أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، تأييد دار الفتوى واحتضانها للمطالب الاجتماعية وشعارات الوحدة الوطنية التي يرفعها المتظاهرون خلال الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي يشهدها لبنان، مناشدا الدولة وجميع القوى السياسية بالتضامن مع هذه المطالب، ومعربا عن تقديره لموقف الجيش في تأمين سلامة المتظاهرين.
وقال مفتي لبنان – في بيان له اليوم – إن الشعب اللبناني يئن متألما تحت أعباء تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية، وارتفاع مستوى البطالة وتراجع الدخول والخدمات الاجتماعية والصحية، وتعطيل مشاريع تطوير البنى التحتية، وارتفاع مستوى الإهدار والفساد، مما أدى الى حدوث "انفجار شعبي كبير" .
وشدد على أن الأوضاع تقتضي اتخاذ كل الخطوات اللازمة لاستعادة ثقة الناس بالدولة والمؤسسات الدستورية، لافتا إلى أن الأوضاع لم تعد تتحمل الممالطة أو الالتفاف على مطالب المتظاهرين أو التهاون في معالجتها، وأن الانتفاضة الشعبية التي يشهدها لبنان ظاهرة وطنية.
وأعرب المفتي عن تقدير دار الفتوى لموقف الجيش اللبناني قيادة وضباطا وأفرادا في المحافظة على أمن وسلامة المتظاهرين، وفي الدفاع عن الممتلكات الخاصة والعامة، على نحو يعكس وحدة الشعب والجيش في مواجهة التهديدات بروح وطنية جامعة.
ولفت إلى أهمية استدراك المنعطف الخطير الذي يمر به لبنان، والتعامل معه بكل جدية ومسئولية، كونه يمس نظام لبنان الاقتصادي والمالي ويهدد حياة المواطنين وعيشهم وكرامتهم، مشددا على أن الفساد الذي تشهده البلاد نتيجة تقاسم المصالح ومرافق الدولة من قبل الأحزاب الطائفية والمذهبية، وأن المواطنين صبروا على شظف العيش بما يفوق احتمالهم وقدراتهم مما أدى الى هذا الانفجار الشعبي الممتد على مساحة لبنان بكامله.