الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

العالم يستمع لقصص الملهمين من منتدى الشباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

زين يوسف: نجوت من السرطان أربع مرات

محمد حطب: حاربت السرطان صغيرا.. ورفضتنى شركات عالمية

ريتشارد بوتنر أصغر مليونير فى العالم: كنت مدينا بخمسة آلاف يورو

 

واصل أصحاب قصص التميز والنجاح من الملهمين عرض تجاربهم المشرفة، أمام الحضور بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ.

واستقبل مسرح شباب العالم اليوم، عددًا من المتحدثين الملهمين من جنسيات مختلفة لعرض قصص حياتهم المؤثرة، والمحفزة للشباب على خوض غمار التجربة والاعتماد على النفس والاستعانة بالقدرات الشخصية، فضلاً عن الاستفادة بالإمكانات المتاحة، لاسيما التكنولوجية فى عصر الرقمنة.

وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تكون ملهمة ومحفزة وإيجابية، وقد انتشرت منذ فترة، شخصيةٌ أحبها الكثيرون، وأصبح لها معجبون ومتابعون، من العالم أجمع، إنه الطفل زين يوسف، صاحب الـ١٢ ربيعًا، الذى تغلب على السرطان، ليس مرة أو اثنتين أو ثلاث، إنما تغلب على السرطان ٤ مرات، ويدعمه الآلاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، والتى دشنتها والدته، فكانوا يدعمونه، ويصلون من أجله، وبهذا كون «زين» أسرة كبيرة، تحيط به، وتحولت قصته إلى إلهام يومى للكثيرين.


«زين»، الذى أذهل الجميع، فى افتتاح منتدى شباب العالم، المنعقد بمدينة شرم الشيخ، فى كلمته أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى قابلها كعادته بإنسانيته المعهودة، بكل حب؛ مطالبًا «زين» بأن يصافحه، فى مشهدٍ إنساني، تمامًا كاحتضان الأب لابنه، ويستمر «زين» فى إدهاش الجميع بقصته وصبره وإرادته، ومعاناته التى خلق منها النجاح والفخر، فكانت هذه قصته الملهمة، على مسرح شباب العالم.

قال «زين»، أود أن أتشارك معكم، فى رحلتى لمحاربة السرطان، فمنذ سبع سنوات، بدأت رحلة من الإيمان والفوز والإيجابية، حيث بدأ الأمر فى الحضانة، فى عمر خمس سنوات، كنت حينها طفلًا عاديًا، أمارس التايكوندو، وكان العام الثالث لى فى ممارسة هذه الرياضة، التى علمتنى الإصرار والصبر والتحدى والقيادة، وكنت أستعد يومها للذهاب إلى التمرين، لكننى كنت متعبًا، فظن أبى أن أدائى سيئ، فقال لي: يجب أن تمارس هذه اللعبة أكثر فى المنزل.

ولم يكن هناك أى إجابة وقتها، ما الذى يحدث؟ ماذا بي؟ وفى يوم من الأيام تعبت للغاية، ووقتها أخذونى إلى الطوارئ، وهنا دخل الطبيب، وقال: إحنا آسفين، هناك ورم فى الجهة اليمنى من الصدر، وتحديدًا فى الرئة.

وعرفوا بعد ذلك أننى مصاب بالسرطان، فى المرحلة الرابعة، وكان هناك الكثير من الخلايا السرطانية فى جسدي، وقالوا لوالدى ووالدتي: استمتعا بوقتكما مع ولدكما، لأنه لن يعيش كثيرًا، وأن هذا المرض لا يوجد له علاج.


وتابع «زين»: أتذكر فى ليلة جلس أبى أمامي، قبل أول جلسة علاج، وقام بتحديد ما يحدث فى حياتنا، وأراد أن يشرح لى أنا وأختى ملك، حيث كنا صغارًا، ولا نفهم ما يحدث، فقال إن هناك بعض الوحوش السيئة، التى دخلت جسدى وتهاجمه، وسنذهب للطبيب كثيرًا، لمعالجة هذا الأمر، وكانت هذه أبسط طريقة لشرح المرض وقتها، وبالطبع شعرت بخوف شديد وقتها، ولم أكن أفهم شيئًا.

وأضاف: والدى قال لنا.. سنحارب هذا الأمر معًا بإذن الله، قبل أول عملية جراحية، وقالت ملك شقيقتى جملة لن أنساها، حيث قالت: عائلة يوسف دائمًا ما تحارب، ولا تستسلم أبدًا، وما قالته ملك وقتها كان محاولةً لإخراجنا من هذا الحزن والإحباط.

