يخطئ من يتصور أن شحنة الأسلحة التي ضبطتها السلطات السودانية، قادمة من قطر إلى دارفور، مجرد عملية تهريب تستهدف نقل هذه الكمية الضخمة من العتاد إلى حكومة الوفاق في ليبيا، إذ إن الربط بين هذه الشحنة، ومحاولة التمرد التي وقعت خلال الأيام الماضية، من قبل عناصر بالمخابرات السودانية، فضلا عن الخطة التي تم الكشف عنها، والتي تجري وقائعها بتمويل ودعم قطري، لإسقاط الحكومة السودانية، جميعها تشير إلى عمل الدوحة من أجل إعادة إحياء المشروع الإخواني في السودان، عن طريق مخطط يطلق عليه "صفر حلول".
المخطط القطري المشار إليه، يعتمد على صناعة مجموعة من المشكلات النوعية، بأركان الدولة ومؤسساتها، لاستغلال حالة السيولة التي يعيشها أي مجتمع في أعقاب فترة اضطراب سياسي، بحيث تجد السلطة الحاكمة نفسها مشكلات بلا حلول، مما يربك المشهد ويعطل أي تحرك نحو استعادة الاستقرار، في ظل الظروف التي تمر بها الدولة، الأمر الذي ينتهي بعودة التوتر والاضطرابات من جديد.
مخطط "صفر حلول"، يبدو بحسب الخبراء والمراقبين، هو الحل الوحيد لدى الدوحة من أجل إيجاد مكان للإخوان في السودان مجددا.
الطرح السابق أيده طه علي الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، موضحا أن قطر دفعت خلال الأشهر الماضية، أموالا طائلة، إلى العناصر الإخوانية في السودان، بهدف تنفيذ مخطط الـ"صفر حلول"، عبر إسقاط الحكومة السودانية.
وقال لـ"البوابة نيوز": "الفترة الماضية شهدت رصد اجتماعات سرية بين قادة الإخوان في السودان، خاصة من الصف الثاني، لوضع المخطط القطري في حيز التنفيذ، حتى يتم إشعال الأوضاع من جديد وإعادة ترتيبها وفق الأجندة القطرية الإخوانية".
