تتسابق الجرائد والمجلات ومحطات الإذاعة وقنوات التليفزيون في شهر ديسمبر من كل عام لاختيار شخصية العام. وفى مثل هذا الوقت من العام الماضي، كنت قد اخترت 4 سيدات مصريات للفوز بلقب شخصية العام، لما قمن به في مجال التعليم العالى والبحث العلمي، وهن الدكتورة يوهانسين عيد، وعزة أغا، ونادية بدراوى لدورهن في تطوير التعليم الطبي، اعتماد الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد من قبل المنظمة الدولية للتعليم الطبي. والدكتورة فرحة الشناوى لدورها في أبحاث الخلايا الجذعية وإنشاء وحدات زرع النخاع بطب المنصورة.
وفى هذا العام اخترت ٤ شخصيات مصرية للفوز بشخصية العام، لما قدموه من خدمات جليلة لخدمة صحة المواطن المصرى وتطوير منظومة الصحه المصرية، وهم: الدكتور محمد معيط (وزير المالية)، والدكتور جمال أبوالسرور (جامعة الأزهر)، والدكتورة رجاء منصور (المركز المصرى للإخصاب المساعد)، والدكتور طارق الدياسطى (جامعة المنصورة).
أولًا: الدكتور محمد معيط وزير المالية
شاء القدر أن يتولى الدكتور محمد معيط، وزارة المالية، في نفس التوقيت الذى أقدمت فيه مصر على تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، وبدون مجاملة كان الدكتور معيط هو المؤهل للإشراف المالى على هيئة التأمين الصحية، وهى الهيئة المسئولة عن تمويل المنظومة الوليدة. وهى الهيئة الأكثر أهمية بين الثلاث هيئات التى تم تشكيلها لتمويل، وتقديم، ومراقبة، الخدمة الصحية في منظومة التأمين الصحى الشامل، الذى بدأ بالفعل في أول يوليو ٢٠١٩ في مدينة بورسعيد.
وقد ساعد الدكتور معيط في تمويل التجهيز لانطلاق منظومة التأمين الصحى الشامل في محافطة بورسعيد، ويعمل حاليا على تمويل التجهيزات في باقى محافظات المرحلة الأولى والتى تشمل مدن القناة وسيناء. وللدكتور معيط خبرات متراكمة في اقتصاديات الصحة، فقد درس الدكتوراة في جامعة سيتى في لندن، وعمل بالتدريس في جامعتى برمنجهام الإنجليزية وجلاسجو الاسكتلندية، مما أتاح له الفرصة للتعرف على أقدم نظام للتأمين الصحى الشامل في العالم، وهو النظام البريطاني. كما عمل سيادته مساعدًا أول لوزير الصحة والسكان للشئون المالية والإدارية، مما أتاح له التعرف على دولاب العمل داخل وزارة الصحة. وعمل أيضًا نائبًا لوزير المالية لشئون الخزانة العامه ورئيسًا لوحدة العدالة الاقتصادية، قبل اختياره وزيرًا للمالية. ولذلك فهو يتمتع بخبرات دولية ومحلية تمكنه من الاهتمام بملف التأمين الصحى وتوفير الدعم المالى اللازم، وهو الدور الذى يقوم به باقتدار ويستحق عليه لقب شخصية العام.
ثانيًا: الأستاذ الدكتور جمال أبوالسرور
فاز الدكتور جمال أبوالسرور، بجائزة النيل عن العام الماضى (٢٠١٨)، وهى أكبر جائزة تمنحها أكاديمية البحث العلمى المصرية. وهذا التكريم هو تتويج لحياة أكاديمية حافلة بالإنجازات. فقد تقلد الدكتور جمال أبوالسرور مناصب محلية ودولية مرموقة، وأهمها منصب عميد كلية الطب جامعة الأزهر، ومدير المركز الإسلامى الدولى للدراسات السكانية، ورئيس المنظمة الدولية للنساء والتوليد (٢٠٠٩-٢٠١٢)، وهو عضو في جميع المنظمات الدولية المرموقة للنساء والتوليد في العالم. وفى نهاية شهر نوفمبر الماضي، احتفل الدكتور جمال أبوالسرور مع الجمعية المصرية للخصوبة والعقم بالعيد الفضى للجمعية ومؤتمرها الخامس والعشرين. هذا المؤتمر هو بحق تجمع دولى لأهم الشخصيات العلمية المرموقة في تخصص طب التكاثر في العالم، ويحضره علماء في التخصص من جميع قارات العالم. وقد نجح سيادته في قيادة هذه الجمعية المصرية ووضع مؤتمرها السنوى على خريطة أهم اللقاءات العلمية في التخصص، ولذا فهو يستحق عن جدارة واستحقاق لقب شخصية العام.
