قالت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية، إن إقناع الشباب بدخول التعليم الفنى يرتبط باقتناع الآباء والأمهات أيضًا، موضحة إن الأسر منذ عام ١٩٥٢ تتحدث عن ضرورة تخريج جيل من الأطباء والمهندسين وأصحاب الشهادات الجامعية المهمة، دون التفات إلى التعليم الفنى وأهميته على المستوى الاقتصادى والعملى على غرار العديد من الدول الأوروبية، وأوضحت أن الشعب المصرى ترسخ في أذهانه أن غير المتعلمين تعليم جامعى من المهمشين.
وأضافت فهمي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن بعض العلماء والأدباء المصريين قديمًا أمثال العقاد وطه حسين وغيرهما لم يكونوا من أصحاب التعليم الجامعي، ولكن ترسخ في أذهان المواطنين ضرورة التعليم الجامعى وأصبحت ثقافة عامة، ففى الدول الأوروبية فإن أغنى رجل في العالم في الوقت الحالى «بيل جيتس» مخترع «مايكروسوفت» لم يحصل على شهادة جامعية من الأساس، مشيرة إلى أن الثقافة العامة في الدول المتحضرة تعتمد على استغلال العُطل الصيفية في التدرب على المهن المختلفة التى يفضلها كل إنسان.
وشددت على ضرورة إقناع المصريين في البداية بضرورة تعليم أولادهم مهنا وحرفا مختلفة واستغلال العُطل الصيفية لحضور ورش تدريبية، والتخلى عن فكرة ضرورة الحصول على شهادات جامعية إرضاءً للمظهر العام أمام المجتمع، ومن ثم مواجهة البطالة بعد الحصول على الشهادة، وساهم في انخفاض مستوى الشهادات الجامعية،
وتابعت فهمى: في كل محاضرة داخل الجامعة نجد أكثر من ٥ آلاف طالب، وبالتالى يحتاج التعليم إلى وقفة حقيقية من قبل الحكومة وتغيير ثقافة المواطنين الأهم لتحقيق الهدف المنشود.
وأكدت أن تغيير هذه الثقافة سيساهم بشكل كبير في نجاح خطة الحكومة لتطوير التعليم الفنى والحصول على خريجين ماهرين في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية، مما يصب في النهاية على الاقتصاد المصرى وتحسين مستواه، مضيفة أن الاقتصاد يشبه الهرم، فإن قاعدة الهرم أوسع وأهم خطوة، والتى يقوم عليها أساس الاقتصاد، وتشمل المشروعات متناهية الصغر والصغيرة، وستساهم في القضاء على الفقر والبطالة.