وأشار «زين»، إلى أن «السرطان الأول تعافى خلال عامين ونصف، ووالدى قال لى فى أول عملية جراحية: أعطنى إشارة بأن كل شيء جيد، عندما تدخل إلى غرفة العمليات، وبالفعل منحته الإحساس بالأمل، وأعطيته الإشارة».

وقال: قبل دخولى غرفة العمليات، فى مرحلة التخدير، كنت أشعر بارتباك شديد، وأشعر بالخوف والرعب، واعتقدت أن الأمر سيئ للغاية، وبعدما خرجت، وسمعت الكثير من المصطلحات المعقدة، من الأطباء، ولم أكن أفهمها، عن العلاج الإشعاعى والكيماوي، وعن أماكن ارتكاز السرطان، وعن أشياء أخرى كثيرة.

وأضاف الطفل زين يوسف: ٤٥ عملية كان على أن أجريها، هذا كل ما فهمته، شيء محبط للغاية، لكن عائلتى كانت تدعمنى دائما، أمى وأبى وأختى ملك، ساعدوني، وأخرجونى من الحزن.


وتابع: أما السرطان الثانى فجاء سريعًا جدًا، حيث جاء بعد شهرين من المعافاة من السرطان الأول، حيث لاحظت أمى وقتها نظرة غريبة فى عيني، فاصطحبتنى للطبيب، وأدركوا وقتها فى التحاليل، أن هذا هو الفصل الثانى من القصة، فأصبت بسرطان المخ، واضطررت لعمل أربع عمليات فى المخ، وأصبت بعدها بالشلل النصفى فى الجهة اليمنى من وجهي، لكن لن يبقى هذا الشلل طوال حياتي.

واستطرد قائلا: لقد اضطرنى ذلك إلى أخذ ٦ جلسات علاج كيماوى مختلفة، وتعرضت لنوبات صرع، وكان الأمر شاقًا، وذهبنا وقتها إلى كاليفورنيا ونيويورك للعلاج، وذهبنا إلى ولايات أخرى أيضًا حتى نجد العلاج، وكنت محظوظا وقتها، فعملية الشنط، وهذا اسمها، نجحت، وهى عبارة عن أخذ مياه من المعدة، ووضعها فى المخ، لإحداث توازن معين، ودائما لا تنجح، لكننى كنت محظوظًا وقتها، بنجاحها.

وتابع «زين»، لقد تأثرت من الشلل بالجهة اليمني، ولم أعد أستطيع الكتابة بيدى اليمني، وكل زملائى فى الفصل كلفوا بكتابة موضوع تعبير، وفوجئت وقتها بأن هذا الموضوع عني، وكنت لا أستطيع حتى أن أكتب بيدي، لأكتب موضوعًا مثلهم، وكنت أشعر بعدم الراحة يومها، وبكيت كثيرا لأننى لم أكن مثلهم، وتأثرت.

واستطرد قائلا: فى اليوم التالى أردت أن أذهب إلى المدرسة، ولا أعرف لماذا أردت هذا بشدة، ولكن حتى لا أضع هذا الحاجز أمامي، وأن يوقف حياتى اليومية، وقلت للمعلمة فى المدرسة: سأكتب بيدى اليسرى، وسأكون بطيئا بعض الشيء، وأرجو أن تتحمليني، لكننى الآن محارب سرطان يكتب باليد اليمنى واليسرى، وهذه ميزة.

وعندما واجهت كل التحديات بعد السرطان- يواصل زين- تعلمت جملة اسميها NGU لا تستسلم أبدا never give up، وقررت وقتها بالفعل، ألا أستسلم أبدًا.

واستطر قائلا: أما السرطان الثالث، فى ٢٠١٧، فكان سرطانًا بسبب العلاجات من السرطانَين؛ الأول والثاني، فأى شيء يحل مشكلة، يتحول فى بعض الأحيان إلى شيء سيئ، وأدركت وقتها أن أى شخص يمكنه العيش بكلية واحدة، وعشت بها بسبب إصابتى فى الكلية الأخرى، بينما كان السرطان الرابع فى منطقة الحوض، فى المرحلة الرابعة.


استطاع المهندس المصرى الشاب، محمد حطب، ٢٣ عاما، أن يلفت أنظار حضور منتدى شباب العالم، المنعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ، بتجربته الإنسانية وصموده فى محنة المرض ومواجهته والتغلب عليه من جهة، وعطائه الإنسانى فيما بعد، فى تجربة شديدة الثراء والعطاء، تكشف ملمحا من إنسانية وتفرد الشخصية المصرية.

