الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

فتش عن المرأة.. كارول تُخرج كارلوس غصن كـ"الشعرة من العجين"

كارول وكارلوس غصن
كارول وكارلوس غصن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في القرن التاسع عشر أطلق الروائي الفرنسي الكسندر دوماس، مقولته الشهيرة «فتش عن المرأة» في إشارة إلى وقوف المرأة وراء كل بلاء ومصيبة؛ لتعود كارول غصن، في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لتبرهن أن المرأة يمكنها أن تكون «جوهر الحل» لمعضلة زوجها كارلوس غصن، المجبور على الإقامة في اليابان، قيد المسائلة بتهمة فساد.
بدأت القصة حينما أرادت الزوجة، مكالمة زوجها رجل الأعمال اللبناني والرئيس التنفيذي السابق لشركة «نيسان» لتهنئته بأعياد «الكريسماس» مدفوعة بمشاعر حب جارفة، إلا أن إجراءات الإقامة الجبرية لا تعترف بالمشاعر، فاستحال اللقاء بينهما ولو هاتفيا؛ فقررت معاقبة السلطات اليابانية على منعها من لقاء «غصن» بإخراجه من بين قيود «الساموراي» إلى بلاد «الأرز» كـ«الشعرة من العجين» ولتتمكن بتدبيرها؛ الانتصار على أعتى الأجهزة الأمنية، وتنسج خيوط أكثر خطط الهروب غموضا، وتؤمن سفر «الغصن» لمسافة أكثر من 8 آلاف كيلو متر من طوكيو إلى بيروت.
وبعدما كانت تطمح في مكالمة هاتفية، جُمع شمل الأسرة مجددا ووصفت كارول غصن ذلك بأنه «أفضل هدية في حياتي» وفق تعبيرها في رسالة مررتها إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، والتقت «كارول» بـ«غصن» في مدينة اسطنبول التركية، قادما من طوكيو.
وفي تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية أطلقت وصفا كـ«جائزة» لزوجة «غصن» على تدبيرها لعملية الهروب فقالت الصحيفة إنها «تليق بجيمس بوند»، حيث استطاعت تأمين هروب الزوج بمعاونة إخوتها من والدتها، الذين يتمتعون بعلاقات وطيدة مع السلطات التركية، التي تواطأت وسمحت بمرور رجل الأعمال اللبناني عبر أرضيها، حيث ذكرت مصادر لـ«وول ستريت جورنال» أن كارلوس غصن، هرب عن طريق طائرة تركية من طوكيو إلى بيروت، ومؤخرا ألقت سلطات أنقرة على سبعة أشخاص بينهم أربعة طيارين متورطين في هروب كارلوس غصن.
وتعود أحداث القضية إلى نوفمبر من العام قبل الماضي 2018 حيث ألقي القبض على كارلوس غصن بعد وصوله إلى طوكيو قادما من بيروت، واستمر حبسه لمدة أربعة أشهر حتى أقرت المحكمة في أبريل من العام الماضي الإفراج عنه بكفالة، وظل يعيش في طوكيو منذ ذلك الحين.
وكان سبب إلقاء القبض على "غصن" الذي كان يعتبر أحد أنجح المديرين التنفيذيين في مجال صناعة السيارات في العالم، تشمل تزييف بيانات مالية عن طريق تقليل دخله بأكثر من 80 مليون دولار، وإساءة استخدام أصول الشركة لتحقيق مكاسب خاصة.