السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تروي ذكريات التصدي للمؤامرة.. 63 عامًا على انسحاب المرشدين الأجانب من قناة السويس.. ملحمة مصرية في مواجهة الغطرسة الغربية

قناة السويس
قناة السويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت قناة السويس معارك عديدة عبر العصور، ولم تنته معاركها بقرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية، حيث استمرت جولات النضال بعدها بالمؤامرات التى دبرت لتعطيل العمل في القناة. فبعد أن رفضت الولايات المتحدة الأمريكية تمويل بناء السد العالي، لم يجد الزعيم جمال عبدالناصر بدًا من تأميم شركة قناة السويس لتمويل السد، فما كان من الشركة الفرنسية إلا أن بحثت جاهدة عن كل ما يؤدى لتعطيل الحركة الملاحية بالقناة، وبالتالى انهيار الشركة وفشل التأميم، فقررت سحب المرشدين من العمل بالقناة، ولكن القيادة المصرية آنذاك تعاملت بحكمة بالغة واحتوت الأزمة، وتروى «البوابة نيوز» تفاصيل المؤامرة والأزمة وكيفية مواجهتها في السطور التالية..

البداية كانت مع القبطان على نصر، أحد المشاركين في عملية تأميم قناة السويس، والذى كان مكلفا بالسيطرة على مكتب قناة السويس في القاهرة، والذى قال إن الإدارة المصرية وجميع العاملين بالهيئة واجهوا العديد من الصعوبات من قبل الشركة الفرنسية لرفضهم الشديد الإفصاح عن أى معلومات أو بيانات خاصة بإدارة القناة، كما واجه المرشدون المصريون مؤامرة المرشدين الأجانب بالاعتماد على مجموعة أخرى من المرشدين اليونانيين، وعددهم ٦ مرشدين، و٣٠ مصريا من المرشدين القدامى، وهو ما ساهم في نجاح عملية التأميم والتصدى لمؤامرة انسحاب الأجانب، وكان الـ ٣٦ مرشدًا يواصلون الليل بالنهار لإرشاد السفن في رحلة واحدة بطول قناة السويس دون تقسيم.
ويضيف «نصر»: «بعد إتمام عملية التأميم واصلنا العمل ١٤ يوما دون انقطاع ودون نوم، وكان معنا المهندس محمود يونس، وخلال هذه الفتره بدأنا رصد مناطق الضعف، وأول ما تم التخطيط له هو الاستعداد لانسحاب المرشدين الأجانب، وكنت أنا أول من تنبأت بالانسحاب كما أننى ساهمت في وضع خطة التصدى لهذه المؤامرة».
وتذكر القبطان على نصر عندما استدعاه المهندس محمود يونس، قائلا له: «أنت ضابط بحرى وحاصل على شهادة ربان أعالى البحار، وسبق لك أن توليت قيادة سفن»، وأمره بالتوجه إلى بورسعيد ليتعلم الإرشاد في قناة السويس.
ويواصل: «بالفعل بدأت الصعود على المراكب يوميا من بورسعيد إلى الإسماعيلية، وكانت أول مركب قائدها فرنسي، ورفض مصاحبتى في الإرشاد، لكنى صممت على الصعود وانتظرت دخول المركب الغاطس وصعدت عليها، ليكون القبطان أمام الأمر الواقع، وبدأت أراقبه عن بعد حتى أعرف الكثير عن الإرشاد، واستمر هذا الوضع لمدة أسبوع».

وتابع «نصر»: «بعد ذلك استدعانى المهندس محمود يونس مرة أخرى من بورسعيد إلى الإسماعيلية، وسألنى عن رأيى في المرشدين الأجانب، وعن إمكانية استمرارهم في العمل، وكان هذا اللقاء مشهودا، فمن خلال احتكاكى المباشر مع المرشدين خلال الفترة السابقة علمت بالمؤامرة التى يخططون لها، حيث كانوا يبيعون أثاث منازلهم بأسعار زهيدة، وهذا معناه استعدادهم للانسحاب، ثم سألنى المهندس محمود يونس عن الحل، وأكدت له أنه من خلال استدعاء ضباط من البحرية المصرية والبحرية التجارية والإعلان عن احتياج قناة السويس لمرشدين أجانب لنستطيع التصدى للمؤامرة».
وقال «نصر»: «اقترحت عليه تقسيم المرشدين إلى ٤ مجموعات لتدريبهم على الإرشاد في قناة السويس، حيث يتم تدريب المجموعة الأولى من خارج المجرى الملاحى في بورسعيد إلى بورسعيد، والمجموعة الثانية من بورسعيد إلى الإسماعيلية، والمجموعة الثالثة من الإسماعيلية إلى السويس، والمجموعة الرابعة من السويس إلى خارج المجرى الملاحي، وهنا طار المهندس محمود يونس من الفرحة لشدة إعجابه بالخطة، خاصة أن الجميع أكدوا له استحالة التصدى لمؤامرة الانسحاب، وذلك لأن المرشد يحتاج تدريب ٦ أشهر للعمل داخل قناة السويس، وكان الوقت لا يسمح بهذه المدة، وكان يجب أن يتم تدريب المرشد في جميع قطاعات قناة السويس وميناء بورسعيد والسويس».
