السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد إصابة 215 شخصًا بأمراض رئوية حادة.. "الصحة الأمريكية" تُحذر من استخدام السجائر الإلكترونية.. الشركات المُنتجة سوقت لها بديلًا للإقلاع عن التدخين.. وشعبة الدخان تحظر استيرادها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت في السنوات الأخيرة السجائر الإلكترونية، في كل أنحاء العالم، تحت لافتة أنها البديل الأمثل للذين يريدون التخلص من تدخين السجائر العادية، حتى أضحى بيعها بشكل كبير في الأسواق والمتاجر على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تسوقها كبديل حقيقي للإقلاع عن التدخين، غير أن الأمور انقلبت رأسًا على عقب خلال الأيام القليلة الماضية إثر تحذير مسئولي الصحة العامة في الولايات المتحدة الأمريكية من استخدام السيجارة الإلكترونية.


الصحة الأمريكية تُحذر
تعود الواقعة إلى وفاة مريض، قبل أسبوع في ولاية إيلينوي الأمريكية، كان يستخدم السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة، بعد إصابته بأمراض رئوية حادة وأزمة تنفسية شديدة جراء تدخينه السجائر الإلكترونية، قبل أن تُعلن السلطات الصحية بأمريكا، خلال الساعات الماضية، تسجيلها 215 حالة مُحتملة من الأمراض الرئوية الحادة المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية في 25 ولاية أمريكية، وذلك وفقًا للأرقام الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
ودعت السلطات الصحية الأمريكية، أمس الجمعة، الأميركيين، خصوصًا الشباب منهم إلى عدم استخدام مكونات يتم شراؤها من الشارع في السجائر الإلكترونية، بسبب أمراض رئوية غامضة مرتبطة على الأرجح بتدخين هذه السجائر، ولم يحدد المحققون أي علامة تجارية أو منتج معين تسبب بهذه الأمراض، التي تتجلى من خلال حالات؛ سعال وضيق في التنفس وآلام في الصدر وأيضا تقيؤ أو إسهال في بعض الحالات.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، وهيئة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، إنهما تعملان مع الهيئات الصحية في الولايات لمحاولة اكتشاف سبب انتشار المرض المرتبط بالسجائر الإلكترونية.
وأضافت الهيئتان، في بيان مُشترك نقلته وكالة بلومبرغ، أنه "بغض النظر عن التحقيق الجاري الآن، فإن على اليافعين والحوامل والراشدين غير المدخنين، ضرورة تجنب السجائر الإلكترونية، وعلى مستخدمي السجائر الإلكترونية عدم شرائها من الطرقات وأن لا يعملوا على تعديل السجائر أو إضافة أي مواد إليها"، في الوقت الذي تتابع فيه إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة 127 بلاغًا عن إصابات بنوبات مرضية مفاجئة نتيجة استخدام السجائر الإلكترونية.

أغراض دعائية لانتشارها. 
وفي ظل الاعتقاد السائد بأن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من التدخين التقليدي الذي يقتل 8 ملايين شخص في العالم سنويًا، وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، سوقت الشركات المتخصصة في إنتاج السيجارة الإلكترونية لمُنتجها بأنه خير وسيلة للإقلاع عن التدخين، حتى أن هذه السجائر تباع بكميات كبيرة سنويًا، وتصل الأرباح إلى مليار دولار.
واعتمدت الشركات في الدعاية للسيجارة الإلكترونية بأنها لا تحتوي على مواد مثل أول أكسيد الكربون والقطران، مقارنةً بالسيجارة العادية، وأنه لا يوجد في السجائر الإلكترونية المواد المسرطنة مثلما توجد في السجائر العادية، كما أنها لا تخرج السجائر الإلكترونية أول أكسيد الكربون، ما يجعلها آمنة على الآخرين، وصولًا بأن بطارياتها تتكون من عنصر الليثيوم الذي يُساهم في علاج الاضطرابات النفسية كونه مهدئا للأعصاب.

زيوت مجهولة المصدر
من جانبه يقول إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الأدخنة باتحاد الصناعات، السجائر الإلكترونية قد تكون أكثر ضررًا على صحة من يستخدمها، وهو ما دفع الشعبة إلى المطالبة قبل سنوات بحظر استيرادها وإحكام الرقابة على انتشارها في السوق المصري، نافيًا ما تم تداوله من أخبار بأن شعبة الدخان والسجائر باتحاد الصناعات، خاطب وزارة الصحة بالإسراع في رفع الحظر عن استيراد السجائر الإلكترونية، والسماح بدخولها إلى السوق المصرية، بعدما قامت وزارة التجارة والصناعة بإقرار مواصفة قياسية خاصة بتلك المنتجات
ويُضيف إمبابي لـ"البوابة نيوز"، أن جميع السجائر الإلكترونية المتداولة في مصر دخلت بطريقة غير شرعية إلى البلاد "مُهربة"، وهو ما يستلزم مزيدًا من الرقابة على منافذ التهريب المحتملة من قبل أجهزة الدولة المُختلفة.
ويؤكد رئيس شعبة الدخان والسجائر باتحاد الصناعات، أن خطورة السجائر الإلكترونية تتمثل في أن المواد والزيوت المستخدمة في السجائر والشيشة الإلكترونية تُعتبر مجهولة المصدر. واختتم قائلًا: "لا نعرف المواد المصنوعة منها تلك الزيوت الحارقة، كما نؤكد أنه لا يوجد مواصفة قياسية مصرية خاصة باستيراد السجائر الإلكترونية حتى الآن".