قال الأكاديمي التركي أحمد إرسوي أستاذ التاريخ بجامعة بوغازيزيجي، إن الموجة الجديدة من بناء المساجد في تركيا تحركها طموحات سياسية وتُظهر طلبًا شعبيًا على التواصل مع ماضي البلاد الإمبراطوري.
وأضاف لقناة سي إن إن الأمريكية، أن هذه الموجة الجديدة من المساجد التي بنيت تحت حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا تعزز بشكل متكرر نفس الأسلوب العثماني الذي يعود إلى القرن السادس عشر.
ومن أحدث الأمثلة على هذه المساجد مسجد جامليكا الذي أمر به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2012 وافتتحه رسميًا في شهر مايو، ويعتبر أكبر مسجد في تركيا، يقع على أعلى تل يطل على الشاطئ الآسيوي للبوسفور، وهو جزء من مجمع مساحته 90 فدانا يضم مكتبة وقاعة مؤتمرات بالإضافة إلى العديد من المرافق العامة الأخرى.
ورحبت وسائل الإعلام الموالية للحكومة في تركيا ببناء مسجد جامليكا باعتباره منافسًا للسلطان أحمد العثماني التاريخي ومساجد السليمانية على الجانب الأوروبي من المدينة في قلب العاصمة الإمبراطورية السابقة.
وتابع إرسوي: "هذا بالتأكيد تسييس لعملية بناء المساجد، وأعتقد أنه أحد الوسائل التي يمكن للحكومة من خلالها ترويج موقعها الريادي في العالم الإسلامي، وأعتقد أن هناك مطلبًا شعبيًا بالتواصل مع الماضي الإمبراطوري المجيد".
وتمتلئ البلاد الآن بمساجد صغيرة إلى كبيرة تستخدم جميعها تصميمًا مشابهًا، وفي الوقت نفسه، بدأت السلطات التركية، في مشروع طموح آخر، هو بناء مسجد جديد يتسع 2500 من المصلين في ميدان تقسيم في إسطنبول، الذي كان يومًا ما رمزًا للحياة العصرية في تركيا.