ويتابع: «على الرغم من خبرتى المحدودة في العمل بقناة السويس، رأيت أن حل تقسيم قناة السويس إلى قطاعات متاح تنفيذه، خاصة في ظل الظروف الصعبة التى كانت تمر بها الإدارة المصرية لقناة السويس، وكان لدى هيئة قناة السويس ٦ مرشدين يونانيين و٣٠ مرشدا مصريا يعملون في القناة منذ سنوات قبل التأميم، بالإضافة إلى ضباط البحرية المصرية وعدد آخر من المرشدين الأجانب الذين انضموا للعمل بعد ذلك وتعلموا الإرشاد، وكان هؤلاء الـ٣٦ مرشد القدامى يعملون في إرشاد السفن من بورسعيد إلى السويس والعكس في رحلة واحدة، أما المرشدين الجدد، فتم تقسيمهم إلى مجموعات كما ذكرت وظل العمل مستمرا على هذا المنوال ٢٨ يوما للتصدى لمؤامرة الانسحاب».
ويواصل القبطان على نصر: «في ليلة ١٤ سبتمبر تم استدعاء جميع المرشدين إلى مكتب المهندس محمود يونس بالإسماعيلية، وقال لنا «يا للا يا رجالة شدوا حيلكم الأجانب انسحبوا» وحصل كل مرشد على بيانات السفينة التى سيقودها، وتوجه كل إلى موقعه، وهنا أذاعت وسائل الإعلام الأجنبية، نبأ انسحاب المرشدين، وأن مصر قامت بتدريب طلاب ثانوى تدريب سريعا على إرشاد السفن، مما يشكل خطورة على حركة الملاحة والتجارة العالمية، وفى اليوم التالى كان المهندس محمود يونس يقود سيارته بجوار السفن العابرة لقناة السويس، ويتحدث إلى المرشدين في مكبرات صوت لتشجيعهم على مواصلة الأعمال وكان ينادى كل مرشد باسمه».
ويضيف: كانت السفينة التى كلفت بإرشادها ألمانية، وفور صعودى عليها سألنى ربان السفينة عن هويتى وشهادة ربان أعالى البحار ليطمئن على إمكانية إرشادى للسفينة، وأبلغت المرشد أننى حديث في عملى، وهذه أول سفينة أتولى إرشادها بمفردي، فربت الربان على كتفى وتمنى لى التوفيق، وبدأ الربان يراقب عملى من بعيد، وأنا أُعطى التعليمات، وبدأت في تحريك السفينة باتجاه العبور، لكن الخوف وحجم المسئولية الملقاة على كتفى جعلت جميع الشماندورات والعلامات الإرشادية تختفى من أمام عيني، وحاولت رؤيتها بالنظارة المعظمة، لكنى لم أستطع تمييزها، ومرت لحظات حتى هدأت وبدأت في قيادة السفينة ببطء شديد وتحركت من ميناء بورسعيد حتى وصلت بداية المجرى الملاحي، وبعد دقائق من دخول المجرى الملاحى، وجدنى ربان السفينة هادئا ولدى ثقة عالية فيما أقوم به، وهنا انصرف للنوم واطمأن على السفينة معى ومع أول ضوء للنهار، وجدت عبر مكبرات الصوت شخصا ينادى باسمى إذ هو المهندس محمود يونس يسير بجوار المجرى الملاحى ليشجع المرشدين على مواصلة أعمالهم، وقال لى شد حيلك ربنا معاك، واستمر ينادى المرشدين كلا باسمه حتى مرت جميع سفن قافلتى الشمال والجنوب».
ويختتم القبطان على نصر: «في تمام العاشرة والنصف صباحا، صعد ربان السفينة إلى مركز القيادة ليسلم لى برقيه تحمل «الشعب المصرى يهنئكم وقرر منحكم وسام الاستحقاق» بتوقيع من الرئيس جمال عبد الناصر، ووجهت هذه البرقية لجميع مرشدى هيئة قناة السويس، الأمر الذى رفع من روحنا المعنوية بالانتصار واعتراف القيادة السياسية والعالم أجمع بنجاح المصريين في إدارة أهم مرفق ملاحى عالمي، والتصدى لمؤامرة انسحاب المرشدين الأجانب، وكان عدد المرشدين وقتها ٩٠ مرشدا، ثم جاء بعد ذلك ١٤٠ مرشدا أجنبيا من جنسيات مختلفة بين الروس والألمان والأمريكان وغيرها، وكانت من حكمة القيادة المصرية هى الاستعانة بعدد من الأجانب بشرط حصولهم على شهادة ربان أعالى البحار».

