ذكرت دراسة للبنك الدولي أن التكلفة الاقتصادية للعواصف الترابية والرملية، تكلف المنطقة أكثر من 150 مليار دولار سنويًا، وهو ما يعادل أكثر من 2.5% من إجمالي الناتج المحلي لمعظم بلدان المنطقة.
وقال البنك في الدراسة التي نشرها اليوم على موقعه: تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر غبارًا في العالم، وازداد تواتر وشدة كل من العواصف الرملية والترابية على مدى القرن الماضي، وتظهر الأبحاث الميدانية وصور الأقمار الصناعية أن الصحراء الكبرى هي أكبر مصدر للغبار والرمال في العالم.
وأوضحت، أن العواصف الترابية والرملية تسبب مشكلات صحية وأمراض خطيرة، وعند مقارنة جودة الهواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمناطق الأخرى تبين أن المنطقة تشهد واحدًا من أعلى معدلات تركيز الجسيمات في العالم، ويعاني السكان في العراق ومصر وباكستان أكثر من غيرهم من ارتفاع معدل الوفيات المبكرة.
ويرجع ما يصل إلى 30 ألف وفاة في المنطقة إلى سوء نوعية الهواء، وتربط الدراسات الصحية التي فحصها تقريرنا بين مرض الانسداد الرئوي المزمن وارتفاع تركيزات الغبار في الهواء.
وتقدم الدراسات الصحية، التي تشمل زيارات لغرف الطوارئ، أدلة قوية على أن الغبار يسبب حالات الربو ويزيدها سوء، في الكويت على سبيل المثال، أدت العواصف الترابية إلى زيادة بنسبة 8% في دخول المصابين بنوبات الربو لغرف الطوارئ يوميا خلال فترة خمس سنوات.
وتؤثر العواصف الترابية تأثيرًا سلبيًا على صحة الإنسان وحياته، في كل من المناطق الجافة وفي المناطق التي تقع في اتجاه هبوب الريح، كما تُظهر الدراسات أن الغبار الأفريقي يمكن أن ينتقل حتى منطقة البحر الكاريبي وفلوريدا، مما يؤثر سلبًا على جودة الهواء في حوض الكاريبي.
ومع ذلك، فقد قامت دراسات قليلة جدا بتقييم التكلفة المرتبطة بالعواصف الترابية والرملية في بلدان بعينها فمجرد محاولة تحديد بعض التكلفة الهائلة يوفر صورة كئيبة ومزعجة لمدى ضخامة مشكلة الغبار.
ويعد تدهور الأراضي أحد الأسباب الرئيسية وراء الكثير من العواصف الرملية والترابية، وتعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تزايد تدهور الأراضي ونتيجة لذلك تبلغ خسائر خدمات النظام الإيكولوجي في المنطقة نحو أربعة أضعاف المتوسط العالمي.
وتغطي الأراضي الرعوية في الأردن، على سبيل المثال، أكثر من 80% من مساحة البلاد، ومع ذلك تدهورت الأراضي لدرجة أن الماشية لم تعد قادرة على أن تجد ما تأكله في المناطق الرعوية، كما يزداد تآكل التربة وهبوب العواصف الترابية أثناء فترات الجفاف، كما شهدت منطقة المغرب العربي التي تغطي شمال غرب أفريقيا وتمتد إلى الصحراء الكبرى تدهورًا كبيرًا بسبب مزيج فريد من التنمية المفرطة وتغير المناخ.