الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مصر تقدم ورقة في اجتماعات الجامعة العربية بدبي

بعنوان "أثر التوعية الاعلامية والمناهج التربوية في مواجهة فكر الإرهاب"..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت عنوان "أثر التوعية الإعلامية والمناهج التربوية في مواجهة فكر الإرهاب"، قدمت مصر، من خلال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ورقة عمل في الحلقة النقاشية البحثية السابعة في إطار الاجتماعات الدورية للأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتي تستضيف دورتها الحالية دولة الإمارات في دبي ويتم تنظيمها بالتعاون بين الأمانة العامة و"نادي دبي للصحافة" و"مؤسسة وطني الإمارات"، وذلك في ثاني أيام الفعاليات المُقرر اختتامها غدا الثلاثاء بعقد الاجتماع (22) لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب حيث سيجرى مناقشة واعتماد التوصيات المرفوعة من خلال أوراق العمل المقدمة خلال اليومين الأول والثاني للاجتماعات.
وأكد صالح عبد السميع الصالحي، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أهمية الإعلام والمناهج التربوية باعتبارها من أهم العناصر في إستراتيجية مواجهة الإرهاب التي تُشكل الوعي واتجاهات الرأي العام، والتي لا تقل بأي حال من الأحوال عن العنصر الأمني كونهما بداية الطريق في الخطة الشاملة لمكافحة الإرهاب.
وشدد الصالحي، أن الإعلام والمناهج التربوية يستطيعان خلق ظهير مجتمعي مؤيد للتصدي للإرهاب ونبذ العنف، من خلال ترسيخ القيم النبيلة وتبادل المعارف والثقافات ونقل الأخبار والمعلومات والبيانات، وهو ما يدعو للتعامل معهما كأداتين يمكن توظيفهما في تلك المواجهة والاستعانة بهما في التغلب على حالة انعدام الوزن وفقدان الاتجاه الناتجين عن عمليات التضليل.
وتضمنت الورقة المصرية العديد من الأسس التي يجب على الإعلام الأخذ بها في مواجهة الإرهاب، ومنها وضع سياسات إعلامية تلتزم بها مؤسسات الإعلام العربية، والتحلي بالموضوعية في المعالجات الإعلامية، واحترام الأديان، وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامية ونظم المحاسبة.
ودعا عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى ضرورة توفير نظام تعليمي يؤهل النشء والشباب للتعرف على علامات الغلو والتطرف، وإعداد مناهج تعليمية تأهلهم لاستخدام وسائل المعرفة وتمكنهم من التعامل بشكل إيجابي مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتغرس فيهم القيم الإسلامية وتُصحح المفاهيم المغلوطة، وتساعدهم على التفكير الإيجابي والحوار الهادف.
وقال بيان عن الاجتماعات: خلال الحلقة النقاشية التي تركزت حول دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، وترأسها الوزير المفوض د. فوزي الغويل، مدير الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب بجامعة الدول العربية، تم تقديم أربعة أوراق عمل لكل من: الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية العراق، والمملكة المغربية، وجمهورية مصر العربية.
وفي ورقة العمل الإماراتية والتي جاءت تحت عنوان "دور القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب"، وهي الثانية لدولة الإمارات خلال هذه الاجتماعات، استعرض الدكتور سعيد حسن، إدارة مكافحة الجريمة المنظمة، شرطة دبي دور القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب والتصدي للفكر الهدام، مُعددًا الأدوات التي يمكن توظيفها في تحقيق القوة الناعمة التي عرفها بأنها القدرة على التأثير على سلوك الآخرين للحصول على النتائج المرغوبة، وقال إن هذا المصطلح لم يعرفه العالم قبل العام 1990 إلى أن قدمه الأكاديمي والدبلوماسي جوزيف ناي في هذا العام ضمن كتابه "مُقَّدر لتقود"، حيث ما لبث أن ترسخ مصطلح القوة الناعمة مع إصدار الباحث ذاته كتابًا بنفس العنوان "القوة الناعمة" في العام 2004. 
وقال الدكتور حسن، إن السياسة الخارجية للدول، وإمكاناتها السياحية والثقافية والفنية، وكذلك الفعاليات الرياضية من الممكن أن تمثل أدوات فعالة للقوة الناعمة، وضرب مثالًا بدولة الإمارات التي نجحت من خلال سياستها المتوازنة والتي وضع أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نجحت في بناء علاقات قوية مع أغلب دول العالم، وهي مستمرة في توطيد تلك الروابط وتوسيع نطاقاها، عبر دبلوماسيتها القوية والفعالة والتي جعلت اليوم جواز السفر الإماراتي الذي يعد اليوم من بين الأقوى عالميًا، وكذلك عبر أدوات أخرى للقوة الناعمة ومن أهمها مجال العمل الخير والمساعدات الإنسانية حيث تفوقت دولة الإمارات عالميا في هذا المجال.