وفي ذات السياق قال المهندس محمد عزت عادل، الرئيس الأسبق لهيئة قناة السويس، وأحد أضلاع عملية تأميم القناة، إن عملية اقتحام الشركة العالمية لقناة السويس في مدن القناة الثلاث والقاهرة، تمت بنجاح تام، ودخل محمود يونس إلى مكتب مسيو بير مينيسيه، مدير الشركة الفرنسي، وجلس فيه وبدأ يعطى تعليماته إلى مدير الشركة، وفى نفس الوقت دخل عبد الحميد أبو بكر، ومعه عزت عادل وقاسم سلطان، إلى مكتب الملاحة الرئيسى الذى يتحكم في الملاحة في قناة السويس، ويسيطر على جميع التحركات بالقناة، وكان في مكتب التحركات وردية ليل، وكان أعضاؤها من الأجانب، فيما عدا موظف صغير اسمه فوزى حليم، أبلغهم عبد الحميد أبو بكر بقرار التأميم وطمأنهم على حقوقهم إذا استمروا في عملهم، كما كانوا من قبل، وأبلغهم أن قاسم سلطان سيتولى قيادة العمل، وفى حالة أى مخالفة للتعليمات سيتم اتخاذ إجراءات عنيفة ضد المخالف.
ويواصل «عادل»: «في اليوم التالى للتأميم بعد أن تواصل العاملون الأجانب مع إدارتهم في فرنسا، قالوا لنا نصًا «أنتم لستم مقدرين رد فعل العالم الغربي»، وكان الرد عليهم واضحا «ابعدوا قناة السويس عن السياسة، الملاحة في القناة لن تتوقف لحظة تحت إدارة الحكومة المصرية».
وأكمل: «بعد انتهاء عبد الناصر من خطابه في ميدان المنشية نزل إلى الشارع ليركب سيارته المكشوفة، ليلتف حوله أهل الإسكندرية وحملوا سيارته على أكتافهم، وساروا بها بعض الأمتار وخرجت صحف العالم بنبأ التأميم، وشككت معظمها في قدرة المصريين على تحمل مسئولية إدارة القناة والملاحة، وطالب البعض بفرض حماية دولية للقناة وتعيين لجنة دولية لإدارتها، وطالب البعض الآخر بضرورة تأديب جمال عبد الناصر، وطرح خبراء القانون سؤالا مهما: هل كان تأميم قناة السويس عام ١٩٥٦ ضروريا رغم أن الامتياز كان سينتهى خلال ١٢ سنة وتعود القناة لمصر والإرادة المصرية؟».
وأضاف أن مواجهة المؤامرة كانت بخطة محكمة، حيث كان التأميم في فصل الصيف، وتقليد الشركة كان إعطاء كافة المرشدين تذاكر مجانية للسفر إلى أى دولة لقضاء عطلة الصيف، ولاحظ محمود يونس خلال هذه الفترة سفر المرشدين الأجانب وعدم عودتهم، كما أنهم قاموا ببيع مقتنياتهم، ومن خلال هذه التحريات أيقن محمود يونس المؤامرة، ولذلك أعلن في الصحف العالمية عن طلب وظيفة مرشد بقناة السويس، لكن المرشدين الأجانب انسحبوا جميعًا ما عدا اليونانيين، فقد رفضوا الانسحاب بالرغم من الإغراءات التى عرضت عليهم من الشركة الفرنسية للعمل في باريس. وتابع الرئيس الأسبق لهيئة قناة السويس: تحسبا لهذا الموقف طلب محمود يونس مرشدين أجانب للعمل بهيئة قناة السويس، لكنه واجه مشكلة ضرورة تدريب المرشدين الجدد لمدة لا تقل عن سنتين، لتمكينهم من الصعود على السفن وإرشادها في قناة السويس، ولذلك اعتمد محمود يونس على المرشدين المصريين واليونانيين لتدريب المرشدين الجدد في أقل فترة ممكنة، وفى يوم ١٤ سبتمبر اتفق المرشدون الأجانب على الانسحاب في وقت واحد، وتجمعوا في نادى الشراع بالإسماعيلية استعدادًا للرحيل، وعندما علم محمود يونس بما يحدث طلب أن يعزف لهم النشيد الفرنسى لتوديعهم.
