تعرض مهرجان فينيسيا السينمائي، هذا العام، إلى انتقادات شديدة بسبب ضعف التمثيل النسائي بالمسابقة الرسمية للمهرجان، والتي تضم مخرجتين فقط من أصل 21 فيلما، هما السعودية هيفاء المنصور والأسترالية شانون ميرفي.
ففي السنوات الأخيرة، سجل المهرجان السينمائي الأعرق في العالم النسبة الأسوأ ما بين المهرجانات الأخرى فيما يتعلق بالتوازن بين الجنسين. دورة العام الحالي والتي تحمل رقم 76 لم تختلف كثيرا عن الدورات السابقة، فسجلت نسبة التمثيل النسائي في المسابقة الرسمية 9.5% مقابل 90.5% لصالح المخرجين الذكور، وهى أدنى نسبة في أي من المهرجانات السينمائية الأخرى، حيث تم توجيه 46% من أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان صندانس السينمائي، هذا العام، لصالح المخرجات، وسجلت المشاركة النسائية بمهرجان برلين السينمائي لعام 2019 نسبة 40% من أفلام التشكيلة الرسمية، وكذلك مهرجان تورنتو السينمائي الذي يفتتح دورته الـ44 الخميس المقبل، بمشاركة نسائية بلغت 36%، حتى تشكيلة مهرجان كان السينمائي شهدت مشاركة بنسبة 21%، وهى أكثر من ضعف النسبة المشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي.
وعلى الرغم من أن المدير الفني لمهرجان فينيسيا السينمائي ألبرتو باربيرا، رفض قبل وقت سابق الانتقادات الموجهة لإدارة المهرجان بسبب أزمة التمثيل النسائي – وقال إنه سيتنحى قبل فرض موضوع الحصص لتعزيز وجود المرأة – استضاف المهرجان اليوم الاثنين أول ندوة له على الإطلاق حول المساواة بين الجنسين.
ونظمت الحدث، الذي أستمر لمدة ساعتين، مجموعة من الناشطات تحت اسم "المرأة في السينما والتلفزيون والإعلام الإيطالي"، وهي تُعد المقابل لحركة "مي تو" النسائية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب هيئة تمويل الأفلام الأوروبية وهيئة تمويل الأفلام الإيطالية. وتحدثت ممثلة المجموعة مارجريتا شيتي، عن أهمية منح صانعات الأفلام نفس الفرص التي يتمتع بها نظرائهن من الرجال، وأن المشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي أمر ضروري لتحقيق هذه الأهداف.
وقال "باربيرا" خلال كلمته، إنه يعتقد أن هناك تركيزا كبيرا على دور المهرجانات السينمائية في تقليص الفجوة بين الجنسين في مجال السينما. وأشار إلى أن ما بين 22 إلى 24% من الأفلام المقدمة في فينيسيا هذا العام كانت من إخراج النساء. وشدد "باربيرا" على ضرورة مراعاة جودة الأفلام، قائلاً: "نعتقد أن المعيار الرئيسي هو جودة الأفلام، لا نريد أن نكون متسامحين فيما يتعلق بجنس المخرجين".
من جانبه، أكد رئيس المهرجان باولو باراتا، أن فينيسيا السينمائي أحرز تقدما واضحا فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، كما رفض فكرة اتهام المهرجان بالتحيز.
وفي حوار سابق له مع مجلة "فارايتي" الأمريكية، ذكر ألبرتو باربيرا أن نسبة التمثيل النسائي العام الحالي سجلت 24% بارتفاع 4% عن الدورة السابقة، وبلغت نسبة المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة 50%، وسجلت 68% في قسم الواقع الإفتراضي.