ثالثًا: الأستاذة الدكتورة رجاء منصور
فازت الدكتورة رجاء منصور، بجائزة الدولة للعلوم التكنولوجية المتقدمه في مجال العلوم الطبية عام ٢٠١٨. وقد تم تكريمها من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي في عيد العلم هذا العام. وتعمل سيادتها مديرة للمركز المصرى لأطفال الأنابيب، مع كل من الدكتور محمد أبوالغار والدكتور جمال أبوالسرور. وقد شاركت سيادتها في إنشاء أول مركز لأطفال الأنابيب في مصر سنة ١٩٨٦، أى بعد ٨ سنوات فقط من مولد لويز براون أول مولودة لتكنولوجيا أطفال الأنابيب والإخصاب المساعد في العالم سنة ١٩٧٨.
وقد تدربت سيادتها على تكنولوجيا الإخصاب المساعد في جامعة أوهايو الأمريكية قبل عودتها إلى مصر ونقل الخبرة إلى المصريين، وإنشاء أول مركز متخصص في هذا المجال. هذا وقد ظل المركز المصرى لأطفال الأنابيب، المركز الوحيد في مصر لعدة سنوات، تدرب خلالها معظم علماء مصر في هذا التخصص على يد الدكتورة رجاء منصور، قبل استقلالهم عن المركز الأم، وإنشاء مراكز خاصة بهم، حتى أصبح عدد مراكز أطفال الأنابيب في مصر الآن أكثر من خمسين مركزا. وقد اهتمت د.رجاء منصور بالبحث العلمى في مجال طب التكاثر، وقامت بنشر أكثر من مائة وثلاثين بحثًا في المجلات العلمية الدولية المرموقة، وأدى ذلك إلى وضع مصر في مكانة متقدمة جدًا، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضا على المستوى الدولي. هذا، وقد أسهم المركز المصرى الذى تديره، في اجتذاب عدد غير قليل من الإخوة العرب والأفارقة بغرض السياحة العلاجية، ولهذا فهى تستحق لقب شخصية العام.
رابعًا: الأستاذ الدكتور طارق الدياسطي
فاز الدكتور طارق الدياسطى، بجائزة الدولة التقديرية للعام ٢٠١٨ في مجال العلوم الطبية، وقد تم تكريمه من فخامة الرئيس في عيد العلم هذا العام. وسيادته يعمل استشارى متفرغ للأشعة التشخيصية بمركز أمراض الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة. والدكتور طارق، شخصية علمية مرموقة على المستوى الدولي، وقد تم اختياره كعضو شرفى من أكبر الجمعيات العلمية في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية، لهذا العام، وبذلك فقد كان عام ٢٠١٩ عامًا مباركًا للدكتور طارق على المستوى الدولى والمحلي. وفى خطاب عظيم من رئيس قسم الأشعة التشخيصية بالمركز القومى للأورام في الولايات المتحدة الأمريكية، لدعم ترشيح د. الدياسطى للعضوية الفخرية لمنظمة أمريكا الشمالية للأشعة، قال: «دكتور الدياسطى عالم فذ في مجال الأشعة التشخيصية، ليس فقط في بلده مصر، ومركزه المتميز لعلاج أمراض الكلى والمسالك البولية في المنصورة، ولكن أيضًا على المستوى الدولي، ولذا فهو شرف للجمعية أن تمنحه زمالتها الفخرية».
وقد شكل الدكتور طارق مع كل من الدكتور محمد غنيم، في مجال جراحة الكلى والمسالك البولية، والدكتور محمد صبح، في مجال الأمراض الباطنة، (وكليهما فائز بجائزة النيل)، مع باقى العلماء الأجلاء في المركز (وجميعهم حاصلون على جوائز الدولة)، في وصول المركز إلى القمة والحفاظ عليها منذ إنشاء المركز سنة ١٩٨٣، وحتى اليوم. ولذلك استحقوا جميعا أعظم التكريم المحلى والدولي، واستحق دكتور طارق الدياسطى لقب شخصية العام.
ومع قرب انتهاء عام ٢٠١٩، وبداية عام ٢٠٢٠، أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحمل العام الجديد لمصر ولأهلها الطيبين كل الخير والسعادة والرفاهية، وللوطن العربى الأمن والاستقرار، وللعالم أجمع السلام والتعاون، ونبذ العنف والإرهاب. وكل عام وحضراتكم جميعًا بخير.