واتفق المرشدون الأجانب مع شركات الملاحة على إرسال ٥٠ سفينة في اليوم بدلا من ٣٥ سفينة لإثبات عجز المصريين عن إدارة قناة السويس وفشل عملية التأميم، وبعد وصول السفن سمح محمود يونس لهم بدخول المجرى الملاحى لقناة السويس وأعطى تعليمات بإرشادهم، وكان المعتاد أن يرشد كل سفينة ٤ ربابنة، لكن في هذه الحالة تحدى مرشدو هيئة قناة السويس أى ظروف، واستطاعوا أن يثبتوا قدرتهم وإرادتهم في تحقيق المستحيل، حيث استطاع المرشد الواحد في ذلك الوقت إرشاد سفينتين خلال رحلتيهما بالمجرى الملاحى لقناة السويس، رغم صعوبة الطقس في هذه الفترة، والتى كان يلزم إغلاق الملاحة ومنع دخول السفن، لكن محمود يونس أصر على تحدى الصعاب، وفقط تم تأجيل دخول القافلة الأولى لمدة ساعة واحدة لحين تحسن الظروف الجوية، وفى هذه الأثناء خرجت صحف العالم خاصة الصحف الإنجليزية، تؤكد فشل المصريين على إدارة قناة السويس، وجاءت عناوين الصحف «ازرعوها بطاطس»، وبعد ساعة دخلت أول قافلة، وكان محمود يونس في ذلك اليوم يسير بطول المجرى الملاحى، وينادى في ميكروفون على اسم كل قبطان سفينة لتشجيعه وتحفيزه، ويقول لهم: «الهمة يا رجالة»، وبالفعل استطاع المرشدون المصريون واليونانيون أن يتخطوا المؤامرة التى صنعتها الشركات الأجنبية لإجهاد قناة السويس والإدارة المصرية لإثبات فشل التأميم وعودة قناة السويس تحت الإدارة الفرنسية.

وأبلغ محمود يونس الرئيس جمال عبد الناصر بنجاح التصدى لانسحاب المرشدين، وفى اليوم التالى كان عبد الناصر يشهد حفل تخرج طلبة كلية الطيران، وخلال الحفل تحدث عن مؤامرة انسحاب المرشدين، وأشاد بالدور البطولى الذى قام به محمود يونس ورجاله، وأمر بمنح جميع المرشدين والقائمين على الملاحة في قناة السويس وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، مشيرا إلى مؤامرة انسحاب المرشدين التى استمرت ٣٠ يوما، كان أصعبها أول ١٥ يومًا، وكل يوم كان الوضع يتحسن قليلا حتى وصل إلينا مرشدون آخرون، وأرسلت لنا القوات البحرية قادة وعاملين ساعدونا كثيرا في هذه الفترة.
ويختتم المهندس محمد عزت عادل قائلا: «لن أنسى الدور البطولى الذى قام به المرشدون اليونانيون، وكان عددهم ٧ في ذلك الوقت، لم يتخلوا عن قناة السويس لحظة، بل قاموا بتعليم المصريين على شئون الملاحة وكافة التفاصيل الفنية التى تساعدهم في إرشاد السفن».
وفي ذات السياق قدم القبطان هلال يحيى ياسين، مراقب ملاحة وكبير مرشدى هيئة قناة السويس، شهادته عن التصدى لمؤامرة المرشدين الأجانب، قائلا إن شقيق والده القبطان فهمى ياسين، كان ضمن أول ٥ مرشدين مصريين يعملون بقناة السويس، وتولى تدريب المرشدين المصريين الذين جاءوا بعد قرار التأميم لمواجهة مؤامرة انسحاب المرشدين الأجانب.
وأوضح «ياسين»، أنه التحق بالعمل في هيئة قناة السويس عام ١٩٨٨، حيث تولدت لديه صورة إيجابية عن العمل بالقناة، و«قباطنة» هيئة قناة السويس من خلال شقيق والده القبطان فهمى ياسين، وكان يرى أن معظم من يلتحق في البحرية يتمنى العمل بهيئة قناة السويس، وأن القبطان بالهيئة هو الأفضل كفاءة على مستوى العالم.
وأكد أنه علم من شقيق والده أنه خلال انسحاب المرشدين كان القباطنة المصريون يعملون طوال ٢٤ ساعة، وكل مرشد يتولى إرشاد سفينة خلال عبورها المجرى الملاحى كاملا، حيث كان من المتعارف أن للسفينة الواحدة ٤ مرشدين، لكن بعد حدوث أزمة الانسحاب المفاجئ قررت الإدارة المصرية للقناة ضغط الأعمال للمرور بسلام من هذه الأزمة.
وأضاف القبطان هلال، أن الفضل في نجاح الملاحة خلال هذه الفترة هو وطنية وإيمان المرشدين المصريين ومن عاونهم في ذلك الوقت من المرشدين اليونانيين، الذين فضلوا البقاء في الهيئة ولم تستهوهم الإغراءات والوعود التى قدمت لهم من الشركة المؤممة.