نجاح «حطب» فى التغلب على مرض السرطان، ليست هى القصة، فقصته أكبر من ذلك بكثير، فهو يقدم الأطراف الصناعية لغير القادرين على تحمل تكلفتها، ويرى أنه لا أجمل فى الحياة من أنك تجعل شخصا يبتسم، لذلك أقدم على تدشين مؤسسة يد بيد Hand in Hand والتى تساعد ذوى الإعاقة على امتلاك أحد الأطراف الصناعية التى فقدوها، بقوله دائما «أريد أن أصنع الفارق فى حياة الناس».

صعد محمد حطب على مسرح منتدى شباب العالم للملهمين والمبدعين، ليقص أهم محطات حياته على الحضور، قائلا: «بدأت قصتى فى يناير ٢٠٠٦ لما كنت أعتقد أنه حساسية أو نزلة برد، وعندما تطور الأمر أخذتنى عائلتى للقيام ببعض تحاليل الدم، وكان شقيقى الطبيب أول شخص يرى النتائج بحكم مهنته، وكان هناك وقتها الكثير من خلايا الدم البيضاء مرتفعة بشكل كبير فى جسدي، لحظتها عرفت أننى أصيبت بالسرطان وكان الخبر كالصاعقة، فقررت عائلتى أن أذهب للخارج للعلاج، وعشت وقتها يوما بيوم كنت أشعر بالتعب والإرهاق الشديدين وأنا لا أعلم ماذا أصابني».

وأضاف حطب: «فى المستشفى قالوا إن صحتى جيدة بشكل ما وهناك تحسن ملحوظ، لكن هناك شرطا واحدًا يجب أن يحدث حتى أتمكن من الشفاء، وهو أن يقولوا لى بالضبط عن تفاصيل مرضي، وما هو السرطان وما هى طبيعته، وقالت لى أمى وقتها عندما دخلت على الغرفة لقد أصيبت بالسرطان، وكنت فى صدمة بالفعل فكان عمرى وقتها ٩ سنوات، وكل ما كنت أعرفه عن هذا المرض أنه قاتل للأطفال، لكن يجب أن أقول إننى كنت أحظى بعائلة رائعة، فأمى حدثتنى عن الإرادة كثيرا وكان هناك بروتوكول لعلاجى لمدة عام مع المستشفى».


وتابع، بعد عدة أسابيع تفاعل جسدى بشكل إيجابى مع العلاج وتعافيت من السرطان ولكنى مكثت فى المستشفى مدة عام كامل للتأكد من التخلص النهائى من السرطان، وبالفعل عدت بعد سنة إلى وطنى وأهلى وأصدقائى وكان شعورا رائعا وجميلا أن أعود إلى بلادى فى النهاية بصحة جيدة، وبعد خمسة أعوام فى يناير ٢٠١١ شفيت من السرطان بنسبة ١٠٠٪، وتعافيت تماما، وبدأت أمارس حياتى بشكل طبيعي، ودائما كان لدى شعور بأننى أريد أن أغير العالم وأساعد غيري، كانت فى البداية مجرد فكرة لطفل صغير، وظلت تراودنى بعد أن كبرت والتحقت بكلية الهندسة فى المملكة المتحدة البريطانية، وعملت فى أكبر الشركات العالمية.

وأضاف، جاءت لى مجددا فكرة أن أساعد غيري، والتى كانت تمدنى دائما بالرضا وشغف أحارب من أجله، وبالفعل تعلمت الطباعة الـ٣D printing وهى طريقة للاستعاضة الطبية الجيدة جدا، وقمت بالبحث عن الطباعة ثلاثية الأبعاد وعمل طلب لأول جهاز طباعة ثلاثية الأبعاد ليصل إلى مصر، وبالفعل فى بداية أغسطس من العام الجاري، قمت بتصميم أول ذراع صناعية بالطباعة ثلاثية الأبعاد، وتواصلت مع الجهات المختصة برعاية الأطفال الذين فقدوا أحد أطرافهم الصناعية، وقمت بمساعدة أول طفلة، اسمها «تاليا» وهى طفلة جميلة صغيرة فى السن فقدت ذراعها.

