الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحصار الاقتصادي الأمريكي وتأثيراته على المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
 لا شك أن الحصار الاقتصادي الأمريكي على بعض بلدان الشرق الأوسط،  له تأثيراته على شعوب المنطقة، وفى القلب منهم  "العمال العرب" باعتبارهم الفئة الأكثر تأثرا بالأحداث والاضطرابات والفوضى، الأمر الذي يهدد الإنتاج وتأكيده على أن هدف الرأسمالية المتوحشة التي تحكم العالم ليس فقط ضرب الجيوش العربية وتفكيكها، ولكن أيضا تدمير وحدة الحركة العمالية وشرذمتها تحت دعاوى مختلفة.. ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأمريكية سياساتها بدعم الاحتلال الإسرائيلي، وعرقلة كل محاولات القضاء على الإرهاب فى المنطقة العربية، وسعيها فى مسلسل تنفيذ صفقة القرن والعدوان المستمر على البلدان التي ترفض سياساتها، إضافة إلى تأجيج الصراعات العربية ونشر الفوضى، وتهويد القدس، والتحكم فى الثروات العربية ونهبها بكل الطرق، نشاهد نتائج تلك السياسات على أرض الواقع التي يدفع ثمنها الشعب العربي وفي القلب منه العمال العرب الذين يتأثرون بشكل مباشر بحالة عدم الاستقرار، وتدهور الاقتصاد، وغلق المصانع والشركات، وضعف الإنتاج.
وتؤكد كل المؤشرات أن السياسات الأمريكية هذه التي تتوسع بعملية الحصار الاقتصادي الأمريكي على بعض الدول، لا تهدد فقط عالم العمل والعمال في المنطقة العربية، بل وفي العالم كله الذي يدفع ثمن الرأسمالية المتوحشة والإمبريالية الظالمة والاحتكارية التي تقودها أمريكا، فزاد الفقر، وارتفعت البطالة، وغاب العمل اللائق.
فعربيا حدث ما يلي :
«1» - دمار كامل للبنية التحتية لأربع دول عربية هي: ليبيا واليمن والعراق وسوريا. 
«2» – 14 مليون لاجئ.
«3» 8 ملايين نازح.
«4» – 1.4 مليون قتيل وجريح.
«5» – 30 مليون عاطل عن العمل. 
«6» – 900 مليار دولار خسائر تدمير البنية التحتية والمواقع الإنتاجية.
«7»- 640 مليار دولار سنويا خسائر فى الناتج المحلى العربي.
«8»- 50 مليار دولار تكلفة اللاجئين سنويا.
«9» 200 مليار دولار كلفة الفساد فى المنطقة العربية بسبب غياب القوانين والامن.
«10»ــ 70 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
«11»ــ 60 ٪ زيادة فى معدلات الفقر آخر عامين.
«12» 90 ٪ من لاجئي العالم عرب.
«13» – 80 ٪ من وفيات الحروب عالميا مواطنون عرب!.
«14» – سوريا والعراق فقط تحتاج إلى تريليون دولار لإعادة الإعمار وإصلاح ما أفسده ذلك الإرهاب!!..
وعالميا.. تتوقع البيانات والمعلومات الرسمية تجاوز معدل البطالة بنهاية 2019 لنحو 200 مليون شخص على مستوى العالم، وهو الأمر الذي يستدعى خلق 600 مليون فرصة عمل، وفقًا لهدف التنمية المستدامة الذي وضعته الأمم المتحدة، والمتمثل فى توفير عمالة كاملة، وعمل لائق للجميع بحلول عام 2030، كما أن أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر فى ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم، وأنه فى كل عام يفقد حوالي 2.3 مليون عامل حياتهم، فضلاً عن الأعباء الثقيلة المتمثلة فى الأمراض المهنية، إضافة إلى أنه لا يزال 168 مليون طفل يعمل فى أسوأ أشكال عمالة الأطفال، و21 مليون ضحية من ضحايا العمل الجبرى، كذلك وجود 168 مليون طفلٍ عامل، 85 مليون منهم يعملون فى أعمال خطرة، وأن عمل الأطفال موجود فى قطاعات عدة بدءا بالزراعة – 99 مليونا – ومرورا بالتعدين والصناعات التحويلية وانتهاء بالسياحة، وهو ينتج سلعا وخدمات يستهلكها الملايين كل يوم، كما أن ظاهرة الفقر التي جاءت تفاصيلها فى تقرير حديث لمنظمة العمل الدولية أيضا خطيرة، بحيث رصدت زهاء 327 مليون عامل يعيشون فى فقر مدقع و967 مليون شخص يعيشون فى فقر متوسط او على حافة الفقر فى الدول النامية وذات الاقتصادات الناشئة على حد سواء.
كما أن دعم "الولايات المتحدة" للاحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل أسفر عن تدهور شامل للحياة الاجتماعية للفلسطينيين حيث يوجد فى فلسطين نحو 320 ألف أسرة تعيش تحت خط الفقر، وأن نسبة البطالة فى غزة تصل لـ40%، وبين الشباب من سن 16 عاما إلى 29 عاما تصل لـ73%، وأن مليوني مواطن فلسطيني يعيشون فى غزة، 80% منهم لاجئون منذ العام 1948، على مساحة لا تزيد على 1.3% من مساحة فلسطين التاريخية، ويعيش الشعب الفلسطيني داخل الوطن فى حالة مستحدثة من الاحتلال بشكل جديد، فالواردات والصادرات والمعابر، والوقود والكهرباء وبطاقات الهوية وجوازات السفر والمواد الخام، كلها بإمرة اسرائيل ولا حق للفلسطينيين فى استخراج الغاز من الشواطئ، ولا البترول من الأرض.
كما أن الاستمرار فى تهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية وتأجيج الصراعات الداخلية بين القوى الفلسطينية، ومساندة الاحتلال فى العدوان المستمر على سوريا ولبنان، وقرار الإدارة الأمريكية بوقف تمويل «الأونروا» التي تدعم أكثر من خمسة ملايين فلسطيني، كلها تسير فى طريق مسلسل «صفقة القرن».. وهنا يؤكد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أنه ضد نقل سفارة أمريكا إلى القدس، ويتضامن مع مسيرات حق العودة للفلسطينيين، وويندد بالعدوان على سوريا ولبنان، وقيام الولايات المتحدة وحلفائها بنشر الفوضى فى المنطقة العربية بدعمها للجماعات الإرهابية التي تعيث فى الأرض فسادا فى كل بقاع المعمورة، حيث تزايدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وفداحة ممارساته المتمثلة بقتل العمال العرب وإهانتهم وإذلالهم على المعابر فضلاً عن غطرسته وسرقة سماسرته جزءاً من أجور العمال واستغلال النساء والأطفال فى أسوأ الأعمال وفى العمل الجبري والتي تشكّل من وجهة نظرنا مظهراً من مظاهر إرهاب الدولة.