لقد مر تنظيم القاعدة بمراحل وأجيال منذ أسامة بن لادن وانتهاءً بجيله الحالي من إرهابي سيناء وغيرهم ممن يعرفون بالجيل الرابع ، وسنحاول أن نمر مرورًا سريعًا على هذه الأجيال لكي نفهم حقيقة ما يدور على الأرض في ساحة المعركة .
1- الجيل الأول : و هو جيل المؤسسين أو جيل المحاربين القدامى ويضم القادة التاريخيين للتنظيم كأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهما ، وهذا الجيل يمكن تسميته "الجيل التقليدي" أو الكلاسيكي للتنظيم ، ويبدأ من بداية التنظيم في بداية التسعينات من القرن الماضي إلى بدايات القرن العشرين .
2- الجيل الثاني وهو جيل ما بعد طالبان أي ما بعد 2001 م ويضم جيلًا من القيادات الشابة التي ظهرت كقيادات بديلة لتلك التي قتلت أو اعتقلت من قِبل القوات المحتلة في أفغانستان.
ويضم هذا الجيل عددًا من القيادات الشابة منها "أبو مصعب الزرقاوي" و هو أردني الجنسية ، و شخصان إندونيسيان الجنسية أحدهما يعرف بــ "ذو القرنين" و اسمه "عارف سونارسو" و الآخر يدعى "ذو المتين" و كنيته العبقري ، و شخص مغربي يدعى "عامر عزيزي" و آخر تركي يدعى "حبيب أكداش" و غيرهم .
3- الجيل الثالث و هو جيل الجهاد الإلكتروني أو الجهاديين الافتراضيين ، و ظهر هذا الجيل في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق و يقوم بالعمل عبر الشبكة المعلوماتية بعد تدريب متقن على كيفية استخدامها، وقد قامت هذه المجموعة بمضاعفة المواقع الإلكترونية التابعة للقاعدة بشكل جنوني فبدلًا من 13 موقعًا فقط في 2001 م اقترب عددهم من 5000 موقع بعد 2003م
وهذا الجيل استخدم الإنترنت كوسيلة للتواصل بسبب صعوبة التواصل الميداني بعد الملاحقة الأمنية و التشديد الأمني على القيادات مما زاد من القيود على حرية الحركة .
وهذا الجيل يضم مجموعة من الجهاديين الافتراضيين المتخصصين في العمل الإلكتروني من أجل توفير الدعم المادي والمعنوي وكذلك التلاقي والتواصل مع القاعديين الميدانيين بالإضافة إلى نشر الفكر و السعي لضم أعضاء جدد من رواد الشبكة العنكبوتية .
4- الجيل الرابع و يعرف بجيل "أنصار الشريعة" وهو جيل يتمتع بلا مركزية في الحركة والتنظيم و العمل ولكنه يحظى بتأييدٍ و دعم مادي و معنوي من التنظيم الأم و ذلك بعد الحصول على ختم أو امتياز القاعدة و إعلان البيعة لأميره .
وهذا الجيل الرابع يعمل باستراتيجية مختلفة عن كل الأجيال السابقة عليه ، بداية من العام 2011 م ، وذلك بالعمل في أراضي مخلتفة و بوسائل متنوعة ، لتتماشى مع التغيرات الطارئة على دول الربيع العربي .
فكل خلية تعمل على حدتها و بما تمتلك من وسائل و طاقات و أفراد و بطريقة الخلايا العنكبوتية بحيث تكسب أرضًا جديدة و تحاول السيطرة على الدولة التي تتواجد بها بشتى الطرق ثم يتم بعد ذلك الاتحاد في كيان عام .
ليصير هذا الجيل هو الأخطر في تاريخ التنظيم و الأعنف و الأشرس ، ويختلف عن سابقيه في كونه يخطط عالميًا وينفذ محليًا .
وتبقى في النهاية شفرة تميز هذا الجيل الرابع من التنظيم و هو اسمٌ توافقوا على أن يجمعهم و الذي لابد أن يحمل تصريفًا من اسم "الأنصار" فتجد : أنصار الشريعة ، و أنصار بيت المقدس و أنصار الجهاد و أنصار المجاهدين و جبهة النصرة و غيرها و التي يجمعها كيانٌ واحد و هو الجيل الرابع من تنظيم القاعدة .