الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

بيكاسو.. صاحب الألوان الدافئة

 بيكاسو
بيكاسو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شكلت لوحات التشكيلي الإسباني بابلو بيكاسو علامة بارزة في تاريخ الفن، ويعد رائدا للحركة التكعيبية، حيث تنقل من لوحات الواقعية، إلى رسم الطبيعة، ثم ركز على موضوعات الوحْشَة واليأسِ، وبعدها توسع في استخدام الألوان الدافئة، ومن ثم أعطى موضوعاته مرونة كبيرة.
ولد بيكاسو في 25 أكتوبر من عام 1881 في مدينة ملقا في جنوب إسبانيا لأسرة متوسطة الحال، وكان بابلو هو الطفل الأول فيها، كانت أمه تدعى ماريا بيكاسو "وهو الاسم الذي اشتهر به بابلو فيما بعد"، أما والده فهو الفنان خوسيه رويز الذي كان يعمل أستاذًا للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم، وكذلك كان أمينًا للمتحف المحلي، وقد تخصص في رسم الطيور والطبيعة، وكان أجداده من الطبقة الأرستقراطية إلى حد ما، وقد أظهر بابلو شغفه ومهارته في الرسم منذ سن مبكرة، وكانت أمه تقول إن أولى الكلمات التي نطقها بابلو كانت تعنى قلم رصاص؛ وكان طفلا معجزة، يرسم صورًا واقعية ولم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، وسمى أولُ أسلوب شخصي له بـ"الفترة الزرقاء"، وهو يركز على موضوعات الوحْشَة واليأسِ وَيرسم في الغالب ظلالًا زرقاء.
عاش بيكاسو في فرنسا من 1904 وحتى وفاته، وتحول أسلوبُ هذه الفترة إلى أسلوب آخر يُركِّز على ألوان وأمزجة أكثر دفئًا، ثم تخلى بيكاسو عن الوجوه النحيلة المذعورة التي كانت بالفترة الزرقاء، وأعطى موضوعاته مرونةً جديدة، وكثيرًا ما ضمَّن أعماله مشاهد السيرك، وبحلول عام 1906، بدأ يرسم صورًا متميزة، وكأنما يَصُدُّ صَدْمة محتملة أو خوفًا؛ وفى 1907، رسم "صَبايا أفينون"، وهى لوحة شكلت علامة بارزة في الفن، إذ وضعت حدًا فاصلًا حاسمًا للنظرات التقليدية للجمال والانسجام، في اللوحة خمسة أشباح نسائية بشعة، لها أقنعة أكثر مما هي وجوه، تتصنع في وقفتها في لباس متشنج مُشرشر، مُشوهة، مهزوزة ممسوخة بوحشيّة، ومن هذه اللوحة الممزَّعة الأوصال، ترعرع الأسلوب المعروف بالتكْعِيبِية؛ وفي 1912 كان يُضمِّن لوحاته قُصاصات صحفية، وقِطعا من حُطام الأنقاض، وكلمات مجسّمة الحروف، وكان يأمل بهذه الطريقة أن يُحطم التمييز بين الفن واللافن، وأن يجعل الناظرين يعيدون التفكير في صلتهم بالفن التقليديّ.