وتابع، فى هذا اليوم كان هناك أشخاص كثيرون يشاهدوننى وأنا أركب لها هذه اليد الصناعية، وبالفعل تمكنت من تركيبها وتمكنت «تاليا» من تحريك يدها بشكل طبيعى وكانت سعيدة للغاية، حينها فقط شعرت بسعادة ورضا بالغين، بعدها أردت ان أساعد الجميع فى كل مكان وليس بشكل فردى فقط، فقمت بإنشاء مؤسسة «يد بيد».

واختتم قوله: «لم يكن فى خطتى أن أكون أمامكم فى هذا المنتدى ولا على هذا المسرح، لكن هناك سببا أن أكون هنا أمامكم، وأنا أشعر بسعادة بالغة وفخور أننى ساهمت بإحداث فرق فى حياة الأشخاص، وساهموا أنتم أيضا فى مختلف مجالات حياتكم، وردوا الجميل لأى شخص وأحدثوا فارقا فى حياة احدهم».

«من يريد أن يصبح مليونيرًا هنا فى هذه القاعة»، بهذه الكلمات بدأ ريتشارد بيوتنر أصغر مليونير فى العالم كلماته على مسرح شباب العالم فى جلسة الملهمين ضمن فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وأضاف: الجميع اعتقد فى هذه القاعة يريد ذلك نحن لدينا حسابات على مواقع التواصل الاجتماعى وأهمها فيس بوك والإنستجرام وتويتر، ولكن كيف يمكننا الاستفادة بأقصى حد منها، هناك أشخاص يستفيدون كثيرًا ليصبح لديهم ملايين الجنيهات».


وقال ريتشارد الألمانى الأصل: «أنا متحمس للغاية لمشاركتى مع المتحدثين الملهمين الرائعين الذين سبقوني»، معتبرًا أن جدول الجلسة وضعه فى موقف صعب لأنه سيتحدث بعد شخصيات فعلت الكثير من الإنجازات الإنسانية الرائعة.

وأشار إلى ضرورة أن «نعتنى بأنفسنا لأنه لايمكن أن نعتنى بالآخرين أو نسعدهم أو نقدم لهم أى شيء دون أن نعتنى بأنفسنا أولًا، فاللحظة التى تكون فيها أنت الآن هى لحظة تبنى على أساس حياتك وشخصيتك وأعمالك، وحالتنا عامة تبنى على ما نقوم به بأنفسنا».

وأضاف: «أنا اليوم هنا لأعطيكم المفاتيح الأساسية حتى تحققوا النجاح لأنفسكم بصرف النظر عن خلفيتنا، فكثيرًا ما نلوم الناس ونلقى اللوم على أشخاص آخرين فيما يحدث لنا من أشياء سيئة، ولكن ما يجب أن نفعله هو أننا نحن من نتحمل مشكلات أنفسنا وإذا أدركنا ذلك سيختلف الوضع كثيرًا وسنحقق النجاح، فمنذ خمس سنوات تشرفت بالبدء فى الأعمال التسويقية فأنا من قرية صغيرة فى ألمانيا يسكنها ٣٠٠٠ شخص تقريبًا، وكنت أحلم أن أطوف العالم حقا، لذا فوجودى هنا ووقوفى أمام العالم من مصر يعتبر إنجازًا فى حد ذاته ونجاح».

وتابع ريتشارد: «لقد سافرت إلى كل قارات العالم ماعدا القارة المتجمدة فيمكنكم أن تقولوا إننى طفت العالم كله، ووجدت فى الحقيقة أن الجميع واحد، فنحن كلنا نحب أسرنا والطعام اللذيذ والسقف الذى يظلنا والتجول والتنزه فى الحدائق، وأن نحظى ببعض العطلات واللحظات السعيدة، فبعد رحلاتى الكثيرة وجدت أن الناس سواسية فى العالم كله لسنا أعداء أو متنازعين، فكلنا متساوون ويمكننا العمل معا حتى نحقق ما نرجوه.


