الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

صناعة الأمل.. ونهضة الأمم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التفاؤل أول طريق النجاح، والأمل أهم دوافع العمل، والعمل طريق حصرى للإنتاج، والإنتاج أساس التقدم والحضارة... فلا توجد قوة في الدنيا أقوى من الأمل، وهو نافذة النور التى تشرق على سماء الأرض، فتدفع الإنسان وتحفزه لتوظيف كل إمكانياته مهما ضعفت لتخطى العقبات وتجاوز المحن، وهى طاقة فاعلة وإيجابية.
ولكى تنهض المجتمعات والأمم يجب أن يكون لديها أمل في الغد، وصناعة الأمل تبدأ في الأسرة التى تسقى هذا الأمل للأطفال قبل أن تتفتح عقولهم على الحياة.. فالإنسان المنهزم نفسيًا، واليائس والمتشائم، مدبر دائمًا عن الحياة، مقبل على الهموم والنكد والغضب، بينما من يملك الأمل يظل دائمًا متفائلًا فرحًا مسرورًا، مقبلًا على الحياة محبًا للعمل والإنتاج، لديه أمل لا ينضب في غد مشرق، وحياة أفضل.
فالتفاؤل صناعة.. وللأمل صناع، نتائجه تظهر على الجميع، وتغيير حياة الإنسان وتجعله يتغلب على الاحباط، ونوائب الأيام، لأن الأمل قوة وطريق واضح.. فالأمل إيمان راسخ لا يهتز، ليس مجرد عاطفة، أو لحظة نشاط، بل إنه إيمان راسخ يعطى صاحبه قوة فولاذية لمقاومة الصعاب، تجعله يؤمن دائمًا بأن المستقبل أفضل من الحاضر.
صناعة الأمل، هى عمل ليس بالأمر البسيط، ولكنها علم وفن تشترك فيه كل عناصر المجتمع الأسرة والمدرسة والإعلام والمؤسسات الدينية، وتقوم على بث النظرة التفاؤلية والإيجابية للحياة، وحث الناس على الإنتاج والبناء والتقدم، لذلك نحتاج جميعًا بث الأمل، الذى نحيا به، وبه نتجاوز المحن والصعاب.
وتحتاج صناعة الأمل، إلى مقومات وعناصر، منها تحديد الهدف، والتعلم، والتخطيط الجيد، ونشر ثقافة التفاؤل، أو ما يعرف بالإيجابية، والحب، والثقة، والرغبة في تحدى الظروف وتغييرها، والتجاوب مع معطيات الحياة، والقناعة، والعطاء، واكتساب المهارات والقدرات، وهى ليست مسئولية فردية بل مسئولية المجتمع، بكل أفراده ومؤسساته، كما تحتاج إلى إرادة.
فالتفاؤل والأمل، رغبة وحاجة إنسانية، لا فرق فيها بين عربى ولا أعجمي، ولا عالم أول ولا ثالث، غير أن الدول المتقدمة تحرص على زراعة الأمل في نفوس أبنائها منذ الطفولة، فهو طاقة النور التى تنير حياتنا، فبالأمل نتحمل المرض، وبالأمل نتحمل التعب، والأمل هو المستقبل، وهو الذى يفجر الطاقات البشرية، ويستخدم الموارد المادية نحو أهداف المجتمع والنهوض به.
وصناعة الأمل من الصناعات الثقيلة، التي يجب الاهتمام بها لإحداث نهضة فكرية واقتصادية واجتماعية وسياسية، فبالأمل صعد الناس إلى القمر، وحلقوا في الفضاء وغاصوا في أعماق البحار، واكتشفوا ما تحت التراب من كنوز، فالأمل بمنزلة القاطرة التى تجر خلفها العربات المليئة بأحلام البشر.
وفى غياب الأمل، يسيطر الحزن والتشاؤم والقلق والعصبية والعداوة، والوحدة، وتناقص الهمة، وضعف الروح المعنوية، والفشل في حل المشكلات، وبالتالى الاكتئاب، واليأس، والانتحار، فمن يحيا من دون الأمل يكون قد كتب نهاية حياته بيده. 
والواجب على الإعلام ورجال الدين، هو صناعة الأمل، من خلال التحفيز والتفاؤل واستعراض تجارب ونماذج مجتمعية لشباب ومجتمعات كسرت اليأس، وحققت التفوق، ونشر تجارب ونماذج من قهروا اليأس، فبالأمل تقل مساحة استقطاب الشباب نحو التطرف والجريمة، والهجرة غير الشرعية، وتقضى على الشائعات، وصناعة الأمل لدى الشباب علم أهم محاوره إشراكهم في مشروعات وخطط الدولة.
وعلينا جميعا اتقان صناعة الأمل، لبث الروح الإيجابية في الشباب الذين هم عقول وأيادى مصر، الذى تراهن عليهم، لكى يحملوا رايات العبور لمستقبل مشرق وواعد.