وقال الدكتور سعيد حسن، إن تأثير القوة الناعمة الإماراتية في ازدياد مطرد لاسيما دخولها إلى مجالات جديدة مثل الحكومة الذكية وإطلاق إستراتيجية الذكاء الاصطناعي ومجال علوم واكتشاف الفضاء، فضلًا عن العلامات التجارية الإماراتية الكبرى التي ذاعت شهرتها عالميا وانتشرت أنشطتها حول العالم مثل موانئ دبي العالمية وطيران الإمارات، وغيرها، في الوقت الذي نجحت فيه الدولة كذلك في توظيف القوة الناعمة من خلال الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى التي تنظمها وتستضيفها سنويًا ويتابعها ملايين الأشخاص حول العالم ومنها على سبيل المثال "كأس دبي العالمي" للخيول والذي يعد الأغلى عالميًا، وفريق الفيكتوري تيم الذي أصبح اليوم يتمتع بشهرة عالمية كبيرة في مجال سباقات قوارب السرعة. 
ولفت الدكتور حسن إلى أن القوة الناعمة قد تكون أحيانا سلبية لاسيما عند استخدامها لأغراض غير نبيلة أو مدمرة وقال إن التنظيمات الإرهابية اليوم تعمد إلى توظيف القوة الناعمة في استمالة تعاطف الناس والتغرير بهم وتحفيزهم على تبني أفكارهم الهدامة، مؤكدًا أهمية مثل هذه القوة الناعمة السلبية بقوة ناعمة مضادة إيجابية، للحد من تأثيرها وتفويت الفرصة على أصحابها.
وتضمنت ورقة العمل الإماراتية عرضًا لبعض الإجراءات المهم اتخاذها لمجابهة القوة الناعمة السلبية ومكافحة الإرهاب والتصدي لخطاب الكراهية ومنها: توظيف القوة الناعمة الإيجابية لمجابهة القوة الناعمة السلبية، والتصدي للجهات الداعمة للمنظمات الإرهابية وكشف مخططاتها وأهدافها الخبيثة، وتعزيز التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب وتشكيل التحالفات للقضاء عليه، ووضع الخطط لعزل الجماعات الإرهابية وحجب فرص التمويل عنها بل وتجفيف منابعه، وسنّ وتطوير القوانين والتشريعات اللازمة لذلك، مشددًا على أهمية إنشاء برامج لمحو الأمية وإصلاح النظام التعليمي في مختلف أنحاء المنطقة. 
وتناولت الورقة البحثية العراقية التي قدمها رئيس الوفد العراقي د. جاسم محمد فرج تحت عنوان "الإعلام وتنامي تنظيم داعش في العراق"، اعتماد التنظيمات الإرهابية ومنها "داعش" على وجه الخصوص في توسعها على الإعلام من خلال تجنيدها جيشًا اعلاميًا في كافة الاختصاصات، لشن حربًا إعلامية ونفسية ذات أسلوب رقمي وإلكتروني، مستخدمين كل الأساليب والوسائل المشروعة وغير المشروعة لإضعاف الروح المعنوية للخصم وتجنيد المزيد من الشباب للانضمام إليه، وتسخير الآلة الإعلامية لبناء إستراتيجية إعلامية تمّكن من خلالها داعش السيطرة على أراضي واسعة تقدر بثلث الأراضي العراقية بالإضافة إلى أراضي مجاورة من سوريا.
وتطرق فرج لماهية الإرهاب الإعلامي وقدرته على غزو العقول وهدم القيم وتشويه الفكر، وآلية عمل إدارة الإعلام في تنظيم داعش، والأساليب التي يستخدمها التنظيم لنشر الكذب والتضليل، وتحويل الانتباه، والتضخيم والتهويل، إضافة إلى الخصائص التي يتميز بها إعلام داعش، كما تناول العلاقة بين وسائل الإعلام الرقمي والإرهاب، وكيف يعتبر داعش أكثر التنظيمات الجهادية اهتماما بالإنترنت والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل والمسألة الإعلامية.
كما تضمنت الورقة العراقية بعض الوسائل التي يستخدمها تنظيم داعش في الترويج لنفسه والتجنيد لأعضائه، ومنها: الإصدارات المطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية التي تروّج لأنشطة التنظيم، وكذلك الإذاعات المحلية، والمنتديات والمدونات الإلكترونية، بالإضافة إلى بث الصور والفيديوهات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.