الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على مصدر ماء المحيطات على الأرض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يفكر الكثير من الناس عن سبب تكون مياه المحيطات والبحار على الكوكب، فوجود الماء على الأرض بوفرة، يُعد لغزًا حير العلماء، متسائلين عن ماهية أصل هذا الماء.
ووفقا لـ"cosmosmagazine"، اقترح العلماء أكثر من نظرية لتكون هذا الكم من الماء على الكوكب فمع تشكل كوكب بعد الإنفجار العظيم كان مناخ الأرض حارًا جدًا لدرجة أن جميع مياهه السطحية قد تبخرت وهذا دفع بالعلماء إلى اقتراح نظريات مفادها أن تلك المياه الموجودة على كوكبنا ما هي إلا نتيجة تصادمات المذنبات الجليدية والكويكبات المحملة بالماء بسطح الأرض فامتلئت محيطات الأرض بهذه الماء القادم من الفضاء.
وتشير دراسات أخرى إلى أن بعضًا من مياه الأرض قد اختُزنت في الصخور المنصهرة في وقت مبكر قبل أن تتبخر ثم عادت إلى الظهور من جديد حيث يعتقد العلماء أنه إذا تبين أن المياه جزء طبيعي من ولادة أي كوكب وليس بسبب ضربات المذنبات فإن ذلك يزيد من احتمالات الحياة في اي مكان آخر في الكون له نفس الظروف.
ولتحديد الظروف التي كانت عليها الأرض في بداية تكونها وقام مجموعة من الباحثين بدراسة الصخور البركانية في منطقة آيسلندا وجزيرة بافين في المنطقة القطبية الكندية حيث تتدفق الحمم البركانية التي نشأت في طبقة الوشاح والتي بقيت على حالها منذ أن تشكل الكوكب قبل 4.5 مليار عام ثم خرجت إلى السطح فهذه الأعمدة الصخرية المنصهرة تقدم لمحة عن التركيبة الجيولوجية الأصلية للأرض.
ووجد العلماء آثار مائية في الصخور البركانية ثم قاموا بتحليل الماء لقياس النسبة بين نوعي الهيدروجين حيث تحتوي معظم المياه الموجودة على الأرض على ذرتين من الهيدوجين المألوفة وذرة أكسجين (H2O) ولكن في بعض جزيئات الماء، يتم استبدال هذا الهيدروجين "الطبيعي" بنظائره المشعة مثل الديوتيريوم deuterium ويشكل في تلك الحالة "الماء الثقيل" وتمتلك محيطات الأرض الآن نسبة مميزة من الديوتريوم إلى الهيدروجين (D / H) وهذا أقل بكثير من نسبة D / H لجميع المذنبات التي تمكّن العلماء من دراستها وهذا قد يقلل من صحة النظرية القائلة بأن جميع ماء الأرض جاء عن طريق التصادمات العشوائية للمذنبات بالأرض.
ووجد العلماء بعد دراسة الماء من الصخور البركانية أن النسبة بين الهيدروجين العادي ونظيره المشع أقل بكثير مما هي عليه المحيطات اليوم وبذلك تقول النتيجة، إن الأرض قد احتفظت بالفعل ببعض مياهها عند بداية تكونها ويرجع ذلك إلى أنه عندما كان النظام الشمس عبارة عن قرص من الغبار والماء الذي يدور حول الشمس ثم اندمج ليُشكل الأرض كانت الأرض ساخنة جدًا حيث تبخر ماؤها السطحي ولكن الأرض كانت كبيرة بما يكفي لاحتجاز بعض الماء في خزان مغلق في الصخور تحت السطح فظل هناك في طبقة الوشاح لملايين السنين حتى بردت القشرة الأرضية وتصلبت وتكونت فوهات البراكين التي أخرجت هذا الماء المخزن على شكل بخار في الغلاف الجوي وبمجرد أن أصبح الغلاف الجوي مشبعًا بما يكفي ببخار الماء وتكونت الأمطار التي هبطت على سطح الأرض وملئت المحيطات.
وزادت نسبة D / H (نسبة الهيدروجين العادي إلى نسبة نظيره الديوتيريوم)، وعلى الأرض إلى مستوياتها الحالية بمرور الزمن، وربما جاء جزء منها عن طريق المذنبات والكويكبات الغنية بالماء لتكون الماء الثقيل.