بالقاهرة، في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، إن الصيام الجماعي طريق التوبة إلى الغفران، وتاريخ صوم يونان يرتقى في كنيسة السريانية الأرثوذكسية إلى ما قبل القرن الرابع للميلاد، ونستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السريانى (373+) وأناشيده، وكان عدد أيام هذا الصوم قديمًا ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير وكان قد أهمل عبر الأجيال.
وأضاف «عيسى» في تصريح لـ "البوابة نيوز"، أن مار ديونيسيوس ابن الصليبى (1171+) يذكر أن مار ماروثا التكريتى (649+) هو الذى فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولًا، ويقول ابن العبرى نقلًا عن الآخرين أن تثبيت هذا الصوم جرى بسبب شدة طرأت على الكنيسة في الحيرة فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مواصلين الصلاة إتمامًا لوصية أسقفهم فنجاهم اللّه من تلك التجربة.
واستكمل راعى كنيسة السريان بمصر، أن هذا الصوم دخل كنائس شقيقة في العقيدة والإيمان، فعن السريان أخذ الأرمن هذا الصوم ويدعونه «سورب سركيس»، كما أخذه الأقباط على عهد الأنبا أبرام السريانى بطريرك الإسكندرية الثانى والستين، وهذا الصوم محبوب جدًا لدى السريان ويطوى بعض المؤمنين أيامه الثلاثة دون طعام أو شراب ثم يتناولون القربان المقدس في اليوم الثالث ويفطرون على الطعام الصيامي.
واستطرد «عيسى»، أن بقية المؤمنين ينقطعون عن الطعام حتى الظهر أو العصر ويتناولون طعام الصيام، ويقترن الصوم بالصلاة التي تتلى بلحن الصيام الأربعيني، وإذا صادف فيه وقوع عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل الذى نحتفل به في 2 شباط عادة، فيحب أن نحتفل به بصلاة العيد ثم نقدم الذبيحة الإلهية صباحًا حسب العادة، أما صلاة الصوم فتتلى عند الظهر ويحل صوم الإمساك عن الطعام بعد القداس ثم تناول الطعام الصيامي.
واختتم: هكذا استمرت الكنيسة المقدسة بالحفاظ على قدسية هذا الصوم وكرسته للتوبة والرجوع عن الطرق الرديئة واستغاثة رحمة الله، فما أجمل مراحم الرب على المدينة العظيمة نينوى، وما أروع مراحمه على العالم كله التى تأتى بعد توبة صادقة وندامة حقيقة.