مصر على أعتاب حلم التحول لمركز إقليمي لتصدير الغاز.. 30 مليار دولار حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة المصري.. وخبراء: نمتلك 200 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي.. وخبراتنا تؤهلنا للنجاح في إسالة الغاز
في خطوة لدعم الجهود المصرية في مجال الطاقة، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها للخطط الاستراتيجية التي تعدها مصر من أجل التحول إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز، وذلك في أعقاب لقاء موسع عقده وزير البترول المصري المهندس طارق الملا مع نائب وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت في القاهرة.
اللقاء المصري - الأمريكي كان نقطة انطلاق أيضا لأول حوار استراتيجي في مجال الطاقة بين مصر والولايات المتحدة، بهدف تعزيز قدرات مصر في إنتاج وتخزين وتوزيع الطاقة، والذي يعد إحدى ثمار منتدى غاز شرق المتوسط الذي استضافته القاهرة يوليو الماضي.
ويهدف الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي في مجال الطاقة إلى "تسهيل التعاون الحكومي والخاص في مجال الطاقة بين الولايات المتحدة ومصر، والسعي لجذب الاستثمارات الأمريكية إلى مصر بالاعتماد على أحدث الطرق التكنولوجية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجال تجارة الطاقة، تكنولوجيا الفحم النظيف واستخدام الكربون وتخزينه والاقتصاد الحيوى وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة وتقنيات المبانى الخضراء والشبكات الذكية وبناء قدرات الطاقة، بحسب بيان صادر عن وزارة الطاقة الأمريكية.
ويرى المسئولون عن قطاع الطاقة الأمريكي أن الحكومة المصرية ساعدت على استقرار السوق الداخلية إلى حد ما، وأبدت استعدادها للقيام بالمزيد من التطوير وهو أمر مهم ومؤشر جاذب للاستثمارات، وهو ما ترجمته الأرقام التي أعلنها وزير البترول المصري الذي أكد أن مصر تمكنت من جذب استثمارات بلغت 30 مليار دولار بقطاع الطاقة الذي يساهم بنسبة 25% من الناتج المحلي الإجمالي.
خبراء الطاقة أكدوا أن مصر تمتلك كل المقومات الأساسية للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة ولتصدير الغاز أيضًا، حيث أكد الدكتور جمال القليوبى، أستاذ هندسة البترول والطاقة، عضو مجلس إدارة جمعية البترول المصرية، أن مصر تمتلك ثروات كبيرة من الغاز الطبيعي، بل ويمكننا القول إن مصر لها نصيب ضخم يقدر بثلث احتياطى الغاز في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والبالغ نحو 1230 تريليون قدم مكعب غاز.
وأضاف القليوبي أن مصر لديها احتياطى يقدر بنحو 200 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعى، وهو الأمر المرشح للزيادة في حال الاستفادة من الثروات المصرية الموجودة في الصحراء الغربية والتى تعد كنز مصر الحقيقي.
وأكد الخبير البترولي أنه على الرغم من النجاحات الكبيرة والاكتشافت العملاقة التي أعلنت عنها مصر في الآونة الأخيرة إلا أن حجم الاكتشافات البترولية بها لم تتجاوز مستوى الـ30% حتى الآن.
ووافقه الرأي الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده، مؤكدا أن مصر على أعتاب التحول لمركز إقليمي لتصدير الغاز وبخاصة بعد الاكتشافات العظيمة التي شهدتها في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن حقل ظهر والذي يعد رأس الحربة في اكتشافات الغاز المصري، بإنتاج بلغ نحو 2.7 مليار قدم مكعب، إلا أن هناك العديد من الاكتشافات التي من المقرر أن تلقى أصداء كبيرة في الفترة المقبلة.
وأكد "رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية" أن مصر نجحت في تحقيق خطى كبيرة في مجال اكتشافات الغاز حيث اكتشفت شركات بريطانية 9 اكتشافات بترولية جديدة، فيما بدأت بشائر خيرات الصحراء الغربية في الظهور مع استمرار العمل في الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن مصر أصبحت تمتلك الكثير من الخبرات في مجال إسالة الغاز من أجل تعظيم الاستفادة منه لزيادة الدخل القومي من النقد الأجنبي.
