الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«القاعدة» في سوريا.. «حراس الدين» و«أنصار التوحيد».. أيدى «أبناء بن لادن» المشلولة.. وضربات أمريكية لمواقع التنظيم في إدلب يجهض المغامرة.. وخبراء: لن ينجح في استعادة النفوذ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في كل مرة يتأكد فيها انهيار مشروع تنظيم داعش الإرهابى بهزيمة أو فرار، يظهر تنظيم «القاعدة» باعتباره الكيان القادر على ملء الفراغ الإرهابى الذى يخلفه نظيره «داعش»؛ حيث يستغل «القاعدة» المناخ الملائم أمنيًّا لاستعادة موقعه على قمة الإرهاب الدولي، هذا الانتعاش- المرتقب والمتوقع- للقاعدة، تناولته تقارير إعلامية، بل واستخباراتية أيضًا، تحذيرًا وتنبيهًا من خطر «القاعدة» حال عودته بقوة.
وقد شهدت السنوات الأخيرة استعادة تدريجية من تنظيم القاعدة لنشاطه في مناطق متفرقة، أبرزها كان غرب أفريقيا، إلا أن تلك العودة لم ترتق لحجم القاعدة المعروف بتنفيذ عمليات كبرى؛ حيث عاملت أمريكا التنظيم باعتباره العدو الأول للبلاد، وشنت العديد من الغارات والضربات العسكرية التى استهدفت قيادات وكيانات تابعة لتنظيم القاعدة.


«أنصار التوحيد» آخر تلك الكيانات المستهدفة، إذ أعلنت القيادة المركزية الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية استهداف «منشأة تابعة لتنظيم القاعدة شمالى إدلب في سوريا، في هجوم استهدف قيادة التنظيم».
تتبع أمريكى
وبحسب تصريحات مسئول العمليات الإعلامية في القيادة المركزية، إيرل براون، لوكالات عالمية فإن العملية: «استهدفت قادة تنظيم القاعدة في سوريا المسئولين عن هجمات تهدد المواطنين الأمريكيين وشركائنا والمدنيين الأبرياء».
التتبع الأمريكى للقاعدة في سوريا ليس الأول من نوعه، إذ تعرّض ما يسمى «حراس الدين» (فصيل ينتمى للقاعدة في سوريا) في ٣٠ يونيو الماضي، لقصف مشابه لمقر التنظيم القاعدي.
ووفقًا لما نشرته تدوينات على قنوات تابعة للقاعدة بموقع «تيليجرام»، فالقصف أسفر آنذاك عن مقتل قاضى الحدود والتعزيرات، ويُدعى أبو عمر التونسي، إلى جانب القيادى أبو ذر المصري، والقيادى أبو يحيى الجزائري، وأبو دجانة التونسي، الأمر الذى أفقد التنظيم أبرز شخصياته.
وتطرح عمليات التتبع تلك التساؤلات حول فرص القاعدة في سوريا، وهل ما زالت قوية كما كان يتردد عن قدرة القاعدة على ملء فراغ داعش؟


عجز «القاعدة» وذهاب قوته
في تصريح خاص، قال الناشط السوري، عمر رحمون: إنه لا يرجح أن القاعدة قادرة على شغل ما خلفه داعش، مستدلًا على ذلك بهشاشة الكيانات التابعة لها في إدلب.
وأضاف أن أمريكا لم تعد لديها نية للإبقاء على كيان إرهابى قوى في سوريا «ربما مجموعات صغيرة فقط»، على حد وصف «رحمون» الذى يعتبر الضربات الأمريكية انتهاكًا لسيادة الدولة السورية، رغم تسبب هذه الضربات في تحجيم خطر القاعدة؛ باستهداف قيادات التنظيم في سوريا.
وختم رحمون كلامه، بأنه لا مستقبل للتنظيمات الإرهابية في سوريا، سواء كان داعش أو القاعدة.
من جانبها، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، إنه منذ اللحظة التى سقط فيها داعش، وثمة اتفاق على أن ذلك يعود على القاعدة بالاستفادة، مشيرة إلى أن الأمر ذلك لم يكن خطيرًا لكون هناك رغبة دولية - على حد قولها - لعودة القاعدة، ولكن بسقف معين تحدده لها أمريكا.
ولفتت إلى أن تلك الضربات لقيادات القاعدة في سوريا أو اليمن أو حتى المغرب العربى جميعها تصب في نفس اتجاه إحداث انتعاش للقاعدة ولكن بحدود.
وتوقعت أن تكون القيادة الحالية لتنظيم القاعدة راضية عن ذلك؛ خاصة أنها فقدت رجلها الأول أسامة بن لادن، كما فقدت عوامل قوتها التى كانت تتمتع بها في الماضي، وتحديدًا عام ٢٠٠١.
وفيما يخص مستقبل القاعدة في سوريا، قالت إنه لن يكون جيدًا في ظل اتفاق دولى بإنهاء الأزمة السورية، مؤكدة أن التنظيم سيبحث عن أماكن له بخلاف سوريا.
يشار إلى أن الغارات الجوية الأمريكية ليست وحدها التى تستهدف قيادات تنظيم القاعدة، فبخلاف ذلك توجد عمليات الاغتيال التى تقوم بها جهات غير معلومة.
وكانت هيئة تحرير الشام كبرى الفصائل العاملة في سوريا والمنتمية لتنظيم القاعدة فكريا، قد وضعت إجراءات للحدِّ من عمليات الاغتيال دون فائدة.
وحضور القاعدة في سوريا يتمثل في تنظيم حراس الدين وجيش التوحيد، لا سيما هيئة تحرير الشام المنتمية فكريًّا، لكنها انفصلت عن القاعدة تنظيميًّا قبل ثلاث سنوات.