وتطرق أصغر مليونير فى العالم إلى نقطة نجاحه وما وصل إليه عن طريق التكنولوجيا، قائلا: «أدركت دور التكنولوجيا عندما كان عمرى ٢٠ عامًا، وأدركت أن الناس غالبًا ما يكونوا غير راضين عن حياتهم أو وظائفهم، فلقد كنت متسربًا من المدرسة الثانوية، ولم أدخل الجامعة ووجدت أن هناك أشخاصًا أكثر منى حظًا وذكاءً بكثير، وأن من كان أكثر قوة وأكثر نجاحًا هو من لديه المعرفة الأكبر حيث يمكنه أن يتطور، وفى هذا العصر الرقمى الذى نعيشه وعصر الثورة الصناعية الرابعة، كل شيء يبنى على التكييف على الوظائف الجديدة وأدركت وقتها أن هناك فتيانًا يجنون ٢٠ مليون دولار من الإنترنت، وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص يعملون طيلة حياتهم ولا يجنون مليون دولار واحدًا، فقد اتسعت آفاقى وقتها، ولكن التكنولوجيا أيضا سلاح ذو حدين، فهناك بعض الصعوبات والخطر الذى يداهمنا، ولكنه أيضا مجال مفتوح للفرص، فقد اختفت وظائف وذهبت أخري، فمثال على ذلك حلت الطائرة الدرون مكان وظيفة الطيار والمصور فى مجالات عدة، فهى بالفعل نقمة ونعمة فى آن واحد، وهذا ما سيتحقق فى الـ ٥٠ عامًا المقبلة، ستكون هناك عقبات ولكن أيضا فرص هائلة يمكن استخدامها، وفى العشر سنوات القادمة ٦٠٪ من الوظائف التى نقوم بها كبشر الآن سوف تظهر روبوتات تقوم بها، ولكن إن خفنا من المستقبل لن نصنع منه شيئًا فيجب أن ندرك المستقبل الأكثر حقيقة من الحقيقة نفسها، وهو أن تأثير الرقمنة فى مستقبل الاقتصاد مهم لا محالة».

وأضاف: «أشخاص مثلى يجلسون على الحاسوب ويجنون بعض الدولارات لتحسين مستقبلهم، ولكن فى أوقات ماضية كان كل شيء خاصعًا للسيطرة المحكمة، عمرى ٢٥ عامًا، وجيلى يود أن يختبر العالم بشكل مختلف، جيل أمى كان يريد أن يبقى فقط على قيد الحياة، ولكن جيلى ترعرع فى ظل التكنولوجيا، ولكن علينا أن نجد الطرق للاستفادة بهذا الأمر، فبدل من الخوف علينا أن نستغل الفرص، فهناك مصنع فى أمريكا كل العمالة به روبوتات ويعملون وفق البرمجة، ويجب أن ننظر لهذا بعين إيجابية، فالروبوت سيساعد الإنسان على التقدم وفى كثير من مساعى الحياة الشاقة».

وواصل ريتشارد حديثه قائلًا: «أفكاركم وأعمالكم هى التى تذكركم بأن لدينا كل الأدوات لصناعة المستقبل عليك أن تعتنى بأفكارك كشخص، لأن كل فكرة ستثمر شيئًا آخر وهى مثل البذرة وعلينا أن ندرك ذلك.

كنت مدينًا فى فترة من حياتى بـ ٥ آلاف يورو، وكنت أكره وظيفتى وانفصلت عن حبيبتي، ولكن فى أحلك الظروف يمكنك أن ترى مستقبلًا أفضل، وبصيصًا من الأمل أو نقطة إيجابية انظروا حولكم فى هذه القاعة كل ما يمكن أن تلمسه كانت فكرة ستيف جوبس صنع الأيفون، ومنذ ٢٠ عاما لم يكن أحد يصدق أن هذا جهاز حقيقى، وإذا ظهر أحد ممسكًا بأيفون من عشرين عاما، كانوا الناس سيعتقدون أنه ساحر، وسيقتلونه، علينا أن نستمر فى التفكير والتحلى بالإيمان كل يوم بمجرد أن نؤمن بالأفكار فتحرك عواطفنا وهو أقوى شيء فى العالم، فالحب هو أقوى المشاعر فى الكون، ويمكننا بعدها أن ننشئ أى شيء فى العالم».

وأضاف: «هنا تكمن أهمية التحلى بالقيم المناسبة ونحن نحددها فهى التى سنبنى عليها مجتمعاتنا أعتقد أنه ينبغى أن نحول أصغر الأفكار إلى أعمال خلال السنوات المقبلة، فقد زرت «الفريدوم» منطقة الترفيه فى منتدى شباب العالم، ورأيت القوة والطاقة فى هذه الفاعلية والتغيير والابتكار فى مشروعات الشباب، والأهم بمجرد أن تعودوا وتجلسوا فى هدوء فى شرفتكم هو أن تجلسوا واكتبوا ما تريدونه فى مستقبلكم، يمكنك أن تفكر فيما ترغب فى تحقيقه خلال الخمس سنوات المقبلة، وإذا كانت لديك الإرادة ستتمكن من تحقيقه، صدقنى حتى وإن ظن العالم أنه جنونى».