السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الإعلام العبري: هجوم «أرامكو» رسالة تهديد لإسرائيل وأمريكا.. تردد واشنطن في الرد حث النظام بـ«طهران» على رفع سقف المخاطرة.. استهداف المنشآت النفطية جاء ردًا على العقوبات المفروضة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناولت وسائل الإعلام العبرية، الهجوم الذى تعرضت له مصافى النفط لشركة «أرامكو» السعودية ١٤ سبتمبر الجاري، ووجهت بعضها أصابع الاتهام تجاه إيران وميليشياتها مباشرة، فيما رأت بعض المراكز البحثية الأمنية الإسرائيلية أن هذا الهجوم هو رسالة ليس فقط للسعودية وإنما لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال موقع «ديبكا» الاستخباراتي، إن عشرات الطائرات دون طيار إيرانية الصنع انطلقت من العراق، هى من قامت بمهاجمة مصافى النفط السعودية.
وأوضح الموقع العبرى أن عشرات الطائرات دون طيار من نوع «درونز» قد أقلعت من قواعد الميليشيات العراقية الموالية لإيران في جنوب العراق، وبأن المسافة بين هذه القواعد والمنشآت النفطية السعودية ما يزيد قليلا على ٨٠٠ كم فقط. وأكد الموقع أن قائد فيلق القدس قاسم سليمانى هو مهندس الهجمات، بالتعاون مع المجموعات الشيعية في العراق.
ونقل الموقع عن مصادر وصفت بـ«الاستخباراتية»، إن «سليماني» كان قد وصل قبل أيام من الهجوم برفقة قيادات العمليات الإيرانية إلى بغداد، وأنه اجتمع مع أربعة من القادة الشيعة في العراق على رأسهم نورى المالكي، كما اجتمع أيضا بحسب الموقع، مع هادى العمرى قائد قوات بدر في العراق وكذلك فالح الفايد قائد وحدات التعبئة. وأشارت المصادر للموقع العبري، أنه خلال اللقاء الذى جمع «سليماني» بالقادة الشيعة في العراق تم دراسة العديد من المواضيع، أهمها: ماذا سيكون الرد العسكرى في حال قامت الولايات المتحدة والسعودية بشن هجمات ضد إيران ردا على الهجوم على حقول النفط السعودية. وكذلك تمت دراسة الردود العسكرية الموجهة إلى إسرائيل ردا على الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في العراق وسوريا وكيفية وقفها بشكل نهائي.
وأفاد الموقع بأن هذا الهجوم يعتبر أكثر الهجمات الإيرانية توسعا على أهداف نفطية في الخليج، منذ أن بدأت الهجمات في المنطقة قبل ٥ أشهر، وتحديدا في الأسبوع الثانى من مايو الماضي، حينما تم توسيع الجبهة الإيرانية ضد العقوبات الأمريكية في العراق.
وحذر الموقع الإلكترونى العبرى بلاده والولايات المتحدة الأمريكية من إنشاء الحرس الثورى الإيرانى لبنية تحتية لوجستية جوية في العراق، قادرة على استهداف «بنك أهداف» في الشرق الأوسط، عبر إطلاق عشرات الطائرات دون طيار «درونز» المتفجرة.

في المقابل، نقلت «كان حداشوت» عن مسئول إسرائيلى قوله إن الهجوم على منشأتى «أرامكو» بدد إمكانية إجراء مفاوضات بين واشنطن وطهران، مضيفا: «ليس واضحا ما إذا كان لقاء ترامب وروحانى سيحصل، ومتى». وعلى صلة، اعتبر محلل «القناة ١٢» الإسرائيلية لشئون الشرق الأوسط والشئون العربية، إيهود يعاري، استهداف المنشآت النفطية السعودية بمثابة تحذير، خاصة أنه لم يتم اكتشاف واعتراض الوسائل القتالية التى استهدفت منشآت «أرامكو».
وكتب أنه سواء كان إطلاق الطائرات من اليمن أو من العراق، فإن المغزى هو أنه بإمكان طهران تسديد ضربة دقيقة وسريعة لأهداف حساسة لخصومها. وإذا كانت إيران قد نفذت ذلك ضد السعودية، فبإمكانهم محاولة تنفيذ ذلك ضد إسرائيل. وتابع أن «كل صاروخ وطائرة مسيرة قدمها فيلق القدس للحوثيين في اليمن سوف تصل، في نهاية المطاف، إلى حزب الله والميليشيات في سورية والعراق، وربما إلى حركة حماس». وشدد على أن الهجوم نفذ من مسافة تقدر بنحو ألف كيلومتر، دون أن تكتشف ذلك منظومات الدفاعات الجوية، ودون أن تجرى أية محاولة لاعتراضها. والأمر «لا يقتصر على إصابة الرادارات السعودية بالعمى، إنما أخفقت الرادارات الأمريكية أيضا».
ويخلص إلى أن ما حصل هو «درس مهم لإسرائيل بشأن شدة التهديد الإيراني، ومدى الجرأة التى بإمكانهم إظهارها، ومدى أهمية إحباط مشاريعهم مسبقا».
في السياق، قال تقرير صادر عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، ونشرته صحيفة «هآرتس» إن هذا الهجوم يعد أخطر ضربة لمنشآت النفط في الخليج منذ حرب الخليج الأولى».
