كان للحرب العالمية الأولى «١٩١٤-١٩١٨» أثر بليغ على العراق، الذى كان يخضع لسيطرة الدولة العثمانية، التى انضمت إلى دول المحور بزعامة ألمانيا ضد دول الحلفاء بريطانيا وفرنسا وروسيا، وإثر اندلاع الحرب العالمية الأولى انقطعت صلة بريطانيا بكثير من مستعمراتها التى تشكل مصدر الإمداد الرئيسى خلال الحرب، فأصيبت بريطانيا بالشلل فكان الهدف الأول للخروج من تلك الأزمة هو احتلال العراق.
وبالفعل تمكنت بريطانيا من تحقيق هذا الهدف في ١٩١٨، ووضعت العراق تحت الانتداب البريطاني لتبدأ رحلة الشعب العراقي في الكفاح ضد الاحتلال، الذي استمر نحو ١٤ عاما لينتهى في مثل هذا اليوم الثالث من أكتوبر من عام ١٩٣٢.
واكتسبت بريطانيا شرعية في احتلالها للعراق، بعد إقرار ذلك من قبل «عصبة الأمم»، وجاء ذلك وفقا لاتفاقية «سيفر» الموقعة في أغسطس من عام ١٩٢٠، والتى بموجبها تنازلت الدولة العثمانية عن كل حقوقها في العراق، وهو الأمر الذي أطلق يد بريطانيا في العراق فوضعت قوة عسكرية تابعة لها، وفرضت القانون الهندي لحين صياغة الدستور العراقي، لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وتبدأ آنذاك ثورة «العشرين»، التي انتهت بإعلان استقلال العراق والانضمام لعصبة الأمم.
