واصلت حشود المتظاهرين اللبنانيين الاحتجاج والتواجد بالساحات والميادين الرئيسية بجميع المحافظات، اليوم "الأحد"، وعلى نحو كثيف ومتزايد عن الأيام السابقة منذ بدء الاحتجاجات قبل 11 يوما، في حين انطلقت دعوات لإضراب عام وعصيان مدني اعتبارا من الغد، وافتراش الطرق بغية قطعها ومنع القوات الأمنية والعسكرية من فتحها.
وكان المتظاهرون في العاصمة بيروت وعدد من المحافظات الأخرى، تناقلوا معلومات عن وجود نية لدى الجيش والأجهزة الأمنية، لفتح الطرق المغلقة جراء العوائق التي وضعها المحتجون، وذلك اعتبارا من صباح غد، وهو الأمر الذي انطلقت معه دعوات للاعتصام والمبيت وافتراش الطرق لمنع القوى الأمنية من فتحها.
ويعتبر المتظاهرون في لبنان أن غلق الطرق أمام حركة مرور السيارات، هو وسيلتهم للضغط على السلطة السياسية، وأن هذا الأمر يزيد من زخم التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، في سبيل تنفيذ مطالبهم التي تتركز على استقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني من الاختصاصيين (تكنوقراط) وإجراء انتخابات نيابية مبكرة ومحاسبة مرتكبي جرائم الفساد المالي والعدوان على المال العام.
كما دعا المتظاهرون إلى الإضراب العام عن العمل في جميع مؤسسات الدولة والعصيان المدني اعتبارا من الغد، مؤكدين إصرارهم على التصعيد إلى أن يتم الاستجابة لمطالبهم.
ورفع المتظاهرون في ساحات وميادين الاعتصام أعلاما ضخمة للبنان، وقاموا بإذاعة النشيد الوطني اللبناني بصورة متكررة، كما رددوا هتافات داعمة لبلادهم والمؤسسة العسكرية، ومشيدين بتعامل قوات الجيش مع المتظاهرين والمعتصمين وعدم لجوئها إلى استعمال القوة أو العنف معهم منذ بدء التظاهرات.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الجاري سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.