وأشار التقرير، إلى أن «السعوديين يحافظون على تعتيم بالنسبة للتفاصيل الكاملة للهجوم»، وأنهم «يمتنعون عن توجيه اصبع اتهام تجاه إيران، خلافا لردود أفعالهم بعد الهجوم المنسوب لإيران، في مايو الماضي، ضد ناقلات نفط في الخليج ومنشآت نفطية في السعودية».
واعتبر التقرير أن استهداف المنشآت النفطية من جانب إيران «ردا على العقوبات المفروضة عليها، في هذا التوقيت الحساس، الذى يحاول الرئيس الفرنسى الحصول على موافقة أمريكية لتعويض جزئى لإيران، يكتسب أهمية أكبر ويدل على إصرار إيران على إظهار قوتها لإلحاق أضرار بثمن احتمال تدهور الأوضاع، رغم أنه على الأرجح أن النظام الإيرانى يقدر أن المملكة العربية السعودية والإدارة الأمريكية لن تسارعا إلى جر المنطقة إلى مواجهة عسكرية واسعة».

وفيما أعلن الحوثيون عن مسئوليتهم عن مهاجمة منشأتى «أرامكو»، إلا أن تقرير المعهد أشار إلى أن هذا الهجوم «يتجاوز حدود الحرب في اليمن بكثير، خاصة إذا اتضح بشكل مؤكد أن الهجوم نفذ من الأراضى الإيرانية. 
وفى ظروف كهذه، ينبغى الأخذ بالحسبان أنه حتى لو أن الإيرانيين غير معنيين بتدهور واسع مقابل الولايات المتحدة، فإنهم مستعدون لتحمل مخاطر تتجاوز ما فعلوه حتى الآن.
وبين أسباب ذلك تقديرهم أن الرئيس الأمريكى والسعوديين ودول الخليج الأخرى ليسوا معنيين بتصعيد واسع، وأن الأوروبيين أثبتوا خلال جولات الهجمات السابقة بناقلات النفط مدى تخوفهم من تصعيد عسكري».
ورأى التقرير بالهجوم ضد منشأتى «أرامكو» أنه يحمل أيضا تلميحا غير مباشر إلى إسرائيل، «التى تتباهى بهجماتها في سوريا والعراق»، «حيال قدرات إيران العسكرية بالرد ليس من أراضيها وبواسطة أسلحة متطورة». 
ولفت التقرير إلى أنه رغم تصريح ولى عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، الذى قال خلال محادثة مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن السعودية مستعدة وقادرة على الرد على الهجمات، من دون ذكر إيران، إلا أنه «فعليا، توجد لدى المملكة كوابح من مواجهة تبعاتها». 
وأضاف التقرير أن «الرئيس ترامب يواجه مصيدة، لأن الغاية بالنسبة له هى استئناف المفاوضات مع إيران حول اتفاق جديد واحتمال عقد لقاء مع الرئيس الإيراني، في موازاة الامتناع عن الانجرار إلى خطوات عسكرية، وتردد الرئيس ترامب حتى الآن من الرد عسكريا على الخطوات الإيرانية، حث النظام في طهران على رفع سقف المخاطرة».
واعتبر التقرير أن للهجمات الأخيرة عدة دلالات مهمة، أولا: «إبراز إيران لقدراتها، بل وتجسد إصرارها على إثبات أنها تعتزم تنفيذ تهديداتها بإلحاق أضرار بالغة لسوق النفط طالما أن الضغوط عليها مستمرة». 
ثانيا: « تردد ترامب بالرد عسكريا على الخطوات الإيرانية، وبينها إسقاط طائرة أمريكية من دون طيار، أدى إلى تآكل قوة الردع الأمريكية، وعلى ما يبدو حث ذلك الإيرانيين على تصعيد معركة الضربات في الخليج».
ثالثا: «بالنسبة لإسرائيل، ورغم اختلاف طبيعة الجبهات، فإنه يوجد في الخطوات الإيرانية رسالة غير مباشرة وواضحة بشأن قدراتها العسكرية المتطورة، التى بالإمكان استخدامها خارج أراضيها أيضا، إثر استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا والعراق، وهذا تلميح أيضا لاحتمال حدوث تدهور عسكرى بين إسرائيل وحزب الله في لبنان».
وأكدت وزارة الدفاع السعودية، أن الأدلة تؤكد أن الهجوم على «أرامكو» لم ينطلق من اليمن، وأنه تم استخدام ١٨ طائرة مسيرة و٧ صواريخ كروز في الهجوم. وقال المتحدث الرسمى باسم الوزارة العقيد ركن تركى المالكى «لدينا أدلة على تورط إيران في الأعمال التخريبية بالمنطقة»، مضيفا: أن الهجوم على «أرامكو» لم يكن ضد المملكة فقط، وإنما على المجتمع الدولي، وأكد أن الهجوم جاء من الشمال وليس اليمن، وبكل تأكيد إيران وراء الهجوم، وهو امتداد للهجوم الذى وقع في مايو.
وقال «المالكي»: التحقيقات مستمرة لتحديد مكان انطلاق الطائرات المسيرة وصواريخ كروز بدقة، وأضاف تركى المالكى قائلا: من أطلق الطائرات المسيرة والصواريخ سيتحمل المسئولية.